شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الجمعة 19 ابريل 2024 , الساعة: 1:39 ص


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع محمد بن إدريس الشافعي نسبه # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 20/09/2023

اعلانات

محمد بن إدريس الشافعي نسبه # اخر تحديث اليوم 2024-04-19

آخر تحديث منذ 7 شهر و 1 يوم
1 مشاهدة

نسبه


  • هو اقتباس مضمن أبو عبد الله، محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلب بن عبد مناف بن قصي عبد مناف بن قصي بن كلاب قصي بن كلاب بن مرة كلاب بن مرة بن كعب مرة بن كعب بن لؤي كعب بن لؤي بن غالب لؤي بن غالب بن فهر غالب بن فهر بن مالك فهر بن مالك بن النضر مالك بن النضر بن كنانة النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة كنانة بن خزيمة بن مدركة خزيمة بن مدركة بن إلياس مدركة بن إلياس بن مضر إلياس بن مضر بن نزار مضر بن نزار بن معد نزار بن معد بن عدنان معد بن عدنان الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ .طبقات الشافعيين، باب ترجمة الشافعي رحمه اللهمنازل الأئمة الأربعة، ص198


  • يجتمع مع الرسولِ محمدٍ في عبد مناف بن قصي ، وقيل «وهو ابن عم النبي محمد، وهو ممن تحرم عليه الصدقةُ من ذوي القربى الذين لهم سهم مفروض في الخُمس، وهم بنو هاشم و المطلب بن عبد مناف بنو المطلب ».طبقات الشافعيين، باب ترجمة الشافعي رحمه الله، وهذا القول للربيع بن سليمان

    أما نسبه من جهة أمه ففيه قولان




    • الأول أنها الأزد أزدية يمنية ، واسمها فاطمة بنت عبد الله الأزدية،المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى، علي بن نايف الشحود، الجزء 4 الصفحة 23 وهو القول الصحيح المشهور الذي انعقد عليه الإجماع، وكل الروايات التي رُويت عن الشافعي في نسبه تذكر على لسانه أن أمَّه من الأزد.منازل الأئمة الأربعة، ص201

    • الثاني أنها قرشية علوية، أي من نسل علي بن أبي طالب ، وهذه الرواية شاذةٌ تخالف الإجماع ، وقد قال فخر الدين الرازي في هذا المقام «وأما نسب الشافعي من جهة أمه ففيه قولان الأول وهو شاذ رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وهو أن أم الشافعي رضيَ الله تعالى عنه هي فاطمة بنت عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والثاني المشهور أنها من الأزد».الشافعي، محمد أبو زهرة، ص16



    مولده ونشأته


    مولده


    ولد الشافعي غزة بغزة في بلاد الشام 150 هـ سنة 150 هـ ، وعلى ذلك اتفق رأي الجمهرة الكبرى من مؤرخي الفقهاء وكاتبي طبقاتهم، ولكن وُجد بجوار هذه الرواية من يقول أنه وُلد عسقلان بعسقلان بالقرب من غزة ، بل وُجد من يتجاوز الشام إلى اليمن ، فيقول أنه وُلد باليمن.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص14

    الجامع العمري بغزة 1862 تصغير 300بك يسار غزة عام 1862 م.

    وُلد الشافعي بغزة عام 150 هـ، وحملته أمه إلى مكة عندما كان عمره سنتين.
    وسبب هذا الاختلاف أنه قد روي عن الشافعي ثلاثُ روايات هي




    1. أنه وُلد بغزة، فعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه قال قال لي محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه «ولدت بغزة سنة خمسين (يعني خمسين ومائة)، وحُملت إلى مكة وأنا ابن سنتين».

    2. أنه وُلد بعسقلان، فعن عمرو بن سواد أنه قال قال لي الشافعي رضيَ الله عنه «ولدت بعسقلان، فلما أتى علي سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من العشرة عشرة»، وسكتَ عن العلم، فقلت له «أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي».طبقات الشافعيين، فصل ذكر مولده ومنشئه وهمته العلية في حال صغره وصباهآداب الشافعي ومناقبه، ص19

    3. أنه وُلد باليمن، فعن عبد الرحمن بن أبي حاتم أنه قال سمعت محمداً بن إدريس يقول ولدت باليمن، فخافت أمي علي الضيعة، وقالت «الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن يُغلب على نسبك»، فجهزتني إلى مكة، فقدِمتها وأنا ابن عشر أو شبهِها، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم، فيقول لي «لا تعجل بهذا وأقبل على ما ينفعك»، فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزق الله منه ما رزق.آداب الشافعي ومناقبه، ص18توالي التأسيس، ص53 قال الذهبي الإمام الذهبي «قوله باليمن غلط، إلا أن يريد به القبيلة، وهذا محتملٌ لكن خلافُ الظاهر».



    وقد حاول العلماء الجمع بين هذه الروايات، قال ابن كثير «فهذه ثلاث روايات في بلد مولده، والمشهور أنه ولد بغزة، ويُحتمل أنها بعسقلان التي هي قريب من غزة، ثم حُمل إلى مكة صغيراً، ثم انتقلت به أمه إلى اليمن، فلما ترعرع وقرأ القرآن بعثت به إلى بلد قبيلته مكة فطلب بها الفقه، والله أعلم». وقال الحافظ ابن حجر في الجمع بين الروايات السابقة «والذي يجمع بين الأقوال أنه ولد بغزة عسقلان، لأن عسقلان هي الأصل في قديم الزمان، وهي وغزة متقاربتان، وعسقلان هي المدينة. ولما بلغ سنتين حوَّلته أمُّه إلى الحجاز ودخلت به إلى قومها، وهم من أهل اليمن لأنها كانت أزدية، فنزلت عندهم، فلما بلغ عشراً خافت على نسبه الشريف أن يُنسى ويضيعَ فحوَّلته إلى مكة».توالي التأسيس، ص51-52

    وأما زمان مولده فقد اتفقت الروايات على أنه ولد 150 هـ سنة 150 هـ ، وهو العام الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة ، وقيل «ولد في اليوم الذي توفي فيه أبو حنيفة»، إلا أن ابن كثير قال «ولا يكاد يصح هذا ويتعسر ثبوته جداً».

    نشأته


    نشأ الشافعي من أسرة فقيرة كانت تعيش في فلسطين ، وكانت مقيمة بالأحياء اليمنية منها، وقد مات أبوه وهو صغير، فانتقلت أمُّه به إلى مكة خشية أن يضيع نسبه الشريف، وقد كان عمرُه سنتين عندما انتقلت به أمه إلى مكة، وذلك ليقيمَ بين ذويه، ويتثقفَ بثقافتهم، ويعيشَ بينهم، ويكونَ منهم.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص16-17
    Mecca from Jabal Nur تصغير 300بك يسار منظر عام لمكة، حيث نشأ الشافعي وترعرع.



    عاش الشافعي في مكة عيشة اليتامى الفقراء، مع أن نسبه كان رفيعاً شريفاً، بل هو أشرف الأنساب عند المسلمين، ولكنه عاش عيشة الفقراء إلى أن استقام عودُه، وقد كان لذلك أثرٌ عظيمٌ في حياته وأخلاقه.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص17

    لقد حفظ الشافعي القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، مما يدل على ذكائه وقوة حفظه، ثم اتجه إلى حفظ الحديث النبوي ، فحفظ موطأ الإمام مالك ، قال الشافعي «حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين».منازل الأئمة الأربعة، ص205توالي التأسيس، ص54

    وكان الشافعي يستمع إلى المحدِّثين، فيحفظ الحديث بالسمع، ثم يكتبه على الخزف أو الجلود ، وكان يذهب إلى الديوان يستوعب الظهور ليكتب عليها، والظهور هي الأوراق التي كُتب في باطنها وتُرك ظهرها أبيض، وذلك يدل على أنه أحب العلم منذ نعومة أظفاره.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص18 قال الشافعي «لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة، أذهب إلى الديوان أستوهب منهم الظهور وأكتب فيها»، وقال «طلبت هذا الأمر عن خفة ذات اليد، كنت أجالس الناس وأتحفظ، ثم اشتهيت أن أدون، وكان منزلنا بمكة بقرب شِعب الخَيْف، فكنت آخذ العظام والأكتاف فأكتب فيها، حتى امتلأ في دارنا من ذلك حبان».آداب الشافعي ومناقبه، ص21

    وروي عنه أيضاً أنه قال «كنت يتيماً في حجر أمي، ولم يكن معها ما تعطي المعلم، وكان المعلم قد رضي من أمي أن أخلفه إذا قام، فلما ختمت القرآن دخلت المسجد ، وكنت أجالس العلماء، فأحفظ الحديث أو المسألة، وكان منزلنا بمكة في شِعب الخَيْف، فكنت أنظر إلى العظم فأكتب فيه الحديث أو المسألة، وكانت لنا جرة عظيمة، إذا امتلأ العظم طرحته في الجرة».آداب الشافعي ومناقبه، ص20

    رحلته إلى البادية


    إضافةً إلى حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، اتجه الشافعي إلى التفصِّح في اللغة العربية ، فخرج في سبيل هذا إلى البادية ، ولازم قبيلة هذيل ، قال الشافعي «إني خرجت عن مكة، فلازمت هذيلاً بالبادية، أتعلم كلامها، وآخذ طبعها، وكانت أفصح العرب، أرحل برحيلهم، وأنزل بنزولهم، فلما رجعت إلى مكة جعلت أنشد الأشعار، وأذكر الآداب والأخبار». ولقد بلغ من حفظه لأشعار الهذيليين وأخبارهم أن الأصمعي الذي له مكانة عالية في اللغة قال «صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس».الشافعي، محمد أبو زهرة، ص18-19

    إن القبيلة التي ضوى إليها الشافعي هي هذيل ، وهم يوصفون بأنهم أفصحُ العرب، قال مصعب بن عبد الله الزبيري قرأ علي الشافعي رضيَ الله عنه أشعار هذيل حفظاً ثم قال «لا تخبر بهذا أهل الحديث فإنهم لا يحتملون هذا»، قال مصعب وكان الشافعي رضيَ الله عنه يسمر مع أبي من أول الليل حتى الصباح ولا ينامان، قال وكان الشافعي رضيَ الله عنه في ابتداء أمره يطلب الشعر ، و التاريخ أيام الناس ، و الأدب ، ثم أخذ في الفقه بعد، قال وكان سبب أخذه أنه كان يسير يوماً على دابة له، وخلْفه كاتبٌ لأبي، فتمثل الشافعي رضيَ الله عنه بيت شعر، فقرعه كاتبُ أبي بسوطه ثم قال له «مثلك يذهب بمروءته في مثل هذا، أين أنت من الفقه؟»، فهزه ذلك، فقصد لمجالسة مسلم بن خالد الزنجي الزنجي بن خالد مفتي مكة، ثم قدم علينا فلزم مالك بن أنس رحمَه الله.توالي التأسيس، ص55

    عودته إلى مكة والإذن له بالإفتاء


    لما عاد الشافعي إلى مكة تابعَ طلبَ العلم فيها على من كان فيها من الفقهاء و محدث المحدثين ، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى أذن له مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة بالفتيا، فقد روي عن مسلم بن خالد الزنجي أنه قال للشافعي «أفت يا أبا عبد الله، فقد والله آن لك أن تفتي»، وهو ابن خمس عشرة سنة،هذه رواية ابن أبي حاتم، ثنا الربيع بن سليمان المرادي، عن الحميدي، عن مسلم بن خالد الزنجي، كتاب طبقات الشافعيينآداب الشافعي ومناقبه، ص30 وقيل وهو ابن ثماني عشرة سنة،هذه رواية ابن أبي حاتم، عن أبي محمد ابن بنت الشافعي، عن أبي الوليد، يعني الجارودي، أو عمه أو أبيه أو كلهم، عن مسلم بن خالد، كتاب طبقات الشافعيينآداب الشافعي ومناقبه، ص31 وقيل وهو ابن دون عشرين سنة.هذه رواية الخطيب من وجه آخر عن الربيع، عن الحميدي، عن مسلم بن خالد الزنجي، كتاب طبقات الشافعيين

    رحلته في طلب العلم


    رحلته إلى المدينة المنورة


    لما انتشر اسم إمام المدينة مالك بن أنس في الآفاق، وتناقلته الركبان، وبلغ مبلغاً عظيماً في العلم والحديث، سمت همة الشافعي إلى الهجرة إلى المدينة المنورة في طلب العلم.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص19 ومما روي عن الشافعي في هذا المقام أنه قال «فارقت مكة وأنا ابن أربع عشرة سنة، لا نبات بعارضي من الأبطح إلى ذي طوى، فرأيت ركباً فحملني شيخ منهم إلى المدينة، فختمت من مكة إلى المدينة ست عشرة ختمة، ودخلت المدينة يوم الثامن بعد صلاة العصر، فصليت العصر في المسجد النبوي مسجد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولذت بقبره، فرأيت مالك بن أنس رحمه الله متزراً ببردة متشحاً بأخرى، يقول «حدثني نافع عن ابن عمر عن صاحب هذا القبر»، يضرب بيده قبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلما رأيت ذلك هبته الهيبة العظيمة».منازل الأئمة الأربعة، ص205-206
    Madina old تصغير 300بك يسار منظر عام للمدينة المنورة، حيث هاجر الشافعي وتعلم على يدي إمامها مالك بن أنس.



    وذهب الشافعي إلى الإمام مالك، فلما رآه الإمامُ مالكٌ قال له


    اقتباس خاص يا محمدٌ اتق الله، واجتنب المعاصي، فإنه سيكون لك شأن من الشأن، إن الله قد ألقى على قلبك نوراً، فلا تطفئه بالمعصية.


    ثم قال له «إذا ما جاء الغد تجيء ويجيء ما يقرأ لك». يقول الشافعي «فغدوت عليه وابتدأت أن أقرأ ظاهراً، والكتاب في يدي، فكلما تهيبت مالكاً وأردت أن أقطع، أعجبه حسن قراءتي وإعرابي، فيقول «يا فتى زد»، حتى قرأته عليه في أيام يسيرة».الشافعي، محمد أبو زهرة، ص20

    وقد روي عن الشافعي أنه قال قدمت على مالكٍ وقد حفظت الموطأ ظاهراً، فقلت «إني أريد أن أسمع الموطأ منك»، فقال «اطلب من يقرأ لك»، وكررت عليه فقلت «لا، عليك أن تسمع قراءتي، فإن سهل عليك قرأت لنفسي»، قال «اطلب من يقرأ لك»، وكررت عليه، فقال «اقرû، فلما سمع قراءتي قال «اقرû، فقرأت عليه حتى فرغت منه.آداب الشافعي ومناقبه، ص22 وحكى الإمام أحمد عن الشافعي أنه قال «أنا قرأت على مالك وكانت تعجبه قراءتي»، قال الإمام أحمد «لأنه كان فصيحاً»، وقال ابن كثير «وكذلك كان حسن الصوت بتلاوة القرآن».طبقات الشافعيين، فصل في رحلته وطلبه العلم وولايته بأرض نجران وظيفة الحكمآداب الشافعي ومناقبه، ص23

    وفي رواية أخرى عن الشافعي أنه قال وقدمت على مالك وقد حفظت الموطأ، فقال لي «أحضر من يقرأ لك»، فقلت «أنا قارئ»، فقرأت الموطأ حفظاً، فقال اقتباس مضمن إن يك أحدٌ يفلح فهذا الغلام .منازل الأئمة الأربعة، ص206

    وبعد أن روى الشافعي عن الإمام مالك موطأه لزمه يتفقهُ عليه، ويدارسُه المسائلَ التي يفتي فيها الإمام، إلى أن مات الإمامُ 179 هـ سنة 179 هـ ، وقد بلغ الشافعي شرخ الشباب، ويظهر أنه مع ملازمته للإمام مالك كان يقوم برحلات في البلاد الإسلامية يستفيد منها، ويتعلم أحوال الناس وأخبارهم، وكان يذهب إلى مكة يزور أمه ويستنصح بنصائحها.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص20-21

    رحلته إلى اليمن وولايته بأرض نجران


    لما مات الإمام مالك، وأحس الشافعي أنه نال من العلم أشطراً، وكان إلى ذلك الوقت فقيراً، اتجهت نفسه إلى عمل يكتسب منه ما يدفع حاجته، ويمنع خصاصته، وصادف في ذلك الوقت أن قدم إلى مكة المكرمة والي اليمن ، فكلمه بعض القرشيين في أن يصحبه الشافعي، فأخذه ذلك الوالي معه، ويقول الشافعي في ذلك «ولم يكن عند أمي ما تعطيني ما أتحمل به، فرهنت داراً فتحملت معه، فلما قدمنا عملت له على عمل»، وفي هذا العمل تبدو مواهب الشافعي، فيشيع ذكرُه عادلاً ممتازاً، ويتحدث الناس باسمه في بطاح مكة. ولما تولى الشافعي ذلك العمل أقام العدل، وكان الناس يصانعون الولاة والقضاة ويتملقونهم، ليجدوا عندهم سبيلاً إلى نفوسهم، ولكنهم وجدوا في الشافعي عدلاً لا سبيل إلى الاستيلاء على نفسه بالمصانعة والملق، ويقول هو في ذلك «وليت نجران وبها بنو الحارث بنو الحارث بن عبد المدان ، وموالي ثقيف ، وكان الوالي إذا أتاهم صانعوه، فأرادوني على نحو ذلك فلم يجدوا عندي».الشافعي، محمد أبو زهرة، ص21آداب الشافعي ومناقبه، ص25

    رحلته إلى بغداد ومحنته


    لما نزل الشافعي اليمن باليمن ، ومن أعمالها نجران ، كان بها والٍ ظالم، فكان الشافعي يأخذ على يديه، أي ينصحه وينهاه، ويمنع مظالمه أن تصل إلى من تحت ولايته، وربما نال الشافعي ذلك الوالي بالنقد، فأخذ ذلك الوالي يكيد له بالدس والسعاية والوشاية. وفي ذلك الزمانِ الذي كان فيه الحكمُ العباسيين للعباسيين ، كان العباسيون يُعادون خصومَهم العلويين، لأنهم يُدلون بمثل نسبهم، ولهم من رحم الرسول محمد ما ليس لهم، فإذا كانت دولة العباسيين قامت على النسب، فأولئك يَمُتُّون بمثله، وبرحم أقرب، ولذا كانوا إذا رأوا دعوة علوية قضوا عليها وهي في مهدها، ويقتلون في ذلك على الشبهة لا على الجزم واليقين، إذ يرون أن قتل بريء يستقيم به الأمر لهم، أولى من ترك مُتَّهمٍ يَجوز أن يُفسد الأمنَ عليهم.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص22

    جاء والي نجران العباسيين من هذه الناحية، واتهم الشافعي بأنه مع العلوية ، فأرسل إلى الخليفة هارون الرشيد «إن تسعة من العلوية تحرَّكوا»، ثم قال في كتابه «إني أخاف أن يخرجوا، وإن ها هنا رجلاً من ولد شافع المطلبي لا أمر لي معه ولا نهي»، وقيل أنه قال في الشافعي «يعمل بلسانه ما لا يقدر عليه المقاتل بسيفه»، فأرسل الرشيد أن يَحضرَ أولئك النفرُ التسعةُ من العلوية ومعهم الشافعي. ويقال أنه قتل التسعة، ونجا الشافعي؛ بقوة حجته، وشهادة القاضي محمد بن الحسن الشيباني ، أما قوة حجته فكانت بقوله للرشيد وقد وجه إليه التهمةَ بين النطع والسيف «يا أمير المؤمنين، ما تقول في رجلين أحدهما يراني أخاه، والآخر يراني عبده، أيهما أحب إلي؟»، قال «الذي يراك أخاه»، قال «فذاك أنت يا أمير المؤمنين، إنكم ولد العباس بن عبد المطلب العباس ، وهم ولد علي بن أبي طالب علي ، ونحن بنو المطلب بن عبد مناف المطلب ، فأنتم ولد العباس تروننا إخوتكم، وهم يروننا عبيدهم».الشافعي، محمد أبو زهرة، ص22-23

    وأما شهادة محمد بن الحسن الشيباني فذلك لأن الشافعي استأنس لما رآه في مجلس الرشيد عند الاتهام، فذكر بعد أن ساق ما ساق أن له حظاً من العلم والفقه، وأن القاضي محمداً بن الحسن يعرف ذلك، فسأل الرشيدُ محمداً، فقال «له من العلم حظٌ كبير، وليس الذي رُفع عليه من شأنه»، قال «فخذه إليك حتى انظرَ في أمره»، وبهذا نجا.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص23

    كان قدوم الشافعي بغداد في هذه المحنة 184 هـ سنة 184 هـ ، أي وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، فكانت هذه المحنة خيراً له، فقد وجَّهته إلى العلم بدل الولاية وتدبير شؤون السلطان، ذلك بأنه نزل عند محمد بن الحسن، وكان من قبلُ يسمع باسمه وفقهه، وأنه حاملُ فقه العراقيين وناشرُه، وربما التقى به من قبل. أخذ الشافعي يدرس فقه العراقيين، فقرأ كتب الإمام محمد وتلقاها عليه، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز وفقه العراق ، اجتمع له الفقه الذي يغلب عليه النقل، والفقه الذي يغلب عليه العقل، وتخرج بذلك على كبار الفقهاء في زمانه، ولقد قال في ذلك ابن حجر «انتهت رياسة الفقه في المدينة إلى مالك بن أنس ، فرحل إليه ولازمه وأخذ عنه، وانتهت رياسة الفقه في العراق إلى أبي حنيفة ، فأخذ عن صاحبه محمد بن الحسن حملاً، ليس فيه شيء إلا وقد سمعه عليه، فاجتمع علم أهل الرأي وعلم أهل الحديث، فتصرف في ذلك حتى أصَّل الأصول، وقعَّد القواعد، وأذعن له الموافق والمخالف، واشتهر أمره، وعلا ذكره، وارتفع قدره حتى صار منه ما صار».الشافعي، محمد أبو زهرة، ص24توالي التأسيس، ص73
    إسلام



    وقد كان الشافعي يلزم حلقة محمد بن الحسن الشيباني ، قال الشافعي «أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين ديناراً، ثم تدبرتها، فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثاً (يعني رداً عليه)»، ولكنه كان مع ذلك يعتبر نفسه من صحابة مالك، ومن فقهاء مذهبه، وحملة موطأه، يحامي عليه ويذب عنه ويدافع عن فقه أهل المدينة، ولذلك كان إذا قام محمد من مجلسه ناظر أصحابه، ودافع عن فقه الحجازيين وطريقتهم، قال الشافعي اقتباس مضمن ...وكان محمد بن الحسن جيد المنزلة، فاختلفت إليه وقلت هذا أشبه لي من طريق العلم، فلزمته، وكتبت كتبه، وعرفت قولهم، وكان إذا قام ناظرت أصحابه ،آداب الشافعي ومناقبه، ص26 ولعله كان لا يناظر محمداً نفسَه إعظاماً لمكان الأستاذ، ولكن محمداً بلغه أنه يناظر أصحابه، فطلب منه أن يناظره، فاستحيا وامتنع، وأصر محمد، فناظره مستكرهاً في مسألة كَثُرَ استنكارُ أهل العراق فيها لرأي أهل الحجاز ، وهي مسألة الشاهد واليمين ، فناقش الشافعيُ محمداً فيها، ويقول الرواة من الشافعية أن الفلحَ كان للشافعي.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص25

    عودته إلى مكة ووضع أصول الفقه


    أقام الشافعي في بغداد تلميذاً لابن حسن، ومناظراً له ولأصحابه على أنه فقيه مدني من أصحاب مالك، ثم انتقل بعد ذلك إلى مكة، ومعه من كتب العراقيين حِملُ بعير، ولم يذكر أكثرُ الرواة مدة إقامته في بغداد في هذه القدمة، ولا بد أنه أقام مدة معقولة تكفي للتخرج على أهل الرأي ومدارستِهم، ولعلها كانت نحو سنتين.

    عاد الشافعي إلى مكة ، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي ، والتقى به أكبر العلماء في موسم الحج في الإسلام الحج ، واستمعوا إليه، وفي هذا الوقت التقى به أحمد بن حنبل ، وقد أخذت شخصية الشافعي تظهر بفقه جديد، لا هو فقهُ أهلِ المدينةِ وحدَهم، ولا فقهَ أهلِ العراقِ وحدَهم، بل هو مزيج منهما وخلاصةُ عقل الشافعي الذي أنضجه علم الكتاب والسنة، وعلمُ العربية وأخبار الناس والقياس والرأي، ولذلك كان من يلتقي به من العلماء يرى فيه عالماً هو نسيجٌ وحدَه.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص25-26

    أقام الشافعي بمكة في هذه القدمة نحواً من تسع سنوات، ولا بد أن الشافعي بعد أن رأى نوعين مختلفين من الفقه، وبعد أن ناظر وجادل، وجد أنه لا بد من وضع مقاييس لمعرفة الحق من الباطل، أو على الأقل لمعرفة ما هو أقرب للحق، فإنه ليس من المعقول بعد أن شاهد وعاين ما بين نظرِ الحجازيين والعراقيين من اختلاف، ولأصحاب النظرين مكانٌ من احترامه وتقديره، أن يحكمَ ببطلان أحدِ النظرين جملةً من غير ميزان ضابط دقيق، لهذا فكَّر في استخراج قواعد الاستنباط، فتوافر على القرآن الكتاب يعرف طرق دلالاته، وعلى الأحكام يعرف الناسخ والمنسوخ ناسخها ومنسوخها ، وخصائص كل منهما، وعلى السنة النبوية السنة يعرف مكانها من الشريعة الإسلامية علم الشريعة ، ومعرفة حديث صحيح صحيحها وسقيمها، وطرق الاستدلال بها، ومقامها من القرآن الكريم، ثم كيف يستخرج الأحكام إذا لم يكن كتاب ولا سنة، وما ضوابط الاجتهاد في هذا المقام، وما الحدود التي تُرسَم للمجتهد فلا يعدوها، ليأمن من شطط الاجتهاد. لأجل هذا طال مقامه، مع أنه كان صاحب سفر، فهو لا بد في هذه الأثناء قد انتهى إلى وضع أصول الاستنباط وخرج بها على الناس، ولعله عندما انتهى إلى قدر يصحُّ إخراجُه وعرضُه للجمهرة من الفقهاء، سافر إلى بغداد التي كانت عشَّ الفقهاء جميعاً، إذ ضَؤلَ أمرُ المدينة بعد وفاة الإمام مالك، وبعد أن صار ببغداد أهلُ الرأي وأهلُ الحديث معاً.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص26-27

    رحلته الثانية إلى بغداد


    Alrisalah تصغير 300بك يسار كتاب الرسالة أول كتاب صُنف في أصول الفقه، كتبه الشافعي مرتين، الأولى في بغداد ، والثانية في مصر .


    قدم الشافعي بغداد للمرة الثانية في 195 هـ سنة 195 هـ ، وقد قدم وله طريقةٌ في الفقه لم يسبق بها، وجاء وهو لا ينظر إلى الفروع يفصِّل أحكامَها وإلى المسائل الجزئية يفتي فيها فقط، بل جاء وهو يحمل قواعد كلية، أصَّل أصولها، وضبط بها المسائل الجزئية، فقد جاء إذن بالفقه علماً كلياً لا فروعاً جزئيةً، وقواعدَ عامةً لا فتاوىً وأقضيةً خاصةً، فرأت فيه بغداد ذلك، فانثال عليه العلماء والمتفقهون، وطلبه المحدثون وأهل الرأي جميعاً. وفي هذه القدمة ذُكر أنه ألف لأول مرة من كتاب الرسالة الذي وضع به الأساس لعلم أصول الفقه. وقد رُوي أن عبد الرحمن بن مهدي التمس من الشافعي وهو شاب أن يضع له كتاباً يذكر فيه شرائط الاستدلال القرآن بالقرآن و السنة النبوية السنة و الإجماع و القياس وبيان الناسخ والمنسوخ ومراتب العموم والخصوص، فوضع الشافعي كتاب الرسالة وبعثه إليه، فلما قرأه عبد الرحمن بن مهدي قال «ما أظن أن الله عز وجل خلق مثل هذا الرجل»، وقيل أن الشافعي قد صنف كتاب الرسالة وهو ببغداد، ولما رجع إلى مصر أعاد تصنيف كتاب الرسالة.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص27

    أخذ الشافعي ينشر بالعراق تلك الطريقةَ الجديدةَ التي استنَّها، ويجادلُ على أساسها، وينقد مسائل العلم على أصولها، ويؤلف الكتب وينشر الرسائل، ويتخرج عليه رجالُ الفقه، ومكث في هذه القدمة سنتين، ثم عاد بعد ذلك إليها 198 هـ سنة 198 هـ وأقام أشهراً فيها، ثم اعتزم السفر إلى مصر ، فرحل إليها، وقد وصل 199 هـ سنة 199 هـ .الشافعي، محمد أبو زهرة، ص28

    أما سببُ تقصيرِه الإقامةَ في بغداد في هذه القدمة الأخيرة، مع أنها كانت عشَّ العلماء، وقد صار له بها تلاميذُ ومريدون، والعلم ينتشر بين ربوعها، ولم يكن لمصر في ذلك الوقت مكانةٌ علميةٌ كمكانة بغداد أو تقاربها، فهو أنه في 198 هـ سنة 198 هـ كانت الخلافة عبد الله المأمون لعبد الله المأمون ، وفي عهد المأمون ساد أمر لا يستطيب الشافعيُ الإقامةَ في ظله، وهو أن المأمون كان من الفلاسفة علم الكلام المتكلمين ، فأدنى إليه المعتزلة ، وجعل منهم كُتَّابَه وحُجَّابَه وجلساءَه، والمقرَّبين إليه الأدنين، والمحكَّمين في العلم وأهله، والشافعي كان ينفر من المعتزلة ومناهج بحثهم، ويفرض عقوبة على بعض من يخوض مثل خوضهم، ويتكلم في العقائد على طريقتهم، فما كان لمثل الشافعي أن يرضى بالمقام معهم، وتحت ظل الخليفة الذي مكَّن لهم، حتى أدَّاه الأمرُ بعد ذلك إلى أن أنزل بالفقهاء والمحدثين المحنة التي تسمى محنة خلق القرآن ، وروي أن المأمون عرض على الشافعي أن يولِّيَه القضاء، فاعتذر الشافعي.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص28-29

    رحلته إلى مصر


    لم يَطِبْ للشافعي المقامُ بغداد ببغداد ، وكان لا بد من الرحيل منها، ولم يجد مهاجَراً ولا سَعةً إلا في مصر ، ذلك أن والي واليَها عباسيون عباسيٌ هاشمي هاشميٌ قرشي قرشيٌ ، قال ياقوت الحموي «وكان سبب قدومه إلى مصر أن العباس بن عبد الله بن العباس بن موسى بن عبد الله بن عباس دعاه، وكان العباسُ هذا خليفةً لعبد الله المأمون على مصر». ولقد قال الشافعي عندما أراد السفر إلى مصر الشافعي، محمد أبو زهرة، ص29
    قصيدة لقد أصبحتْ نفسي تتوق إلى مصرِ ومن دونها قطعُ المهامةِ والفقرِ




    قصيدة فواللـه ما أدري، الفوزُ والغنى أُساق إليها أم أُساق إلى القبرِ





    قدم الشافعي مصر 199 هـ سنة 199 هـ ، ومات فيها 204 هـ سنة 204 هـ ، وقد رُوي عن الربيع بن سليمان أنه قال وقال لي يوماً (يقصد الشافعي) «كيف تركت أهل مصر؟»، فقلت «تركتهم على ضربين فرقةٌ منهم قد مالت إلى قول مالك بن أنس مالك ، وأخذت به واعتمدت عليه وذبَّت عنه وناضلت عنه، وفرقةٌ قد مالت إلى قول أبي حنيفة ، فأخذت به وناضلت عنه»، فقال «أرجو أن أقدم مصر إن شاء الله، وآتيهم بشيء أشغلهم به عن القولين جميعاً». قال الربيع «ففعل ذلك والله حين دخل مصر».مناقب الشافعي، ج1 ص237-238

    ولما قدم الشافعي مصر نزل على أخواله الأزد ، قال ياسين بن عبد الواحد لما قدم علينا الشافعي مصر، أتاه جَدِّي وأنا معه فسأله أن ينزلَ عليه، فأبى وقال «إني أريد أن أنزل على أخوالي الأزد»، فنزل عليهم. وقد ذكر الإمام أحمد أن الشافعي قصد من نزوله على أخواله متابعةَ السنةِ فيما فعل النبي حين قدم المدينة المنورة المدينة من النزول على أخواله، فقد نزل النبي حين قدم المدينة على بني النجار، وهم أخوال عبد المطلب .مناقب الشافعي، ج1 ص239

    وقال هارون بن سعد الأيلي ما رأيت مثل الشافعي، قدم علينا مصر، فقالوا «قدم رجلٌ من قريش»، فجئناه وهو يصلي، فما رأيت أحسنَ صلاةً منه، ولا أحسنَ وجهاً منه، فلما قضى صلاته تكلم، فما رأيت أحسنَ كلاماً منه، فافتتنَّا به.مناقب الشافعي، ج1 ص240

    مجادلته لمخالفيه وأسلوبه في ذلك


    بعد قدوم الشافعي إلى بغداد 195 هـ سنة 195 هـ ، بل قبل ذلك في دراسته بمكة، كان صاحبَ طريقة جديدة في الفقه، وصاحبَ آراءٍ جديدةٍ فيه تنفصل عن آراء الإمام مالك ، ولكنه لم يتجهْ إلى آراء مالك بنقد أو تزييف، بل كان يُلقي بآرائه خالفت أو وافقت رأيَ مالك من غير نقد له، ولذلك كان يُعَدُّ من أصحاب مالك، وإن كان في جملة آراءه ما يخالفه قليلاً أو كثيراً، كما خالف بعضُ أصحاب مالك مالكاً، وكما خالف بعضُ أصحاب أبي حنيفة شيخَهم، ولكن حدث ما اضطر الشافعي إلى أن يتجه لآراء شيخه مالكٍ بالنقد، ذلك أنه بلغه أن مالكاً تُقدَّس آثارُه وثيابُه في بعض البلاد الإسلامية، وأن من المسلمين أناساً يُتحدَّث إليهم بحديث رسول الإسلام محمد، فيُعارضون الحديث بقول مالك، فتقدم الشافعي الذي لقبه العلماء في عصره بناصر الحديث، ووجد طريقاً معيَّناً ليسلكَه، وهو أن ينقدَ آراءَ مالك، ليعلم الناسُ أن مالكاً بشرٌ يخطئ ويصيب، وأنه لا رأي له مع الحديث، فألف في ذلك كتاباً سماه خلاف مالك ، ولكنه تردد في إعلانه وفاءً لمالكٍ شيخِه وأستاذِه، والذي كان يقول عنه طوال حياته أنه الأستاذ، يتردد بين إرشاد الناس لما رآه أخطاءً لمالك، وهو يخشى على السُنَّة من تقديس الناس له، وبين الوفاء له، فطوى الكتاب لمدة سنة وهو متردد، ثم استخار فنشره.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص29-30

    ويروي الفخر الرازي «أن الشافعي إنما وضع الكتاب على مالك لأنه بلغه أن الأندلس بالأندلس قلنسوة لمالك يُستقى بها، وكان يقال لهم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيقولون قولَ مالك، فقال الشافعي «إن مالكاً آدمي قد يخطئ ويغلط»، فصار ذلك داعياً للشافعي إلى وضع الكتاب على مالك، وكان يقول اقتباس مضمن كرهت أن أفعل ذلك، ولكني استخرت الله تعالى فيه سنة ».الشافعي، محمد أبو زهرة، ص30

    أدى نقدُ الشافعي للإمام مالك إلى وقوعه في المتاعب والمصاعب، وذلك لأن الإمامَ مالكاً كان له المكانُ الأولُ بين المجتهدين في مصر، فثار على الشافعي المالكيون ينقُدونه ويجرِّحونه ويطعنون عليه، حتى ذهب جمهرتُهم إلى الوالي يطلبون إخراجَه، ويقول في ذلك فخر الدين الرازي الرازي «لما وضع الشافعيُّ كتابَه على مالك ذهب أصحابُ مالك إلى السلطان والتمسوا منه إخراج الشافعي». ولم ينقد الشافعي آراء مالك فقط، بل نقد مِن قبلُ آراءَ العراقيين أبي حنيفة وأصحابِه وغيرِهم من فقهاء العراق ، كما نقد آراءَ الأوزاعي ، وكان لكل هؤلاء أنصارٌ من رجال الفقه في عهده، يتعصبون لهم وينافحون عنهم، فبنقدهم انبثق على الشافعي البثقُ الكبيرُ من الجدل والمناظرة، فكان يجادل ويصاول، من غير أن يمسَّ صاحبَ الرأي بسوء.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص31

    كان الشافعي يميل في جداله دائماً إلى نصرة الحديث ورجال الحديث، مع علمه بالجدل وأساليبه، وقد بهت أهلَ الرأي في أول التقائه بهم في بغداد 184 هـ سنة 184 هـ ، ويقول الرازي في ذلك الشافعي، محمد أبو زهرة، ص31-32
    اقتباس خاص الناس كانوا قبل زمان الشافعي فريقين أصحاب الحديث وأصحاب الرأي، أما أصحاب الحديث فكانوا حافظين لأخبار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، إلا أنهم كانوا عاجزين عن النظر والجدل، وكلما أورد عليهم أحد من أصحاب الرأي سؤالاً أو إشكالاً سقطوا في أيديهم عاجزين متحيرين، وأما أصحاب الرأي فكانوا أصحاب النظر والجدل، إلا أنهم كانوا عاجزين عن الآثار والسنن، وأما الشافعي رضيَ الله عنه فكان عارفاً بسنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، محيطاً بقوانينها، وكان عارفاً بآداب النظر والجدل قوياً فيه، وكان فصيحَ الكلام، قادراً على قهر الخصوم بالحجة الظاهرة، وآخذاً في نصرة أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكل من أورد عليه سؤالاً أو إشكالاً أجاب عنه بأجوبة شافية كافية، فانقطع بسببه استيلاءُ أهل الرأي على أصحاب الحديث.



    ولما أصَّل الأصولَ ووضع القواعدَ، وجد أن بعض الفقهاء من أهل الحجاز يخرج على هذه الأصول ولا يتقيد بها، ومنهم شيخه الإمام مالك، فوجده يأخذ بالأصل ويترك الفرع، ويأخذ الفرع ويترك الأصل، فجادل أهل الحجاز أيضاً، وبذلك قضى حياته كلَّها في نضال لأجل فقه الشريعة الإسلامية .الشافعي، محمد أبو زهرة، ص32

    وفاته


    عندما أراد الشافعي السفر إلى مصر قال هذه الأبيات


    قصيدة لقد أصبحتْ نفسي تتوق إلى مصرِ ومن دونها قطعُ المهامةِ والفقرِ




    قصيدة فواللـه ما أدري، الفوزُ والغنى أُساق إليها أم أُساق إلى القبرِ




    قيل فوالله لقد سيق إليهما جميعاً.توالي التأسيس، ص177

    ويقال أن سبب موت الشافعي هو مرض البواسير الذي أصابه، فقد روى الربيع بن سليمان حالَ الشافعي في آخر حياته فقال «أقام الشافعي ها هنا (أي في مصر) أربع سنين، فأملى ألفاً وخمسمئة ورقة، وخرَّج كتاب الأم ألفي ورقة، وكتاب السنن، وأشياء كثيرة كلها في مدة أربع سنين، وكان عليلاً شديد العلة، وربما خرج الدم وهو راكب حتى تمتلئ سراويله وخفه (يعني من البواسير)». وقال الربيع أيضاً دخل المزنيَّ على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقال له «كيف أصبحت يا أستاذ؟»، فقال اقتباس مضمن أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ولسوء عملي ملاقياً . قال ثم رمى بطرفه إلى السماء واستبشر وأنشد توالي التأسيس، ص177-178ديوان الإمام الشافعي، قصيدة الرغبة في عفو الله
    قصيدة إليك إلـهَ الخلـق أرفــع رغبتي وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرماً




    قصيدة ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبي جعلت الرجـا مني لعفوك سُلَّمــاً




    قصيدة تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنتــه بعفوك ربي كان عـفوك أعظمــا




    قصيدة فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزلْ تـجـود وتعـفو منةً وتكرُّمـــاً




    قصيدة فلولاك لـم يصمِـد لإبلـيسَ عابدٌ فكيف وقد أغوى صفيَّك آدمـــاً




    قصيدة فياليت شعــري هل أصير لجنَّةٍ أهنـــا وأمـا للسعير فأندمــا




    قصيدة فلله دَرُّ العـــارفِ الـنـدبِ إنه تفيض لفرط الوجد أجفانُه دمـــاً




    قصيدة يقيـم إذا مـا الليلُ مدَّ ظلامَــه على نفسه من شدة الخوف مأتمـاً




    قصيدة فصيحاً إذا ما كـان في ذكـر ربه وفيما سِواه في الورى كان أعجمـاً




    قصيدة ويذكر أيامـاً مضـت من شبابـه وما كان فيها بالجهـالة أجرمـــا




    قصيدة فصار قرينَ الهم طولَ نهـــاره أخا السُّهْد والنجوى إذا الليلُ أظلمـا




    قصيدة يقول حبيبي أنـت سؤلي وبغيتي كفى بك للراجـيـن سؤلاً ومغنمـاً




    قصيدة ألـستَ الذي غذيتني وهــديتني ولا زلت منَّـانـاً عليّ ومُنعـمــاً




    قصيدة عسى من لـه الإحسانُ يغفر زلتي ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمــا




    قصيدة تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعــاً ولولا الرضـا ما كنتَ يارب منعمـاً




    قصيدة فإن تعفُ عني تعفُ عـن متمرد ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتمـاً




    قصيدة فإن تنتـقـم مني فلست بآيـسٍ ولو أدخلوا نفسي بجــرمٍ جهنمـاً




    قصيدة فجرمي عظيمٌ من قديم وحــادث وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجسمــا




    قصيدة حوالَيَّ فضلُ الله من كل جانـب ونورٌ من الرحمن يفترش السمــا




    قصيدة وفي القلب إشراقُ المحب بوصله إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى




    قصيدة حوالَيَّ إينــاسٌ من الله وحـده يطالعني في ظلـمـة القبر أنجُمــاً




    قصيدة أصون ودادي أن يدنِّسَـه الهوى وأحفظ عـهدَ الـحب أن يتثلَّمــا




    قصيدة ففي يقظتي شوقٌ وفي غفوتي مُنى تلاحـق خـطوي نـشوةً وترنُّمـاً




    قصيدة ومن يعتصم بالله يسلمْ من الورى ومن يرجُهُ هـيهات أن يتندمـــا




    الإمام الشافعي تصغير 200بك يسار مسجد الإمام الشافعي بالقاهرة


    ومات الشافعي، في آخر ليلة من رجب 204 هـ سنة 204 هـ ، وقد بلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً،توالي التأسيس، ص179 قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري «وُلد الشافعي سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب، سنة أربع ومائتين، عاش أربعاً وخمسين سنة»، وقال الربيع بن سليمان «توفي الشافعي ليلة الجمعة ، بعد العشاء الآخرة بعدما صلى المغرب آخر يوم من رجب ، ودفناه يوم الجمعة، فانصرفنا، فرأينا هلال شعبان ، سنة أربع ومائتين».آداب الشافعي ومناقبه، ص56

    ضريحه


    أيضا مسجد الإمام الشافعي


    ضريح الإمام الشافعي (أو قبة الإمام الشافعي) عبارة عن غرفة تشغل مسطحاً مربعاً محاطاً بأربعة حوائط سميكة، وبُنيت قبة على ذلك المربع، تصل إلى ارتفاع 27 متراً من سطح الأرض، وتتكون القبة من طبقتين الأولى خشبية داخلية، والثانية خارجية مصنوعة من الرصاص ، وللضريح ثلاثة محراب محاريب تتجه نحو مكة ، عند حائط اتجاه قبلة الصلاة، وهناك باب في كل من الحائطين الشرقي والشمالي، والحوائط الداخلية مغطاة الرخام بالرخام . وقد بنى السلطان صلاح الدين ناووساً (تابوتاً) وضعه فوق قبر الإمام الشافعي في عام 574 هـ الموافق 1178 1178 م ، والناووس مصنوع من خشب الساج الهندي، ومزخرفٌ بحُلْية دقيقةٍ وآياتٍ من القرآن، وبعد ذلك بُني مسجدٌ يضم ضريح الإمام الشافعي، ويوجد فوق قمة القبة من الخارج عشارى من نحاس أصفر النحاس الأصفر ، وترمز إلى عِلم الإمام الشافعي. ويعد هذا الضريحُ واحداً من أكبر الأضرحة المفردة في مصر .ضريح (أو قبة) الإمام الشافعي، موقع مصر الخالدة





    أخلاقه وصفاته


    أهل السنة


    الذكاء وغزارة العلم


    لقد شغل الشافعيُّ الناسَ بعلمه وعقله، شغلهم في بغداد وقد نازل أهل الرأي، وشغلهم في مكة وقد ابتدأ يَخرج عليهم بفقه جديد يتجه إلى الكليات بدل الجزئيات، والأصول بدل الفروع، وشغلهم في بغداد وقد أخذ يدرس خلافات الفقهاء وخلافات بعض الصحابة على أصوله التي اهتدى إليها.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص33

    فقد أوتي الشافعي علم اللغة العربية ، وأوتي علم القرآن الكتاب ، ففَقِهَ معانيه، وطبَّ أسراره ومراميه، وقد ألقى شيئاً من ذلك في دروسه، قال بعض تلاميذه «كان الشافعي إذا أخذ في التفسير كأنه شاهد التنزيل»، وأوتي علم الحديث ، فحفظ موطأ مالك ، وضبط قواعد السنة النبوية السُّنَّة ، وفهم مراميها والاستشهاد بها، ومعرفة الناسخ والمنسوخ منها، وأوتي فقه إسلامي فقه الرأي و القياس ، ووضع ضوابط القياس والموازين، لمعرفة صحيحه وسقيمه، وكان يدعو إلى طلب العلوم، فقد كان يقول اقتباس مضمن من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في الفقه نبل قدره، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه .الشافعي، محمد أبو زهرة، ص34-35منازل الأئمة الأربعة، ص215

    وكان مجلسه للعلم جامعاً للنظر في عدد من العلوم، قال الربيع بن سليمان


    اقتباس خاص كان الشافعي رحمَه الله يجلس في حلقته إذا صلى الصبح، فيجيئه أهل القرآن ، فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث ، فيسألونه تفسيره ومعانيه، فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر، فإذا ارتفع الضحى تفرقوا وجاء أهل العربية و العروض و النحو و الشعر ، فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار.الشافعي، محمد أبو زهرة، ص35

    ومما روي عن ذكائه أنه كان ذاتَ مرةٍ جالساً مع الحميدي ومحمد بن حسن يتفرسون الناس، فمر رجل فقال محمد بن الحسن «يا أبا عبد الله انظر في هذا»، فنظر إليه وأطال، فقال ابن الحسن «أعياك أمره؟»، قال «أعياني أمره، لا أدري خياط أو نجار»، قال الحميدي فقمت إليه فقلت له «ما صناعة الرجل؟»، قال «كنت نجاراً وأنا اليوم خياط».منازل الأئمة الأربعة، ص212

    وقد وصف أبو زكريا السلماسي علمه فقال


    اقتباس خاص جمع أشتات الفضائل، ونظم أفراد المناقب، وبلغ في الدين والعلم أعلى المراتب، إن ذُكر التفسيرُ فهو إمامه، أو الفقهُ ففي يديه زمامه، أو الحديثُ فله نقضه وإبرامه، أو الأصولُ فله فيها الفصوص والفصول، أو الأدبُ وما يتعاطاه من العربية العرب فهو مبديه ومعيده، ومعطيه ومفيده، وجهه للصباحة، ويده للسماحة، ورأيه للرجاحة، ولسانه للفصاحة، إمام الأئمة، ومفتي الأمة، والمصباح الزاهر في الظلمة، في التفسير ابن عباس ، وفي الحديث ابن عمر ، وفي الفقه معاذ ، وفي القضاء علي بن أبي طالب علي ، وفي الفرائض زيد ، وفي القراءات أبي بن كعب بن قيس أُبَيّ ، وفي الشعر حسان بن ثابت حسان ، وفي كلامه بين الحق والباطل فرقان.منازل الأئمة الأربعة، ص196-197

    التواضع والكرم


    كان الشافعي متواضعاً مع كثرة علمه وتنوعه، ومما يدل على ذلك قوله «ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ، وما في قلبي من علم إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب إلي»، وعن الربيع بن سليمان أنه قال «سمعت الشافعي، ودخلت عليه وهو مريض، فذكر ما وضع من كتبه، فقال لوددت أن الخلق تعلمه، ولم ينسب إلي منه شيء أبداً»، وعن حرملة بن يحيى أنه قال سمعت الشافعي يقول «وددت أن كل علم أعلَمه تعلَمه الناس، أوجر عليه ولا يحمدوني».آداب الشافعي ومناقبه، ص68 وقال أحمد بن حنبل قال لنا الشافعي «أنتم أعلم بالحديث والرجال مني، فإذا كان الحديث صحيحاً فأعلموني، كوفياً كان أو بصرياً أو شامياً، حتى أذهب إليه إذا كان صحيحاً».آداب الشافعي ومناقبه، ص70

    كما كان الشافعي معروفاً بالكرم والسخاء، ومن ذلك ما قاله الربيع بن سليمان تزوجت، فسألني الشافعي «كم أصدقتها؟»، فقلت «ثلاثين ديناراً»، فقال «كم أعطيتها؟»، قلت «ستة دنانير»، فصعد داره، وأرسل إلي بصرَّة فيها أربعة وعشرون ديناراً.آداب الشافعي ومناقبه، ص93 وقال عمرو بن سواد السرحي كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام، فقال لي الشافعي «أفلستُ في عمري ثلاث إفلاسات، فكنت أبيع قليلي وكثيري، حتى حليّ ابنتي وزوجتي، ولم أرهن قط».آداب الشافعي ومنا شخصية دينية


    الاسم محمد بن إدريس الشافعي


    صورة Al-Shafie Name.png


    تعليق خط عربي تخطيط لاسم الإمام الشافعي ملحوق رضي الله عنه بدعاء الرضا عنه


    ألقاب أبو عبد الله، عالم العصر، ناصر الحديث، إمام قريش، الإمام المجدد، فقيه الملةسير أعلام النبلاء، 8/236
    تاريخ_الولادة 150 هـ سنة 150 هـ / 767 767 م


    مكان_الولادة غزة ، فلسطين ، بلاد الشام


    تاريخ_الوفاة في آخر ليلة من رجب 204 هـ سنة 204 هـ / 820 820 م


    مكان_الوفاة مصر


    مبجل(ة)_في الإسلام أهل السنة والجماعة


    المقام_الرئيسي القاهرة ، مصر


    النسب أبوه إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلب بن عبد مناف

    أمه فاطمة بنت عبد الله الأزد ية

    أولاده الذكور أبو عثمان وأبو الحسن

    أولاده الإناث فاطمة وزينب







    أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ ( 150هـ 150 - 204هـ / 767 - 820 م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة ، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي ، ومؤسس علم أصول الفقه ، وهو أيضاً إمام في علم التفسير و علم الحديث ، وقد عمل قاضي قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً. أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بقوله اقتباس مضمن عالم قريش يملأ الأرض علماً .





    ولد الشافعي غزة بغزة عام 150 هـ ، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو ابن دون عشرين سنة. هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس ، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني ، وأخذ يدرس المذهب الحنفي ، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز ( المذهب المالكي ) وفقه العراق ( المذهب الحنفي ). عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي ، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة 195 هـ ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساسَ علم أصول الفقه لعلم أصول الفقه ، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ . وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي في مصر سنة 204 هـ .



    شاركنا رأيك

     
    التعليقات

    لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

    أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع محمد بن إدريس الشافعي نسبه # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 20/09/2023


    اعلانات العرب الآن