شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الجمعة 19 ابريل 2024 , الساعة: 6:44 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع سيف الدولة الحمداني حياته # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 21/03/2024

اعلانات

سيف الدولة الحمداني حياته # اخر تحديث اليوم 2024-04-19

آخر تحديث منذ 28 يوم و 21 ساعة
4 مشاهدة

حياته



النشأة والعائلة


Hamdanid family tree.svg 300 شجرة العائلة للسلالة الحمدانية


ولد سيف الدولة علي بن عبد الله، الابن الثاني لعبد الله أبو الهيجاء ابن حمدان [المتوفى سنة 929]، ولد حمدان بن حمدون بن الحارث، والذي نسب لاسمه السلالة حمدانيون الحمدانيةCanard (1986), p. 126. وقد كان الحمدانيون فرعًا لبني تغلب ، قبيلة عربية سكنت في منطقة الجزيرة الفراتية منذ عصر ما قبل الإسلام.Kennedy (2004), pp. 265–266 سيطر التغلبيون تقليديا على الموصل ومنطقتها حتى القرن التاسع، عندما حاولت الدولة العباسية فرض سيطرة حازمة أكثر على المنطقة. كان حمدان بن حمدون أحد أكثر القادة التغلبيين رفضاً لهذه الخطوة. والجدير بالذكر في جهوده لدرء العباسيين، أنه ضَمِن تحالف كرد الأكراد الذين يعيشون في الجبال في شمال الموصل، هذه الحقيقة سيكون لها أهمية كبيرة على ثروات عائلته في وقت لاحق. تزاوج أفراد الأسرة مع الأكراد، والذين كانوا بارزين في الجيش الحمداني.Kennedy (2004), pp. 266, 269Bianquis (1997), p. 104

في عام 895، هُزم حمدان وسُجن مع أقاربه، لكن ابنه حسين بن حمدان تمكن من تأمين مستقبل العائلة، وقد أعد جنودًا للخليفة من تغلب في مقابل تخفيض الضرائب، وأسس تأثيرًا قائديًّا في الجزيرة بكونه وسيطا بين السلطات العباسية والعربية والسكان الأكراد، كانت هذه القاعدة المحلية القوية التي سمحت للعائلة أن تنجو من علاقتها المتوترة مع الحكومة المركزية العباسية في بغداد خلال بدايات القرن العاشر.Kennedy (2004), pp. 266, 268 كان حسين قائدًا ناجحًا ميز نفسه ضد ال خوارج وال طولونيون ، ولكنه أُنزلت مرتبته بعد دعمه للمحاولة الفاشلة لنزع الحكم من عبد الله بن المعتز عام 908، وقد كان أخوه الأصغر إبراهيم حاكم ديار ربيعة (الإقليم حول نصيبين ) في 919، وبعد وفاته في السنة التالية خلفه شقيقه داوود Kennedy (2004), pp. 266–267، وشغل والد سيف الدولة عبدالله منصب أمير (حاكم) الموصل من 4913 إلى 6914، وقد أُنزلت مرتبته مرارًا وأعيد تأهيله حتى رجعت سيطرته للموصل في 5925، متمتعاً بعلاقة وطيدة مع القوي مؤنس الخادم، لعب لاحقًا دورًا قياديا في المحاولة القصيرة الأجل لنزع حكم أبو منصور محمد القاهر بالله القاهر ضد أبو الفضل جعفر المقتدر بالله المقتدر عام 929، وقتل خلال القمع.Canard (1986), pp. 126–127Kennedy (2004), pp. 267–268

على الرغم من الثورات الفاشلة ووفاته، كان عبدالله قادراً على ضم الموصل تحت حكمه، وأصبح هناك وجود فعلي للحكم الحمداني في تلك الإمارة. خلال غيابه الطويل في بغداد في سنواته الأخيرة, عَـهِـد عبدالله بحكم الموصل إلى ابنه البكر الحسن، والذي لقب مستقبلاً ب ناصر الدولة الحمداني ناصر الدولة . بعد وفاة عبدالله، كان موقع الحسن في الموصل مهدداً بواسطة أعمامه، لكن ذلك لم يستمر إذ أنه كان قادراً على أن يوطد الأمن في بغداد وأن يبسط سيطرته على الموصل وكامل الجزيرة حتى الحدود المتاخمه الامبراطورية البيزنيطة للدولة البيزنطية في العام 935مCanard (1986), p. 127Kennedy (2004), p. 268

المنصب الأول في عهد الحسن ناصر الدولة


Al-Jazira.svg 300 خريطة للجزيرة (فوق بلاد ما بين بلاد الرافدين ) و الوطن والعاصمة الحمدانية.


بدأ الشاب علي بن عبدالله مسيرته في عهد شقيقه في عام 936، إذ دعا حسن شقيقه الأصغر لخدمته، واعدا إياه بأن يحكم ديار بكر (المنطقة المحيطة ب آمد ) مقابل مساعدته ضد علي بن جعفر، وهو حاكم متمرد من ميافارقين . وقد نجح علي بن عبد الله في منع ابن جعفر من تلقي المساعدة من حلفائه الأرمان، وأيضا مراقبة الأجزاء الشمالية من المحافظة المجاورة لديار مضر بعد إخضاع القبائل قيس عيلان القيسية في المنطقة المحيطة بمنطقة سروج (تركيا) السروج ومن هذا الموقع، أُطْلِقت حملات لمساعدة الإمارات المسلمة على منطقة الحدود البيزنطية (الثغور) ضد البيزنطيين. كما أنها تدخلت في أرمينيا لردع تأثير النمو البيزنطي هناك (انظر أدناه).Bianquis (1997), pp. 104, 107

في هذه الأثناء، اصبح حسان من المشاركين في مؤامرات البلاط العباسي. انهارت الحكومة العباسية منذ اغتيال الخليفة المقتدر في سنة 932، وفي سنة 936 استحق محمد بن رائق حاكم واسط (مدينة تاريخية) واسط لقب امير الامراء و ما معها من حكم الأمر الواقع سيطرة فعلية من الحكومة العباسية. تم تصغير دور الخليفة أبو العباس محمد الراضي بالله الراضي دور حاكم من غير سلطة. في حين تم مضاعفة تمدد البيروقراطية المدنية القديمة بشكل كبير من ناحية الحجم و القوةKennedy (2004), pp. 192–195. كان موقف ابن الرائق محكماً ، ومع ذلك، سرعان ما اندلع صراع معقد بين الحكام و قادة الجيش التركي للسيطرة على مكتب أمير العمارة و الخلافة. انتهى الصراع بانتصار بويهيون البويهين في سنة 946.Kennedy (2004), pp. 195–196

أيد حسان في البداية بن رائق, لكن في 942 إغتاله ليؤمّن لنفسه منصب أمير الأمراء, تلقى لقب تشريفي ناصر الدولة ( مدافع من الدولة ) , واصلت عائلة البريدي المقاومة وهي عائلة محلية تريد السيطرة على البصرة , وكانت تأمل بالسيطرة على الخلافة، واصلوا المقاومة. فأرسل لهم ناصر الدولة علي, بعد أن سجل انتصارا على أبي الحسين البريدي في المدائن , سمي علي محافظ واسط ومنح لقب سيف الدولة (سيف الأسرة), الذي أصبح بعده مشهورا. هذه المنحة المزدوجة للأخوة الحمدانيين هي المرة الأولى التي تقوم بها الدولة بدمج لقبين مرموقة لأي شخص آخر غير وزير (لقب) الوزير ، المساعد الخاصّ للخليفة.Kennedy (2004), p. 270

أُثبت أن نجاح الحمدانيون لم يدم طويلا. ولكنهم كانوا معزولين سياسيا، ووجدوا تأييدا بسيطا من أقوى توابع الخليفة، ال سامانيون من بلاد ما وراء النهر والإخشيديون في مصر. نتيجة لذلك، في عام 943 اندلع تمرد حول قضايا الدفع ضمن قواتهم (تتألف معظمها من الأتراك وال ديلم وال قرامطة والقليل من العرب)، تحت قيادة التركي تيوزين، أجبروا للتخلي عن بغداد. عين الخليفة أبو إسحاق إبراهيم المتقي لله المتقي تيوزين كأمير الأمراء. لكن سرعان ما تشاجر معه وفر شمالا طلبا للحماية الحمدانية . ومع ذلك، تيوزين هزم ناصر الدولة وسيف الدولة في ساحة المعركة، وفي عام 944 عقد اتفاق يسمح للحمدانيين أن يحافظوا على الجزيرة وأيضاً إعطائهم السلطة الاسمية على شمال سوريا (التي لم تكن تحت السيطرة الحمدانية ذلك الوقت)، في مقابل جزية كبيرة. من الآن وصاعدا، ناصر الدولة سيكون رافدا( دافع للجزية - مدفوع كجزية ) لبغداد. ومع ذلك، أدت محاولاته المستمرة للسيطرة على بغداد لخلاف مع البويهيين. وفي النهاية، في 9/958 أُجبر ناصر الدولة على البحث عن ملجأ في محكمة شقيقه. قبل أن يتفاوض سيف الدولة عودته إلى الموصل مع الأمير البويهي معز الدولة Kennedy (2004), pp. 270–271.

تأسيس إمارة حلب


Syria in the 9th century-ar2.png 300 سوريا (بلاد الشام) ومحافظاتها في القرنين التاسع والعاشر


كانت شمال سوريا تحت سيطرة الإخشيديين منذ 935/6، إلى أن فصلها ابن رائق عن سيطرة المصريين في 939/40. في عام 942، عندما حل ناصر الدولة محل المغتال ابن رائق، حاول فرض سيطرته على المنطقة، وخاصة على المقاطعة التي كان ابن رائق منها ديار مضر. القوات الحمدانية أخذت السيطرة على وادي نهر البليخ ، لكن الناس المهمين المحليين كانوا لا يزالوا يميلون نحو الإخشيديين، وكانت السلطة الحمدانية ضعيفة. لم يتدخل الإخشيديين مباشرا ولكنهم دعموا عادل البكجمي، محافظ رحبة. قام البكجمي بالقبض على نصيبـن، حيث أن سيف الدولة غادر كنوزه ولكنه هزم في النهاية وقبض عليه قريب سيف الدولة أبوعبدالله الحسين بن سعيد بن حمدان. وأعدم في بغداد في 943. ثم شرع حسين لاحتلال المقاطعة كاملة، من ديار مضر إلى الثغور. أخذت الرقة بقوة، ولكن استسلمت حلب من غير قتال في 944. أرسل المتقي الآن طلبات إلى محمد بن طغج الإخشيدي الإخشيد . سائلا عن دعمه ضد مختلف قواد الجيوش الذين كانوا يريدون السيطرة عليه. (حبسوا - حاصروا) الحمدانيون الخليفة في الرقة ، ولكن في صيف 944 وصل الإخشيد إلى سوريا. تخلى حسين عن حلب إلى المصريين، وبعد ذلك زار الخليفة المنفي في الرقة. أكد المتقي سيطرة الإخشيديين على سوريا، لكن بعد رفض الخليفة انتقاله إلى مصر، رفض الحاكم المصري من أن يلزم نفسه بالمزيد من المساعدات إلى الخليفة ضد أعدائه. عاد الإخشيد إلى مصر، في حين المتقي رجع إلى بغداد ضعيفا ومكتئبا Bianquis (1998), p. 113.

في هذه الظروف حوّل سيف الدولة اهتمامه إلى الشام. وكانت السنوات السابقة قد شهدت سلسلة من الإذلال الشخصي، ومع هزائمه في الميدان أمام توزون وفشله في إقناع المتقي أن يلقبه أمير الأمراء . وفي هذه الفترة، نجحت المحاولة الأخيرة لاغتيال أحد منافسيه، محمد ابن ينال الترجمان. كتب تيري بيانكويس أنه بعد فشل نوايا أخيه في العراق ، كان توجه سيف الدولة إلى الشام قد وُلِد من الاستياء ، بعد أن عاد من نصيبين وجد نفسه تحت الوصاية والقليل جدًا من المال . قام ناصر الدولة بتشجيع أخيه في التوجه للشام بعد أن فشل حسين هناك ، حيث كتب إلى سيف الدولة تلك الشام أمامك ، لايوجد أحدٌ في الأرض يمنعك عنها Bianquis (1997), p. 105 بالمال والدعم المُقدّم من أخيه قام سيف الدولة بغزو شمال الشام ، عقب مغادرة الإخشيديين كسب دعم عشيرة بنو كلاب التي ينتمي إليها حاكم حلب المُعين من قِبل الإخشيد ودخل المدينة دون معارضة في من عام 499م.Kennedy (2004), p. 273

الصراع مع الأخشيدية


ردة فعل الأخشيدية أتت سريعة، فأرسلوا جيشاً إلى الشمال بقيادة أبو المسك كافور لمواجهة سيف الدولة الذي حاصر حمص . في بداية المعركة حقق الحمداني انتصاراً ساحقاً . ففتحت حمص بواباتها ووضع سيف الدولة نصب عينيه على دمشق . وكان سيف الدولة قد احتل سابقا المدينة في أوائل 945، لكنه أجبر على التخلي عنها بسبب الغضب الشعبي. في 945 قاد الحاكم الاخشيدي نفسه جيشاً إلى سوريا، في نفس الوقت الذي عرض فيه على سيف الدولة أن يقبل بحكم الحمداني في شمال سوريا والثغور . سيف الدولة رفض عرض الاخشيدي، لكنه هزم في المعركة في و وأُجبر على التراجع إلى الرقة. واصل الجيش المصري الغارة على ضواحي مدينة حلب، مع ذلك في توصل الطرفان إلى اتفاقية، كانت بصورة عامة على نفس نمط عرض الاخشيدي السابق اعترف حاكم مصر بسلطة الحمداني في شمال سوريا ووافق حتى على ارسال جزية سنوية إلى سيف الدولة مقابل أن يتخلى سيف الدولة عن كل مطالباته بدمشق. تمت الاتفاقية بزواج سيف الدولة من ابنة أخ الحاكم الاخشيدي، وحظي حكم سيف الدولة الجديد بموافقة رسمية من الخليفة العباسي Bianquis (1998), pp. 113–114

الهدنة مع الإخشيد استمرت حتى وفاة الإخشيد, في 946 في دمشق, سار سيف الدولة فوراً إلى الجنوب, لتولي دمشق, وانتقل بعد ذلك إلى فلسطين , حيث واجه كافور مرة أخرى, الذي هزم الأمير الحمداني في معركة وقعت في كانون الأول, ثم انسحب سيف الدولة إلى دمشق, و منها إلى حمص, حيث جمع قواته, بما فيها وحدات كبيرة من قبائل عربية, وفي ربيع 947, حاول استعادة دمشق, وقد هزم مرة أخرى, ومع ذلك في أثرها الإخشيد احتلوا حلب في , كافور قائد الجيش الإخشيدي, بدلاً من استخدامه لمزاياه بدأ المفاوضات Bianquis (1998), pp. 114–115 للإخشيد, وكان صون حلب أقل أهمية من جنوب سوريا مع دمشق, الذي كان حصن مصر الشرقية, طالما أن سيطرتهم على هذه المنطقة لم تتعرض للخطر, المصريون كانوا أكثر سماحا بوجود الدولة الحمدانية في الشمال, علاوة على ذلك, أدرك الإخشيد أنهم سيجدون صعوبة في التمسك والحفاظ على السيطرة على شمال سورية وكيليكية, التي لها طابع تقليدي أكثر نحو الجزيرة والعراق. ليس لأن مصر هذه المرة مهددة من قبل الدولة الفاطمية الفاطميين في الشرق, تكون بمنأى عن تكلفة الحفاظ على جيش كبير في هذه الأراضي البعيدة، لكن الإمارة الحمدانية من شأنها أيضا القيام دويلة حاجزة بدور مفيد للدولة ضد غارات كلا من العراق والبيزنطيين.Bianquis (1998), pp. 114, 115 إتفاقية 945 أعيد تأكيدها مع فارق أن الأخشيد توقفوا عن دفع الجزية لدمشق, وهكذا أنشئت الحدود بين الجزيرة المتأثرة شمال سوريا و التحكم المصري من الجزء الجنوبي من الدولة, واستمرت حتى استولى المماليك على البلاد في 1260.Bianquis (1997), pp. 105, 107

Aleppo Citadel 04 300 مدخل قلعة حلب في بدايات حراسة القرن الثالث عشر


كان سيف الدولة، و الذي عاد إلى حلب في الخريف، في ذلك سيد مملكة واسعة النطاق وتشمل المحافظات السورية الشمالية جند حمص وجند قنسرين وجند العواصم في طريق يمتد إلى جنوب حمص إلى الساحل بالقرب من طرطوس ، ومعظم ديار بكر وديار مضر في الجزيرة الغربية. و ي حكم – معظمها من القيمة الاسمية – و سيادته على بلدات الحدود البيزنطية في قيليقية Kennedy (2004), p. 274، وكانت سيادة سيف الدولة لدولة سورية و بلاد مابين النهرين في تعبير المستشرق ماريوس كانار واسعة النطاق ما يكفي لتتطلب عاصمتين جنبا إلى جنب مع حلب، و التي أصبحت المقرالرئيسي لإقامة سيف الدولة. وقد اختيرت مايافاريقين كالعاصمة لمقاطعة جازيران. وقد تم وضع مسؤولية الأخيرة ظاهرياً لشقيقة الأكبر ناصر الدولة، ولكن في واقع الأمر سمح حجم والأهمية السياسية لإمارة سيف الدولة له أن يسقط وصاية ناصر الدولة. و على الرغم من استمرار سيف الدولة في إظهار الإذعان الواجب لشقيقة الأكبر، تبدلت مكانتهما من الآن فصاعدا.Humphreys ( ), p. 537

الثورات العربية القبلية


بعيداً عن مواجهته مع الاخشيديين، فقد كانت المحافظة على علاقات جيدة مع القبائل العربية الأصليين تشكل تحديا كبيراً لسيف الدولة من أجل توطيد مملكته.Kennedy (2004), pp. 273–274 في ذلك الوقت، كانت المناطق الشمالية لسوريا واقعة تحت سيطرة عدد من القبائل العربية والذين كانوا يسكنون تلك المنطقة منذ الدولة الأموية العصر الأموي ، بل وقبل ذلك في كثير من الأحوال. المنطقة حول حمص كانت مستوطنة من قبل بنو كلب وبنو طي، بينما الشمال الشريط الطولي العريض والممتد من نهر العاصي حتى نهر الفرات ، كانت تحت سيطرة قبائل القيسي البدوية ومنها عُقيل ونُميْر وكعب وكوشيار بالإضافة إلى بني كلاب في أرجاء حلب. أما الجنوب فقد كانت قبائل مملكة تنوخ تنوخ اليمن ية تسكن حول معرة النعمان ، بينما استقر الأكراد وبحرة على امتداد المناطق الساحلية.Bianquis (1997), p. 106

وفي علاقته معهم، انتفع سيف الدولة حقيقة من كونه عربيا أصيلاً خلافاً لمعظم حكام الشرق الأوسط الإسلامي المعاصرين، حيث كانوا كانوا أمراء الحرب الإيرانية أو التركية والذين ارتقوا من رتبة العبيد في الجيش ( غلام غلمان ). وقد ساعده ذلك على نيل الدعم من القبائل العربية، كما لعب ال بدو دورا بارزا في إدارته . ووفقاً لم ات الدولة العباسية الأخيرة المعتادة والمألوفة لسيف الدولة والمشتركة مع جميع الولايات المسلمة في الشرق، كانت الدولة الحمدانية تعتمد وبشكل كبير ومسيطر على غير العرب، غالباً الغلمان الأتراك، وكان هذا الأكثر وضوحا في تشكيلة جيشه، والتي مع سلاح فرسان القبائل العربية استخدمت الديالمة بكثافة كمشاة، والأتراك كرماة الأحصنة.Kennedy (2004), pp. 269, 274–275

بعد الفوز بتقدير إكشيدس، بدأ سيف الدولة سلسلة حملاته لتوحيد البلاد، وكان هدفه الأساسي هو إقامة حكم ثابت وراسخ فوق الساحل السوري. فضلا عن الطرق الموصلة للداخل. وقد شملت العمليات هناك صعوبة الحصار ل قلعة ميرزا من قبل قاطع الطريق الزعيم الكردشي الذي سيطر على وادي العاصي الأدنى؛ في وسط سوريا ، و أواخر 949 إندلعت ثورة مستوحاه من كارميثان والكلب وتاي بقيادة معين بن الحيران ال الرماد. حيث سيطر الثوار بنجاح حتى الإستيلاء على محافظ الحمدانيه من حمص لكنها في النهاية سحقت سريعا وفي الشمال أسفرت محاولات المسئولين الحمدانيين للحفاظ على البدو من التدخل في المجتمعات العربية الأكثر استقرارا ، في تفشي تمرد بين عاميّ 954 و950 ، والتي كان لابد من قمعها من قبل جيش سيف الدولة.

خيرا في 955 اندلعت حركة تمرد كبيرة شملت جميع القبائل البدو والمستوطنين بما في ذلك حلفاء الحمدانيين ، بنو كلاب . كان سيف الدولة قادراً على حل المواقف بسرعة، فافتتح حملة عنيفة ضد القمع السريع التي تضمن قيادة القبائل إلى الصحراء إما للموت أو الاستسلام، واقترن في تلك الحملة مع دبلوماسي تلاعب بالانقسامات بين رجال القبائل . وبالتالي حل السلام على بنو كلاب وعادوا إلى منزلتهم المفضلة. كما تم منحهم أراضي اضافية على حساب ابن كلاب، الذي طردهم من بيوتهم على التوالي مع الطائي وهرب جنوباً ليستقر في السهول شمال دمشق ومرتفعات هضبة الجولان الجولان . في نفس الوقت، تم طرد نمير وشجع اعادة التوطين في الجزيرة حول مدينة حران (تركيا) حران .

كان قمع الثورة القبلية عملاً جلياً، كما وصفه العالم الإسلامي هيو كينيدي قمة نجاح وسلطة سيف الدولة . وفي وقت قصير خلال تلك السنة تم الاعتراف بسلطته على أجزاء من أذربيجان حول سلماس سلماس حيث انشأ ديسم الكردي حكماً وجيزاً حتى تم طرده والقبض عليه أخيرا من قبل مارزوبان بن محمد.

الحروب مع البيزنطيين


87EarlyBagratid884-962 300 إمارات القوقاز ، على الحدود الشرقية البيزنطية وشمال سوريا والجزيرة العربية في أوائل القرن العاشر.


بعد تولي سيف الدولة السيطرة على حدود الجزيرة والشام ( الثغور) ، ظهر كالأمير العربي الأعلى الذي يواجه الامبراطورية البيزنطية وقد أصبحت الحرب مع البيزنطيين شغله الشاغل ، وبالفعل فقد كانت السمعة التي حظي بها سيف الدولة مستمدة من حربه المتواصلة مع الامبراطورية التي باءت بالفشل في النهايةKennedy (2004), p. 275.

في بداية القرن العاشر أصبحت اليد العليا للبيزنطيين على جيرانهم الشرقيين المسلمين ، وكانت بداية سقوط الخلافة العباسية بعد 861 فوضى سامراء قد تبعتها معركة لالاكون في عام 863م والتي كسرت قوة الإمارة الحدودية ال ملطية قد أشارت لبداية تعدي الدولة البيزنطية على الحدود العربية ، وعلى الرغم من حفاظ إمارة طرسوس على قوتها واستمرار ملطية في مقاومة الهجمات البيزنطية ، فقد استطاع البيزنطيون خلال النصف قرن التالي التغلب على حلفاء ملطية من بوليسيان وتقدموا إلى أعلى نهر الفرات محتلين جبال شمال المدينة Toynbee (1973), pp. 110–111, 113–114, 378–380Whittow (1996), pp. 310–316, 329 وأخيراً بعد عام 940م فقد كان السلم في حدودهم البلقانية تحت إمرة جون كوركاس مما مكن البيزنطيين من تحويل قواتهم للشرق وبدء سلسلة من الحملات التي تُوجت بسقوط إمارة ملطية في عام 934م وهو حدث أثار الصدمة بين الإمارات المسلمة الأخرى، وتبعتها آراساموسوتا في عام 940م كاليكولا (ثيدوسيابليس البيزنطية ، أرضروم المعاصرة ) في عام 949م.Toynbee (1973), pp. 121, 380–381Treadgold (1997), pp. 479–484Whittow (1996), pp. 317–322

تسبب البيزنطيون في إثارة رد فعل كبير في العالم الإسلامي حيث احتشد المتطوعين مع الجنود والمدنيين للمشاركة في ال جهاد ضد الامبراطورية البيزنطية، حتى أن سيف الدولة تأثر أيضا بالجو العام وأصبح مفعماً بشدة بروح ال جهاد Humphreys ( ), p. 538Kennedy (2004), pp. 277–278 لذلك يعتبر وصول الاخوة الحمدانيين بالسلطة إلى حدود المناطق والجزيرة تم بناءً على الأخذ بعين الاعتبار تهديدات البيزنطيين في شن الحرب والوقوف ضدهم وعجز العباسيين الواضح عن صد أي هجوم يشنه البيزنطيين Kennedy (2004), p. 276Whittow (1996), p. 318 وفي تعليق للبروفيسور هيو كينيدي على تلك الأحداث قال مقارنة مع تراخي ولامبالاة الحكام المسلمين الآخرين من غير المفاجئ أن شعبية سيف الدولة ظلت ذائعة الصيت بشكل كبير فقد كان الرجل الوحيد الذي حاول الدفاع عن العقيدة وحماية الدين لذلك فهو البطل الحقيقي في تلك الحقبة من الزمن Kennedy (2004), p. 278.

الحملات العسكرية المبكرة


دخل سيف الدولة في نزاع مع البيرنطيين في عام 936 عندما قاد حملة لمساعدة سميساط التي كانت تحت حصار البيزنطيين في ذلك الوقت، ولكن تمرد مؤخرة جيشه أجبره على التخلي عن الحملة واكتفى بتنظيم إرسال بعض المعدات للمدينة التي سقطت في أيديهم لاحقاًBianquis (1997), p. 107Treadgold (1997), p. 483 . وفي عام 938م أغار على منطقة حول ملطية واستولى على معمورة العزيز البيزنطية (يعرف في المصادر الإسلامية بحصن زياد)، ثم أعلنت بعض المصادر العربية أنه تم الانتصار على كوركواس القائد البيزنطي بنفسه، ولكن التقدم البيزنطي لم يتأثر بهذا الانتصار.Whittow (1996), pp. 318–319 ومن أهم حملات سيف الدولة العسكرية في هذه السنوات المبكرة هي التي كانت في عام 939-940م عندما غزا الجزء الجنوبي الغربي من أرمينيا وضمن عهدا بالولاء والطاعة مع خضوع وتنازل عن عدد من الحصون من أمرائها الذين انشقوا عن الدولة البيزنطية (شعب كاساي المسلم في ملاذكرد، والباغراتونيون المسيحيون في تارون، وآل ارتسروني ملوك فاسبوراكان)، وهذا قبل أن ينتقل إلى الجزء الغربي ويغير على الإقليم البيزنطي حتى كولونيا.Ter-Ghewondyan (1976), pp. 84–87Treadgold (1997), pp. 483–484Whittow (1996), pp. 319–320 هذه الحملة العسكرية كسرت الحصار البيزنطي مؤقتا حول قاليقلا، ولكن انشغال سيف الدولة مع حروب أخيه في العراق في السنوات التالية منعه من متابعة حملاته وكانت هذه أكبر الفرص الضائعة. حيث علق المؤرخ مارك ويذو أن أكثر السياسة المدعومة آنذاك وضعت للاستفادة من عدم ثقة الأمراء الأرمنيين في التوسع البيزنطي لتكوين شبكة واسعة من الحلفاء تتسع لجميع البيزنطيين، وبدلا من ذلك أعطوهم صلاحية تامة مما سمح للمسلمين من التقدم بسرعة والاستيلاء على قاليقلا، ومن ثم توطيد وترسيخ سيطرتهم على المنطقة.Whittow (1996), pp. 320, 322

خيـبات وانتصارات، في الفترة من 945-955م


Arab-Byzantine frontier zone.svg 300 خريطة لمنطقة الحدود العربية البيزنطية


بعد أن وطّد سيف الدولة نفسه في حلب عام 944 , عاود حروبه مع البيزنطيين في 946/945 حتى وفاته .كان سيف الدولة العدو الرئيسي للبيزنطيين في الشرق - وقد قيل في نهاية حياته أن الدولة كانت قد خاضت أربعين معركة ضد البيزنطيين Bianquis (1997), pp. 106–107Whittow (1996), p. 320 مع ذلك , وعلى الرغم من هذه الغارات المتكررة والمدمرة ضد محافظات الحدود البيزنطية وحتى أناضول آسيا الصغرى وانتصاراته في ساحة المعركة , إلا أن نمط معاركه كان في جوهره دفاعياً . وأنه لم يحاول تحدي السيطرة البيزنطية على الممرات الجبلية أو أن يعقد التحالفات مع الحكام المحليين لمحاولة دحض الفتوحات البيزنطية . بالمقارنة مع الدولة البيزنطية , سيف الدولة كان حاكماً لإمارة صغيرة ليس بإمكانها مجاراة الإمبراطورية الناهضة . ووفقاً للمصادر العربية - التي حوت مبالغة جلية - أن الجيش البيزنطي يفوق عدده 200,000 بينما أكبر عدد لقوات سيف الدولة كان 30,000 Kennedy (2004), p. 277 تأثرت نظرة سيف الدولة الإستراتيجية نظراً لأن أصله من الجزيرة العربية وخلافاً لمعظم ماذكره التاريخ لحكام منطقة الشام , فإن سيف الدولة أهمل بناء أسطول بحري ولم يعطي أي اهتمام لمنطقة البحر المتوسط .

كانت الغارة التي شنّها سيف الدولة في شتاء 945-946 محدودة النطاق ، وأعقبها تبادل الأسرى مما هدأ الحرب على الحدود لبضع سنوات ثم استؤنفت فقط في عام 948م Whittow (1996), p. 322 وعلى الرغم من انتصاراته على الغزو البيزنطي عام 948 إلا أنه لم يكن قادراً على منع نهب قلعة الحدث إحدى أهم المعاقل الإسلامية الرئيسية في ثغور الفرات عن طريق ليو فوقاس أحد أبناء القائد العام للبيزنطيين باردس فاقوس Treadgold (1997), pp. 488–489 كان مصير حملات سيف الدولة في السنتين التاليتين الفشل أيضاً . في عام 949 قام سيف الدولة بالإغارة على ثيمة (مقاطعة بيزنطية) قلعة ليوكاندس ولكنه اضطر للعودة وقام البيزنطيين باحتلال مرعش (مدينة) مرعش والإيقاع بأهل طرسوس ومغادرة أنطاكية (مدينة تاريخية) أنطاكية . السنة التالية قاد سيف الدولة قوة كبيرة نحو الأراضي البيزنطية للإطاحة بقلعة ليكاندس وتشارسيانون ، ولكن عند عودته تعرض هو ورجاله لكمين مريع من قبل ليو فوقاس في الممرات الجبلية والتي سُميت هذه الغزوة فيما بعد غزوة المصيبة xpedition خسر فيها سيف الدولة 8000 رجلٍ من رجاله وبالكاد استطاع أن ينجو بنفسه.Treadgold (1997), p. 489

بالرغم من ذلك فقد رفض سيف الدولة الحمداني اقتراح السلام من قبل البيزنطيين وبدأ بشن غارة ضد ليكاندوس وملطية وأصر على ذلك حتى أجبرته بداية فصل الشتاء على الإنسحاب وفي السنة التالية ركز اهتمامه على إعادة بناء قلاع منطقة قليقية وشمالي سوريا بما فيها مدينتي مرعش والحدث ، وفي هذه الأثناء شن برداس فوكاس حملة لإيقاف تلك الأعمال ولكنه هُزم ثم تبعها بحملة أخرى في العام 953م وعلى الرغم من أنه كان يملك جيشاً أكبر بكثير تحت أمرته إلا أنه هُزم أيضاً بصعوبة كبيرة بالقرب من مدينة مرعش في معركة تم الاحتفال بالنصر فيها من قبل مديح مداحين (شعراء وخطباء) سيف الدولة . تلك المعركة التي لم يخسر فيها القائد البيزنطي وحسب بل حتى أنه فقد أبنه الأصغر حيث وقع أسيراً في أيدي الحمدانيين ، وفي السنة التي تليها قاد برداس حملة أخرى وهُزم فيها أيضاً مما سمح لسيف الدولة بإنهاء إعادة التحصينات لمدينة سميساط والحدث وحقق نجاحاً آخر بصموده أمام هجمة أخرى للبيزنطيين في العام 955م Treadgold (1997), p. 492 .

سيطرة الدولة البيزنطية 952-962م



انتصارات سيف الدولة ناجمة عن استبدال باراداس بابنه الاكبر نقفور الثاني , احدث نيكفورس تغيير في حظ سيف الدولة في الصراع مع البيزنطيين بفضل مرؤسين بارعين مثل اخيه ليو و ابن اخيه يوحنا زيمسكي ، وقد استفاد القائد الشاب من أوج اصلاحات الجيش التي خلقت جيشا أكثر احترافية.On the nature of these reforms, cf. Whittow (1996), pp. 323–325

Leo Phokas sents the captive Arab general Apolasaeir to Constantinople.png 300 أرسل ليو فوكاس الأسير أبو الأسير إلى القسطنطينية حيث أذل عقائدياً.The description of this cer ony survives in < > De Cer oniis , 2.19. McCormick (1990), pp. 159–163 رسمة مصغرة لمدريد سكيلتازيزيس





في ربيع 956م سبق سيف الدولة زيمسكيس في هجوم مخطط على أميدا و غزى الاراضي البيزنطيه اولااً، بعد ذلك قام زيمسكي بغدر سيف الدولة وهاجمه أثناء عودته. كانت معركة حامية الوطيس وسط هطول الأمطار الغزيرة مما أدى إلى انتصار المسلمين وهزيمة 4000 رجل من جيش زيمسكي. في نفس الوقت غزى ليو فوكاس سوريا وهزم وأسر قريب سيف الدولة وهو أبو العشائر الذي تركه وراءه. لاحقاً في ذلك العام اضطر سيف الدولة الذهاب إلى طرسوس للمساعدة في صد غارة شنها الاسطول البيزنطي في عام 957 احتل نيكفورس مدينة حدث ودمرها تماما ، ولم يستطع سيف الدولة التصرف حيال ذلك فقد كشف عن مؤامرة دبرها بعض ضباطه بتسليمه للبيزنطيين مقابل المال. أعدم سيف الدولة 180 من غلمانه وشوّه 200 آخرين بدافع الانتقام Treadgold (1997), pp. 492–493 . في الربيع التالي غزى زيمسكيس الجزيرة العربية واستولى على درعا Dara وانتصر فيأميدا على جيش يبلغ 10 آلاف رجل يقوده أحد مساعدي سيف الدولة المفضلين وهو ناديا شركس الشركسي . ومع باراكويمومينوس باسل ليكابينوس واقتحم سميساط وسبب هزيمة ثقيلة على جيش بقيادة سيف الدولة بنفسه. استغل البيزنطيين نقطة ضعف الحمدانيين ، ففي عام 959 قاد ليو فوكاس غارة وصلت حتى قورش ونهب العديد من الحصون في طريقهم.Treadgold (1997), p. 493

Capture of Berroia by the Byzantines.png 300 السيطرة على حلب من قبل البيزنطيين، صورة مصغرة من مدريد سكيليتزيس



في 960، حاول سيف الدولة استغلال غياب نيكفورس فوكاس بإرسال جيشه في حملة نحو كريت، ليستعيد رباطة جأشه. قام بغزو الأراضي البيزنطية على رأس جيش كبير والاستيلاء على قلعة كارسيانونأثناء عودته، واثناء ذلك هوجم جيشه فقام فوكاس وقواته ونصبوا له كمين. مرة أخرى، خطط سيف الدولة للهرب، ولكن تم تحطيم القوة العسكرية له. بدأ الحكام المحليين الآن بهدنة مؤقته مع البيزنطيين، واُستجوبت السلطة الحمدانية بشكل مضطرد حتى في عاصمة بلاده.Bianquis (1997), pp. 107–108Treadgold (1997), p. 495 أصبح سيف الدولة الآن في حاجة إلى الوقت، ولكن بمجرد أن عاد نيكفورس فوكاس منتصرا من كريت في صيف 961، بدأ التحضيرات للحملة القادمة نحو في الشرق. بدأ البيزنطيين هجومهم في أشهر الشتاء، واصطياد العرب على حين غرة. احتلوا عين زربة في قيليقيا، واتبعوا سياسة الدمار والمجزرة عمدا لطرد السكان المسلمين بعيدا. بعد قيام نيكفورس بإصلاح الأراضي البيزنطية للاحتفال عيد القيامة بعيد الفصح ، دخل سيف الدولة قيليقيا، وسيطر مباشرة على المحافظة. بدأ في إعادة بناء عين زربة، ولكنه تركها غير مكتملة عندما عاود نيكفورس هجومه في الخريف، مما اضطر سيف الدولة إلى مغادرة المنطقة.Bianquis (1997), p. 108Treadgold (1997), pp. 495–496 شرع البيزنطيين بالهجوم مع جيش يقارب 70 ألف جندي، من أجل احتلال ماراش، و منبج ، و عنتاب وبالتالي تأمين الممرات الغربية على الناحية الأخرى من جبال طارق. أرسل سيف الدولة جيشه نحو الشمال لمقابلة البيزنطيين ولكن نيكفورس فوكاس تجاهلهم. بدلا من ذلك، قاد الجنرال البيزنطي قواته نحو الجنوب ،وفي منتصف ، ظهروا فجأة قبل حلب. بعد هزيمة مرتجلة للجيش أمام أسوار المدينة، اقتحم البيزنطيين المدينة ونهبوهاه، باستثناء القلعة، التي استمرت في الصمود. غادر البيزنطيين بعد ذلك مع 10000 نسمة من الأسرى، معظمهم من الشبّـان. عادوا بعدها إلى العاصمة القاحلة والمحطمة، والتي أعاد إسكانها سيف الدولة واضعًٍا فيها اللاجئين من قنسرين .Kennedy (2004), pp. 277, 279Treadgold (1997), pp. 496–497Whittow (1996), p. 326

مرض وتمردات وموت


في عام 963 ظلت الامبراطورية البيزنطية هادئة في الوقت الذي كان فيه نقفور يدبر مكيدة ليعتلي العرش،Treadgold (1997), pp. 498–499 في المقابل كان سيف الدولة آنذاك مضطربا بسبب بداية معاناته مع فالج الشلل النصفي إضافة إلى تفاقم الاضطرابات المعوية والبولية مما جعله حبيس مخلفات مختلطة الفضلات . كما حد المرض من قدرة سيف الدولة على تدخله شخصياً في أمور وعلاقات ولايته، حيث انصرف عن حلب وجعلها مسؤولية حاجبه (قرغويه) كما قضى معظم سنواته الأخيرة في ميافارقين تاركاً عبء القتال مع البيزنطيين لأكبر غلمانه حيث كانت هناك تمردات مختلفة انبثقت في بعض المقاطعات. واقترن تدهور حالة سيف الدولة الجسدية مع فشله العسكري خصوصاً بعد احتلال حلب عام 962 مما يعني أن سلطته أصبحت متزعزعة ومتداعية بين أتباعه، حيث كان النجاح العسكري بالنسبة لهم شرطًا لازمًا للشرعية السياسية.Kennedy (2004), p. 279

وهكذا، حاول أمير طرطوس محمد بن الحسين بن الزيات عام 961 تسليم محافظته إلى الأخشيدين ولكن دون جدوى . وفي عام 963، تمرد ابن اخيه حاكم حران، هبة الله بعد قتله الأمين المسيحي لسيف الدولة ثأرا لأبيه ناصر الدولة . تم ارسال ناديا لاخضاع التمرد، مما اضطر هبة الله للفرار إلى محكمة والده. لكن بعد ذلك، تمرد ناديا نفسه وهاجم ميافارقين التي دافعت عنها زوجة سيف الدولة بقصد تسليمها إلى البويهيين. باءت محاولة ناديا بالفشل وتراجع إلى ارمانيا حيث تمكن من الاستيلاء على العديد من القلاع والحصون حول بحيرة وان . في خريف عام 964 حاول الاستيلاء على ميافارقين مرة أخرى، لكنه اضطر للتخلي عن ذلك لاخضاع تمرد في أقاليم أرمينيا التابعة له. سافر سيف الدولة بنفسه إلى ارمانيا لمقابلة ملازمه السابق، واستطاع اخضاع وإعادة ناديا تحت سلطته من غير مقاومة. في شتاء عام 965 قُتِل ناديا في ميافارقين ويُعتقد أن ذلك حصل بناءً على طلب من زوجة سيف الدولة .

ومع ذلك وبالرغم من مرضه وانتشار المجاعة في منطقته ، في عام 963م شن سيف الدولة الحمداني ثلاث غارات في آسيا الصغرى. حيث امتدت احدى هذه الغارات امتدادا مشابها ل قونية .لكن تزيمسكس (ابن الشميشقيق) الملقب ب نقفور الثاني فوكاس الخليفة الديمقراطية في الغرب،وكان رده على ذلك أن قام بغزو بلاد كليكيا في فصل الشتاء .ودمر الجيش العربي في ساحة الدماء قرب أضنه وحاصر مدينة المصيصة لكن دون جدوى وذلك بسبب قلة الأسلحة والإمدادات العسكرية ونتيجة لذلك عاد إلى ادراجه . وفي خريف 469م، أشترك نقفور الثاني فوكاس الإمبراطور الحالي في حملة عسكرية في الشرق وواجه القليل من المقاومات .وبقيت منطقة الموبسيستا المحاصرة صامدة حتى اجبر البيزننطيين إلى التراجع بسبب المجاعة .Treadgold (1997), p. 499 وعاد نقفور الثاني في العام المقبل واقتحم المدينة وقام بترحيل سكانها .وفي16 من 965م،،تخلى الطرطوسي عن الطرطوس بسبب سكانها بعد ان ضمن الممر الآمن إلى أنطاكية. واصبحت مدينة كيلكيا مقاطعة للبيزنطية وشرع نقفور إلى إعادة التنصير فيها .Kennedy (2004), pp. 278–279Treadgold (1997), pp. 500–501

كما شهد عام 965 تمردين آخرين واسعي النطاق ضمن نطاق سيف الدولة، وكان على رأس التمرد الأول المحافظ السابق للساحل مروان العقيلي، والتي نمت إلى الآبعاد التهديدية التالية استولى المتمردون على المعركة ، ولكن أصيب العقيلي بينما كان متقدما لحلب حمص،هازمين جيشا أُرسل ضدهم من أجل المدينة وتوفي بعد فترة وجيزة ، وفي الخريف، اندلع تمرد أكثر خطورة في أنطاكية، بقيادة الحاكم السابق لطرطوس رشيق ابن عبدالله النسيمي، وبعد عدم قدرة سيف الدولة ايقاف التقدم البيزنطي كون جيشا قاده رشيق لمحصارة حلب، والذي هزم من قبل غلمان ،وبعد ثلاث أشهر من الحصار استولى سيف الدولة جزء من المدينة السفلى عندما قتل رشيق، وقد خلفه دايلاميت اسمه ديزبار، هزم ديزبار كاركيا واستولى على حلب، ولكن بعد ذلك ترك المدينة ليسيطر على بقية شمال سوريا ref name Kennedy279 />Bianquis (1997), pp. 108–109، وفي نفس السنة، تأثر سيف الدولة بشكل كبير بسبب وفاة اثنين من ابنائه ـعبد المكرم وابو البركات .

في أوائل عام 966، سيف الدولة طلب وحصل على هدنة قصيرة وتبادل للسجناء مع البيزنطيين عقدت في ساموساتا. وقد افتدى العديد من الأسرى المسلمين بتكلفة كبيرة، فقط ليراهم يذهبون إلى قوات ديزبار. عقد سيف الدولة العزم على مواجهة المتمردين وعاد إلى حلب، وفي اليوم التالي هزم جيش المتمردين بمساعدة المرتدين من بني كلاب في جيش ديزبار. وقد عوقب المتمردين الباقين على قيد الحياة بشدة.Bianquis (1997), pp. 108, 109 ومع ذلك كان سيف الدولة عندما استأنف تقدمه غير قادر على مواجهة نقفور. هرب الحاكم الحمداني لمأمن قلعة شيزر في حين داهم البيزنطيون الجزيرة، قبل ان ينتقلوا إلى شمال سوريا حيث شنوا هجمات على منبج وحلب وحتى أنطاكية التي كان يحكمها حديثا تقي الدين محمد بن موسى الذي ذهب إليهم بخزانة المدينة Treadgold (1997), pp. 501–502. في أوائل شهر عام 976، عاد سيف الدولة إلى حلب حيث توفي بعد بضعة أيام (على الرغم من ادعاء بعض المصادر بأنه توفي في ميافارقين). تم تحنيط جثته ودفنها في ضريح في ميافارقين بجوار والدته وشقيقته. وقيل أنه تم جمع قرميد مصنوع من غبار تم تجميعه من درعه بعد حملاته ووضعت تحت رأسه. وقد خلفه ابنه الوحيد الباقي على قيد الحياة، أبي المعالي الشريف، المعروف باسم سعد الدولة.Kennedy (2004), p. 280

الإرث والنشاط الثقافي


أحاط سيف الدولة نفسه بعددٍ من الشخصيات الفكرية البارزة، من أهمهم الشاعرين الكبيرين أبو الطيب المتنبي المتنبي وأبو فراس الحمداني (الذي كان ابن عم سيف الدولة) والواعظ ابن نباتة والفيلسوف الكبير أبو نصر محمد الفارابي الفارابي Humphreys ( ), pp. 537–538Kra er (1992), pp. 90–91For a full list of the scholars associated with Sayf al-Dawla's court, cf. Bianquis (1997), p. 103 Brockelmann, < >Geschichte der arabischen Litteratur, Vol. I, pp. 86ff., and Suppl ent, Vol. I, pp. 138ff. ويمكن القول بأن فترة المتنبي في بلاط سيف الدولة هي ذروة حياته المهنية كشاعر Larkin ( ), p. 542 فخلال السنوات التسع التي قضاها في البلاط الحمداني قام المتنبي بكتابة 22 قصيدة في مدح سيف الدولة Hamori (1992), p. vii ووفقاً لما قالته المستشرقة مارغريت لاركن أن هذه القصائد أظهرت قدراً من المودة الصادقة يرافقها المديح التقليدي في الشعر العربي . الشاعر والمؤرخ الشهير أبو الفرج الأصفهاني كان أيضاً من رواد البلاط الحمداني حيث قام بإهداء موسوعة الشعر والأغاني بعنوان كتاب الأغاني إلى سيف الدولةAhmad (2003), p. 179 كان سيف الدولة يعطي الشعراء الهِبات الخاصة ولكن بلاطه كان يشتمل أيضا على علماء الدراسات الدينية، التاريخ، الفلسفة بالإضافة إلى علم الفلك. وكما علق اس. همفريز بقوله في زمنه كان من الممكن لحلب أن تجاري أي بلاط في النهضة الإيطالية إيطاليا في عصر النهضة واهتمام سيف الدولة بالشعراء كان له فائدته السياسية أيضا حيث كان من واجب شاعر البلاط تجاه سيده أن يحتفي به في شعره، فمن خلال شعر هؤلاء شاع نفوذ سيف الدولة في جميع أنحاء العالم الإسلامي.Bianquis (1997), pp. 103–104





وقد كان سيف الدولة غير عادي أيضا بالنسبة لسوريا القرن العاشر بمناصرته الشيعة لشيعة شيعة اثنا عشرية الأئمة الاثني عشر في دولة أهل السنة والجماعة سنية قوية ، واستفاد مؤسس الطائفة علويون (طائفة) العلوية الخصيبي من رعاية سيف الدولة خلال حكمه، وحوّل الخصيبي حلب إلى مركز مستقر لطائفته الجديدة، وأرسل دعاة بتعاليمه من هناك إلى قرب إيران ومصر، وخص سيده الحمداني بعمله اللاهوتي الكبير كتاب الهداية الكبرى Moosa (1987), p. 264، وأدت جهود سيف الدولة النشطة لرعاية الشيعة والترويج للتشيع إلى أن تضم سوريا عدداً كبيراً من الشيعة في القرن الثاني عشر.

لعب سيف الدولة دورا مهما في تاريخ حلب وميافارقين وذلك لأن اختياره لهاتين المدينتين كعواصم له حوّلهما إلى مراكز حضارية كبرى بعد أن كانت مجهولة الذكر، وقد جذب سيف الدولة الانتباه إلى عاصمتيه بالمباني الجديدة التي شيدها كما اهتم بتحصينهم. واستفادت حلب خاصة من حماية سيف الدولة، وخاصة القصر المنيف الذي شيّده خارج حلب، بالاضافة إلى الحدائق و مجرى مائي مرفوع المسال التي زينت بالكامل بأنواع الذهب والفضة والجواهر، ووُصف قصر سيف الدولة الذي أسماه الدارين بأنه تحفة معمارية فذة. وتحولت .حلب إلى مدينة رئيسية في شمال سوريا في حكمه.

الإرث السياسي


Sayf al-Dawla at his court.png 300 تصوير لسيف الدولة ( الهبدان ) وحاشيته؛ من مدريد سكيلتزيس بالقرن الثالث عشر.


ظل سيف الدولة حتى هذا اليوم أحد القادة العرب الأكثر شهرة في العصور الوسطى. و ذلك لشجاعته وقيادته للحرب ضد البيزنطيين على الرغم من الصعاب التي واجهها، ولنشاطاته الأدبية ورعايته للشعراء التي جعلت لمحكمته تألقا ثقافيا لا مثيل لها، وللأحداث التي تسببت بنهايته مثل – الهزيمة و المرض و الخيانة – كل هذا جعل منه كما في عبارة ث. بيانكويس من زمنه حتى يومنا هذا تجسيداً لشخصية العربي الشهم المثالي في جانبه الأكثر مأساوية .Bianquis (1997), p. 103Humphreys ( ), pp. 537–539Kennedy (2004), p. 265

مع ذلك، فإن الصورة المقدمة من معاصريه عن أثر سياسات سيف الدولة كانت أقل استحسانا فقد رسم مؤرخ القرن العاشر ابن حوقل ، و الذي سافر في أنحاء الدولة الحمدانية، صورة قاتمة للقهر الاقتصادي ولاستغلال السكان المحليين، والتي ترتبط بمصادرة الحمدانيين للعقارات الواسعة النطاق في المناط

Infobox Monarch


name سيف الدولة الحمداني


أمير حلب


image Hamdanid gold dinar, Nasir al-Dawla and Sayf al-Dawla 250


caption صك الدينار الذهبي في بغداد بأسماء ناصر الدولة وسيف الدولة 943/944


reign 945–967


coronation


full name سيف الدولة أبو الحسن؛ علي بن حمدان


predecessor


successor سعد الدولة


dynasty حمدانيون حمداني


father عبد الله ابن حمدون


date of birth 22 916


place of birth


date of death 9 967


place of death حلب ، سوريا


place of burial حلب ، سوريا





سيف الدولة الحمداني (303 - 356 هـ / 915 - 967 م)سَيْف الدَّوْلَة الحَمْداني] الأعلام للزركلي علي ابن أبو الهيجاء ابن حمدان ابن الحارث سيف الدولة التغلبي معروف اسم عربي باللقب الأكثر شيوعا سيف الدولة (سيف الدولة العباسية), هو مؤسس إمارة حلب , التي تضم معظم بلاد الشام (ولاية إسلامية) شمال سوريا وأجزاء من الجريرة الفراتية غرب الجزيرة , و أخ لحسان ابن عبدالله (المعروف بـ ناصر الدولة الحمداني]).




وكان من أكثر الأعضاء بروزا في حمدانيون الدولة الحمدانية , سيف الدولة خدم تحت ولاية أخيه الأكبر في محاولات من أخيه للسيطرة على الدولة العباسية الضعيفة في بغداد في أوائل 940 م, بعد فشل هذه المحاولات, تحول طموح سيف الدولة تجاه سوريا, حيث واجه طمع إخشيديون الأخشيد من مصر للسيطرة على المحافظة, بعد نشوء حربين معهم. سلطته كانت على شمال سوريا مركزها في حلب , والجزيرة الغربية مركزها ميافارقين , وكان معترف بها من قبل الأخشيد والخليفة, عانت مملكته من سلسلة من التمردات القبلية حتى 955 م, لكنه كان ناجحا في التغلب عليها والمحافظة على ولاء أهم القبائل العربية, أصبحت دولة سيف الدولة في حلب مركز الثقافة والحيوية, وجمع من حوله من الأدباء بما في ذلك العظيم أبو الطيب المتنبي الذي ساعد في ضمان شهرته للأجيال القادمة..

كان راعياً للفنون والعلماء، وتزاحم على بابه في حلب الشُعراء والعُلماء والأدباء والمفكرون، ففتح لهم بلاطه وخزائنه، حتى كانت له عملة خاصة يسكها للشعراء من مادحيه، وفيهم المتنبي و ابن خالويه النحوي المشهور، و الفارابي الفيلسوف الشهير، كما اعتنى بابن عمه وأخو زوجته أبو فراس الحمداني شاعر حلب. وقال هو نفسه الشعر، وله أبيات جيدة، أصبحت عاصمة دولته حلب مقصدا لكافة العلماء والشعراء العرب في هذه الفترة من حكم سيف الدولة .



اُحتفل بسيف الدولة على نطاق واسع لدوره في الحروب الإسلامية البيزنطية ، مواجها الامبراطورية البيزنطية في أوج قوتها والتي استطاعت في بدايات القرن العاشر السيطرة على بعض الاراضي الإسلامية، وخلال هذا الصراع ضد عدو متفوق بكثير، شن سيف الدولة غارات في عمق الأراضي البيزنطية متمكنا من تسجيل بعض النجاحات، واستمر ذلك حتى عام 955م ، بعد ذلك قاد القائد الجديد للقوات البيزنطية نقفور الثاني ومساعديه هجوما قصم قوات الحمداني، واستولى البيزنطيون على قيليقية ، كما احتلوا حلب نفسها لفترة وجيزة في 962، وتميزت السنوات الأخيرة لسيف الحمداني بالهزائم العسكرية، عجزه المتزايد نتيجة المرض، وانخفاض سلطته التي أدت إلى ثورة أقرب مساعديه، وقد مات في بدايات 967، تاركا عالما أضعف فقد انطاكية والساحل السوري لبيزنطيا لتصبح من الامبراطورية البيزنطية عان 969 م.



شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع سيف الدولة الحمداني حياته # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 21/03/2024


اعلانات العرب الآن