شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الجمعة 19 ابريل 2024 , الساعة: 4:45 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [بحث جاهز للطباعة] بحث علمي جاهز عن التلوث البيئي - # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 15/10/2023

اعلانات

[بحث جاهز للطباعة] بحث علمي جاهز عن التلوث البيئي - # اخر تحديث اليوم 2024-04-19

آخر تحديث منذ 6 شهر و 7 يوم
1 مشاهدة













































































































بحث علمي جاهز عن التلوث البيئي

















تقرير عن التلوث البيئي،معلومات عن التلوث البيئي،التلوث البيئيمقدمة








لا توجد الحياة إلاّ في المحيط الحيوي (Biosphere)، ذلك الجزء من الكون الذي تعيش فيه الكائنات الحية، هذا المحيط الحيوي خاضع لتأثيرات طبيعية وغير طبيعية، لا يمكن للحياة أن تستمر دونها، فكما تحتاج الكائنات الحية إلى الماء والهواء، فإن الغالبية العظمى منها تتعرض ايضا للفناء إن لم تستقبل أشعة الشمس الدافئة، لهذا فإنّ أي تغيير في هذه العوامل الطبيعية مثلاً، يعني تغييراً في النظام الحيوي ككل ([1]).








فمنذ بداية الحياة على ظهر هذا الكوكب وتاريخها مرتبط بأحدث التغييرات بين الكائنات الحية من جهة، وبين ما يحيط بها من بيئات مختلفة من جهةٍ أخرى. حضارات وأمم عديدة نشأت ثم بادت، سهول وبقاع تحولت إلى قفار وصحاري، وغابات كثيفة إلى جبال ووهاد جرداء، وعلى الرغم من هذا كله فقد استطاعت الكائنات الحية المتبقية من حيوانات ونباتات أن تتأقلم مع كل المعطيات التي فرضها الإنسان عليها، وتمكنت من أن توفر لنفسها ظروف حياتية جديدة، وكل هذه التغييرات البيئية التي أحدثها الإنسان في الماضي لم تؤثر على مجرى الحياة، كما يحدث في العصر الحالي، عصر التكنولوجيا الحديثة، وعصر الأقمار الصناعية والحاسوب، هذه التغييرات التي بدأت تُشكل أخطاراً بيئية جمة على الحياة.








فالثورة الصناعية التي باركها الإنسان في مطلع القرن الماضي، لم تدر عليه الخير فقء بل الضرر أيضاً، حيث أن مخلفات المصانع السامة تلوث الماء والهواء والتربة، كما أنّ إتساع المدن وإنشاء العمران والطرقات، وزيادة الطلب على الماء والغذاء والطاقة، تظهر خللاً واضحاً في التوازن البيئي الطبيعي، الذي لا يمكن إصلاحه في خلال مائة سنة قادمة، حتى وإن توقف الإنسان عن أخذ أي إجراء بمسسباتها.








إنّ إستعمال المواد الكيماوية في مختلف مجالات الحياة، حتى في الماء والهواء والغذاء والملبس، لهي في الواقع مشكلة خطيرة جداً، ليس لحياتنا الحاضرة فحسب، بل للأجيال القادمة أيضاً، وربما للوجود بشكل عام. فالأخطار التي يرتكبها الإنسان في حق هذا الكون من تلويث الهواء بغازات سامة نتيجة محروقات السيارات والطائرات والمصانع، وتسمم المياه بمبيدات وأسمدة كيماوية، وإفساد التربة بالمواد الكيماوية المختلفة والعناصر النشطة إشعاعياً، كافية لأن تجعلنا نقف ولو لحظة واحدة، نتساءل عما يجري حولنا في هذا العالم.








تجارب علمية كثيرة أكّدت أن موادّ كيماوية خطيرة توجد في حليب المرضعات، مما يعني أن الطفل لا يكاد يفتح عينية على نور الحياة، حتى يأخذ جسمه بالتلوّث بكيماويات سامّة، ويبدأ- وهو لا يزال في أول أيام حياته بالمعاناة من أمراض جسيمة، إن لم يكن قد تعرّض لها جنيناً في رحم أمّه. هذا وقد لاقى عدد ملحوظ من الأطفال حتفهم نتيجة تلوث الهواء بغازات سامة في مناطق، كان يعتقد بأنّ هواءها نقي. ولا تزال مخلّفات العصر تنتشر في كل مكان، فالقمامات والنفايات تغطي العديد من الحقول والتلال، ويهدد وجودها الأراضي الزراعية والمياه الجوفية، ففي غير منطقة من مناطق هذا العالم أصبحت زراعة بعض الأراضي الزراعية شبه مستحيلة، نتيجة تلوّث التربة بمبيدات كيماوية وأسمدة زراعية، كما أدى تلوث المياه في كثير من الدول الصناعية إلى إماتة الحياة في الكثير من أنهارها وبحيراتها، وقد انقرض أو تضرر الكثير من غاباتها نتيجة تلوّث الجو بغازات سامّة، وتساقط الأمطار الحمضية عليها، إضافةً إلى الأخطار الصحية التي يتعرّض لها الإنسان يومياً، فنتيجة إحراق المخلّفات مثلاً تتطاير السموم في الجو، يستنشقها الإنسان مع الهواء، وتسبب له أضراراً خطيرة في الأجهزة العصبية والتنفسية، أو أمراضاً خبيثة كالسرطان، أو إلى تشوّهات في مواليده، كما تميت الكثير من هذه السموم عدداً من الكائنات الحيّة، من نبات وحيوان، على وجه الأرض، وتكمن خطورة هذه المخلّفات في إحتوائها مواد سامّة، مثل المواد البلاستيكية التي لا تتحلّل إلاّ بعد سنوات طويلة، والتي تولد عند إحراقها مركبات الديوكسين (dioxin) القاتلة.








هذا ولا يتوقف التلوث البيئي على المواد الكيماوية أو مخلّفات العصر، بل إنّ الأخطار الناتجة عن تقطيع أشجار غابات العالم، وتمزيق طبقة الأوزون الواقية من أشعة الشمس فوق البنفسجية (UV) من الرذاذات الإيروسيلية المحتوية على مركبات كاربونات الفلور الكلورية، لتهدد الكون بكارثة جوية تعادل إنفجار قنبلة ذرية، حيث إن هذه الإجراءات تحدث تغييراً جذرياً في إرتفاع درجات الحرارة الجوية، ممّا سيؤدّي إلى ذوبان الثلوج في المناطق القطبية، وإلى إرتفاع منسوب مياه بحار العالم إلى عدّة أمتار فوق سطح البحر، وبالتالي إلى إغراق جزء كبير من الكرة الأرضية، إضافةً إلى أنّ وصول كميات كبيرة من أشعة الشمس الفوق البنفسجية إلى سطح الأرض دون تخفيفها من طبقة الأوزون المحيطة بالكرة الأرضية يقود إلى موت كثير من الكائنات الحية من حيوان ونبات وإلى إثارة أمراض سرطانية جلدية خبيثة. فالأضرار والمشكلات الناتجة عن التلوّث البيئي لا تُعدّ ولا تُحصى، وكأن الإنسان لم يكتفِ








بهذا القدر منها، بل إنّه يتلاعب بالأجنة الوراثية التي وضعها الله تعالى في كائناته الحية، ويحاول الإنسان أن يضاهي الخالق في صنعه، فالخراب الذي يحدثه الإنسان في هذا الكون وعليه، دمار لا رجعة فيه، لأّنه في نهاية المطاف يهلك الإنسان نفسه، وقد ينسى أو يتناسى الإنسان أن هذا الكون هو أمانة في عنقه....


























تلوّث عناصر الحياة الأساسية

















1. تلوث الهواء








إن الهواء الذي نستنشقه في تلوث مستمر ما دامت مصادر هذا التلوّث قائمة تبث غازاتها السامّة في الجو، حيث يوجد في الوقت الحاضر حوالي 80 ألف مادّة سامّة تلوّث الهواء غير أنّ أكثرها خطورة هو غاز ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد الكربون والنيتروجين، إضافةً إلى المواد الكيماوية السامة الناتجة عن المصانع.








وتُعدّ السيارات، تليها الطائرات والمصانع ومحطات الطاقة المختلفة ومستوقدات القمامة أيضاً، من أهم مصادر التلوّث حيث تبث الغازات ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يوجد الآن حوالي 120 مليون سيارة، تستهلك 100 بليون جالون من الوقود سنوياً، أي حوالي 11 مليون جالون في الساعة الواحدة، وتستهلك الطائرات 15 بليون جالون سنوياً، وبالرغم من أنّ التلوّث الجوي الناتج عن الطائرات لا يتجاوز 1/25 من التلوث الناتج عن السيارات، إلاّ أنها تفرغ سنوياً كميات كبيرة من الغازات السامّة في الجو يبلغ مداها حوالي 70 بليون طن، علماً بأن الطائرات تستعمل غاز الكيروسين السائل الخالي من معدن الرصاص السام.








مهما يكن مصدر التلوّث الجوي هذا، فإنّه يسبب مشكلات بيئية خطيرة لا يمكن تجاهلها، إضافةً إلى تأثيره على حالة الجو، فإنّه يؤثر تأثيراً بالغاً على صحة الإنسان والحيوان والنبات. فمحركات المركبات الآلية الأرضية مثلاً تولد غازات سامّة مثل أكسيد الكاربون(CO) الذي يتحد مع كرات الدم الحمراء (هيموغلوبين الدم) مسببّاً بذلك اختناقاً للإنسان، وغاز أكسيد النتريك (NO) يتفاعل مع أكسجين الجو، حيث تسارع أشعة الشمس من نشاط هذا التفاعل، إلى ثاني أكسيد النيتروجين القاتل (NO2)، والذي بدوره يكوّن مع رطوبة الجو أو الرطوبة في الرئة حامض النتريك (HNO3)، المميت لكل شيء حي. كما ينتج عن المحروقات التي تستعملها المصانع ومحطات الطاقة ومستوقدات القمامة من فحم وبترول غازات سامّة، منأشدّها خطورة غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO2) الذي يكون مع الماء حامض الكبريتيك (H2SO4)، وقد يتم هذا التفاعل في الجو أو في رئة الإنسان، حيث يؤدّي إلى موت النبات وإعاقة التنفس في الإنسان. وتتساقط جميع الغازات السامّة على الأرض كأمطار حمضية، حيث تتجمعّ في التربة وفوق النبات فتلوث المياه الجوفية، والأرض والنبات، وتقضي على كثير من الكائنات الحية.

















تأثير تلوّث الهواء على حالة الطقس








تُعد الأماكن السكنية، وخاصّةً المدن المعاصرة، مناطق دافئة، إذ أنّ درجات الحرارة فيها أعلى منها في المناطق الريفية، وقد يتراوح ذلك بين درجة واحدة و 15 درجة مئوية، كما أنّ أيام الصقيع في المدن أقل بكثير من أيام الصقيع في الريف، ويعود ذلك إلى التلوّث الجوي الذي يغطي أجواء المدن، حيث يكوّن الهواء الساخن المحمل بمواد ملوثة، حجاباً ضبابياً فوقها([2])، يحجز أشعة الشمس في الجو. ونتيجة تزايد كميات ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء في الجو، تتكوّن فوق المدن ظروف شبيهة بالظروف الجوية داخل البيوت المحمية (Greenhouse effect). فمنذ بداية الثورة الصناعية ارتفعت كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو إلى حوالي 11%، كما زادت حوادث الضبخّن فوق المدن والمناطق الريفية أيضاً، وكما أنّ زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو تؤدّي إلى إرتفاع ملحوظ في درجات الحرارة في العالم، فإنّ زيادة التلوّث من ناحية أخرى تمنع وصول أشعة الشمس بشكل طبيعي إلى الأرض، مما يؤدّي إلى إحداث تغييرات واضحة في حالة الطقس، فعلى سبيل المثال كانت درجات الحرارة في العصر الجليدي تقل بحوالي 11 درجة مئوية على ما هي عليه الآن، الأمر الذي يدعو للقلق، وخاصة وإنّ إرتفاع درجات الحرارة المتواصل، نتيجة زيادة ثاني أكسيد الكاربون، قد يؤدّي عاجلاً أو آجلاً إلى ذوبان الثلوج في المناطق القطبية وإلى إغراق نصف الكرة الأرضية، أي التوجّه نحو كارثة جوية لا يعرف مداها حتى الآن. هذا ويميل بعض علماء البيئة إلى الإعتقاد بأنّ التلوّث الجوي بالغبار والغازات السامة التي تمنع وصول الشمس بشكل طبيعي إلى الأرض قد يعيد الكرة الأرضية إلى عصر جليدي جديد ([3])، غير أنّ الرأي الأول هو الأرجح، ومهما يكن الأمر فإنّ جميع هذه الحقائق ما هي








إلاّ إشارات واضحة على تفاقم المشكلات البيئية التي نعيشها في الوقت الحاضر، وما دامت الكرة الأرضية تدور في فلكها حول الشمس، فإنّ التأثير على الجو نتيجة التلوّث سيظل في الحسبان.

















تأثير تلوّث الهواء على صحة الإنسان








يستنشق الإنسان كل يوم من أيام حياته حوالي 13.5 كغم من الهواء، يتسرّب من خلالها إلى جسمة كميات لا يستهان بها من المواد والغازات السامّة، على الرغم من أن الإنسان مجهز بحواس شم تصد ملوثات الهواء، إلاّ أنّ طاقاتها محددة. فعند استنشاق الهواء الملوث، تُفرز هذه الأجهزة الأجزاء التي لا تذوب في الماء مع المخاء بينما تنطلق الغازات السامة داخل الجسم، مخترقة كل وسائل الدفاع المتوفرة، فتسبب له مشكلاتٍ صحيةٍ عديدةً منها صعوبةٌ في التنفس، وتسمم واختناق، وربما الموت، كما يتعرّض الإنسان إلى أمراض في القلب والرئة، وإلى إضطرابات في الجهاز العصبي، إضافةً إلى أمراض فيروسية وبكتيرية مختلفة. وقد ذكرت آنفاً أن غاز أكسيد الكربون السام يتحد مع هيموغلوبين الدم مسبباً اختناقاً للإنسان، ويسري أيضاً مع الدم إلى المخ مما يؤدّي إلى خللٍ فيه.








والغازات السامّة مثل الأوزون (O3)، وثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين، تسبب حساسية كبيرة في العيون وضرراً بالغاً لشعيبات القصبة الهوائية، وخاصة داء الربو أو النسمة، ومرض انتفاخ الرئة وانهيار حجيرات الهواء فيها، ويلعب التدخين، إضافةً إلى تلوّث الهواء دوراً مهماً في هذا المضمار.








وتثير ملوثات الهواء كالقطران الفحمي، ومخلّفات المحروقات وخيوط الإسبست تكاثراً متزايداً في الخلايا، وخاصةً في الرئة، وهذا يُعد من صفات مرض السرطان الخبيث، كما يؤدي إلى إحداث تغييرات أساسية في الخلايا الجرثومية المذكرة والمؤنثة الناضجة، والتي تقود إلى تغييرات في الأجيال الوراثية المتعاقبة، وإن كانت هذه التغييرات لا تظهر إلاّ بعد سنوات طويلة، وربما بعد 30 سنة من التعرض لها.








وقد يحدث فوق المدن التي يكثر فيها التلوّث، نتيجة السيارات والمصانع الخ...، نوع من "الضبخن" (كلمة تدل على امتزاج الضباب بالدخان) الذييسبّب أضراراً صحية خطيرة للإنسان، وربّما يقود إلى الموت، ويحدثعادة عندما تكون طبقة الهواء الملوثة قريبة من سطح التربة.

















2. تلوّث المياه








تُعاني معظم الدول الصناعية من موت الحياة في العديد من أنهارها وبحيراتها نتيجة تلوّثها بمخلفات العصر من قمامة ونفايات، وبواقي مواد كيماوية سامّة، حيث تلعب المطهّرات، وخاصةً تلك التي تحتوي على مركبات فسفورية، دوراً في هذا المجال، وذلك لأنّها تنشّط نمو الطحالب في الماء، ممّا يؤدّي إلى خلل في توازنها الطبيعي، وتزداد هذه المشكلة تعقيداً، عندما تبدأ الطحالب بالتعفّن.








ومن أكبر المشكلات التي تلوّث مياه البحار والمحيطات هي قذف مخلّفات المصانع، وخاصةً مخلّفات المواد الكيماوية السامة من أحماض وقوليات ومركبات السيانيد والمواد الزئبقية. إضافةً إلى زيوت البترول ومشتقاتها في مياهها، لأنّ هذه المواد لا تتحلل في الماء، وتحتفظ بسميتها فيها.








وبشكل عام، فإنّ تلوث المياه يرفع درجة حرارتها، ممّا يسبب موت العديد من الكائنات الحيّة المائية التي تعيش فيها أو على سواحلها، كما يقلل التلوّث من كفاءة التمثيل الضوئي للنباتات المائية، وبالتاليإلى تقليل كمية الأكسجين في الماء. هذا وإن كان هذا النقص يعوّض عادةً من أكسجين الجو، إلاّ أنّ زيادة الأعداد البكتيرية-نتيجة التلوّث بمواد كيماوية عضوية-تتطلب أثناء عمليات تعفنها المتواصلة، كميات عالية جداً من الأكسجين، مما يؤدي إلى استنزاف أكسجين الماء والهواء معاً ويسارع في موت الكائنات الحيّة، إن لم تمت نتيجة تسممها المباشر بالمواد الكيماوية السامة.








ويسبب تلوّث المياه أيضاً أضراراً صحيةً خطيرةً للإنسان، فالقمامة أو النفايات الملقاة في المياه تحتوي على أنواع مختلفة من البكتيريا والفيروسات الضارة التي تحمل بين طياتها أمراضاً معدية مثل التيفوئيد والديسنتاريا والهيباتيتس والكوليرا، التي تنتقل من الماء إلى الإنسان، هذا إضافةً إلى الأخطار الصحية الناتجة على التغذية أسماك ملوثة، وخاصة تلك التي تحتوي على المواد الزئبقية، أو عناصر نووية، كما يتعرض الإنسان أيضاً إلى أضرار صحية عند السباحة بالمياه الملوثة.

















تلوث المياه من مجاري البول ومحطات تكريرها








تستهلك المراحيض والحمامات الحديثة كميات كبيرة من المياه التي تُهدر يومياً في مياه المجاري ومحطات تكريرها، وخاصةً في المناطق المزدحمة بالسكان، ممّا يعرّض المياه الجوفية والأراضي الزراعية لخطر شديد.








فالطلب اليومي المتزايد على المياه، يستنزف باستمرار المخزون الطبيعي للمياه الجوفية، مما يدفع إلى حفر آبار ارتوازية عميقة بحثاً عن الماء، وهذا يقود إلى ارتفاع درجة الملوحة في المياه والتربة معاً، ويؤدي إلى صعوبة الاستفادة منهما زراعياً.








إضافة إلى ذلك فإن رواسب مياه المجاري التي كانت في يوم من الأيام تستخدم كأسمدة طبيعية، أصبحت تجمّع في أماكن معينة، أو يقذف بها في البحار فتلوثها، قد سلبت الأراضالزراعية مواد عضوية ([4]). حيث يتم تعويضها بمواد كيماوية وأسمدة صناعية، تخلف وراءها مشكلات بيئية عديدة.








هذا ولا تتوانى العديد من الدول الصناعية بقذف رواسب مجاريها في الأنهار أو في البحار، فالتلوث الحالي في معظم أنهار الدول الصناعية أخذ يشكل خطورة بالغة على بحار العالم وخاصة وأن ذلك يرتبط ارتباطاً مباشراً بكمية الأكسجين في الجو. فمياه البحار والأنهار تأخذ الأكسجين من الجو، وذلك بكميات متفاوته، حسب درجة الحرارة وجريان المياه، هذا الأكسجين يذاب في الماء وتعيش عليه الكائنات الحية المائية المختلفة من عوالق وأسماك، حيث تستخدمه في متطلبات الحياة الأساسية وهي التنفس وعمليات الأيض ([5])، ويستمر هذا الأمر طبيعياً، ما دام الأكسجين متوافراً بكميات جيدة في الماء، أمّا إذا حصل تلوّث للمياه، فإن كميات الأكسجين فيها لا يمكن أن تسد حاجات الكائنات الحية التي تعيش فيها، مما يؤدي إلى اختناق بعضها أو موتها، إضافة إلى ذلك فإن النفايات الصلبة الملقاة في المياه تشجع نمو الطحالب التي تحول نيتروجين الجو إلى نيترات، وعندما تموت هذه الطحالب –نتيجة نقص في التمثيل الضوئي، بسبب التلوّث - تنمو وبشكل شرس طحالب جديدة، تغطّي مساحات شاسعة في المياه، مما يخلق منها وضعاً يشبه إلى حدٍ كبير مياه المجاري. وهنا تبدأ المشكلة، التي تتمثل في أنّ أنواعاً من البكتيريا وكائنات حيّة أخرى تتغذى على الطحالب، فتحتاج إلى أكسجين الماء، غير أن المياه الملوّثة لا تسد حاجات هذه الكائنات الحية من الأكسجين، فتضطر إلى تعويضه من الجو، وهكذا تستمر الدائرة، ويتعرض الأكسجين في الماء والهواء إلى نقص متزايد، وتتعرض الأسماك وغيرها من الكائنات الحية المائية إلى خطر الموت.

















تلوث المياه بالقمامة والنفايات








تُعد القمامة من أكبر المشكلات البيئية وأكثرها كلفةً، حيث أنّها تشتمل على مواد سامّة مختلفة: من أكياس بلاستيكية وقطع أثاث مختلفة، ومعلبات، ومخلّفات غذائية، وأخشاب وأوراق وزجاج، وغير ذلك الكثير، ومن أجل التخلص منها تقذف في البحار، وخاصةً من قبل الدول الصناعية فتلوثها، أو أنّها تُدفن في الأرض فتتسرب سمّية المواد التي تشملها إلى المياه الجوفية، أو يتم حرقها، فتتطاير منها الغازات السامّة، وتلوّث الهواء والماء والتربة، حيث تنتقل مع مياه الشرب أو مياه الري إلى المزروعات التي يتغذى عليها الإنسان والحيوان، فتسبب أضراراً صحيةً خطيرةً. وعلى الرغم من كل هذا تقوم العديد من الدول بدفن القمامات، وإن كان بعضها يحاول تغطيتها بطبقة من البتون أو البلاستيك لمنع تسرب المواد السامة إلى المياه الجوفية، غير أن هذه الاحتياطات تُعدّ مؤقتة، وذلك لأن هذه الطبقات العازلة لا تعمر في أغلب الأحيان أكثر من خمسين سنة، إضافة إلى أن بعض المحاليل الكيماوية مثل (Toluol) قادرة على اختراق الحاجز البلاستيكي دون أن تمزقه.

















هذا وقد تم بالفعل اكتشاف أكثر من محلول كيماوي واحد في مياه الشرب، رغم الإجراءات التي اتخذت لمنع تسربها إلى المياه الجوفية. وبعد تسرب هذه المواد السامة إلى المياه الجوفية، وبالتالي إلى مياه الشرب من أكبر المشكلات البيئية المعروفة في هذا العصر. ومن هذه المحاليل الكيماوية الخطيرة التي تلوّث المياه، وخاصة مياه الشرب، الأنيلين والأستون وجلوجول الأثيل.

















تلوث المياه بمواد كيماوية








نتيجة تلوث المياه بمواد كيماوية سامة تتكرر المشكلات البيئية والصحية فالمطهرات المختلفة التي تستعمل في هذا العصر، وخاصة تلك التي تحتوي على مركبات فسفورية، تميت كل شكل من أشكال الحياة في مياه الأنهار والبحار، كما إنّ المركبات الكلورية تسمم المياه أيضاً وتقضي على الأسماك التي تعيش بداخلها، مع العلم أن مادة الكلور، على الرغم من سمّيتها المعروفة للأسمالك، تضاف إلى مياه الشرب لتطهيرها من الجراثيم المرضية.








هذا وينتج عن تلوّث المياه بالمواد الكيماوية تكاثر الطحالب، وموت العديد من الكائنات الحية المائية من نبات وحيوان، علاوة على الأضرار الصحية المختلفة.








ومن أهم المواد الكيماوية التي تلوّث المياه بشكل عام عناصر من معادن ثقيلة كالرصاص والزئبق والكادميوم، بجانب المبيدات والأسمدة الكيماوية التي تستعمل في المجال الزراعي، وتشمل على مركّبات كلورية، وفسفورية، ونيتروجينية، وبوتاسية وغيرها كثير، حيث تتسرّب جميع هذه الكيماويات مع الحلقة الغذائية إلى الإنسان.








فوجود النيترات في مياه الشرب مثلاً يشكل خطراً كبيراً على صحة الأطفال الرضع وقد يسبب موتهم أيضاً، كما يؤثّر على المسنين وبعض الحيوانات الأليفة تأثيراً كبيراً.








كذلك فإنّ احتواء الماء على مواد كالزئبق والكادميوم يعرّض صحة الإنسان لأضرار خطيرة، وخير مثال على ذلك ما حلّ في اليابان بين عامي 1949 و1968 حيث قام أحد المصانع بقذف مخلّفاته المحتوية على مادة الزئبق في البحر، وفي الماء تحوّلت مادة الزئبق السّامة أصلاً إلى ميثايل الزئبق الأشد سمّية، وعلى طريق الحلقة الغذائية انتقل هذا المركّب منالأسماك إلى الإنسان، حيث أدى إلى تسمّم آلاف من اليابانيين وموت المئات منهم، إضافةً إلى إصابة الكثير من المواليد بتشوهات عقلية وبدنية. هذا ونتيجة تلوّث مياه الشرب والتربة الزراعية والهواء. بمخلّفات وُجدت مدفونة في مناجم مهجورة، احتوت على عنصر الكادميوم أصيب الآلاف من اليابانيين بالمرض المعروف باسم إتاي-إتاي ( أوا-أوا)، الذي يسبب آلاماً شديدة مزمنة في العظام، ومن أخطار هذا المرض أيضاً أنه يذيب المادة الكلسية في العظام، مما يؤدي إلى اختفائها التدريجي، أو إلى تقزّم وانحناء في الهيكل العظمي، كما أنّ هذا التلوث سبب موت عدد غير معروف من الناس نتيجة توقّف نشاط الكلى وإبطال مناعة الجسم الطبيعية.








تلوّث المياه بمواد النشاط الإشعاعي








إن وجود العديد من المفاعل النووية، وإجراء التجارب الذرية على وجه هذه المعمورة يؤدي إلى تساقط المواد النشطة إشعاعياً، كغبار ذري، على الأرض، فتلوث التربة والنبات ومياه الشرب، وتنتقل عن طريق الطعام والشراب إلى جسم الإنسان، فتسبب له أمراضاً سرطانيةً خبيثة، كما تقود إلى تغييرات في أجنّته الوراثية.








فالتجارب النووية تلوّث المياه بمواد مثل سثرنتيوم 90 وبلاتونيوم 239، بينما تلوّثها المفاعل النووية بسازيوم 137 وسثرنتيوم 90 وغيرها الكثير.








وتشترك جميع مواد النشاط الإشعاعي، بغض النظر عن مصدرها، بتأثيرها البالغ على صحة الإنسان. فمن عنصر البلاتونيوم 239، الذي يُعد من أشد عناصر النشاط الإشعاعي سمّية، تتطاير شعاعات ألفاً الفنية بالطاقة إلى الجو، ثم تسقط كرذاذ مع الأمطار على سطح الأرض وتلوّث الماء والتربة، وعندما تنتقل إلى الإنسان عن طريق الحلقة الغذائية، تتجمّع في ثنايا الجسم المختلفة، في العظام والرئة، حيث تثير كميات قليلة جداً منها، أقل من واحد على مليون، أمراضاً سرطانية، وخاصةً في الرئة.








هذا وقد تلوث الجو في السنوات الأخيرة بمادة البلاتونيوم بشكل واسع، وذلك نتيجة التجارب النووية والمفاعل الذرية، مع العلم أن هذه المادة لم تكن أصلاً متوفرة في الطبيعة، بل يتم انتاجها صناعياً، وخاصةً وأن الدول الصناعية تتسابق على إنتاج كميات كبيرة.

















تلؤّث المياه بزيوت النفط








يُعد تلوّث البحار والمحيطات بزيوت النفط مشكلة مزمنة، حيث ينتج هذا التلوث عن السفن والناقلات العملاقة التي تجوب البحار والمحيطات، وتفرّغ زيوت محركاتها المستهلكة في مياهها، كما ينتج أيضاً عن تدمير أو تفجير آبار البترول البحرية أو الواقعة قرب الشاطئ، أوعن تحطيم ناقلات البترول العملاقة التي تضاعفت أعدادها في السنوات القليلة الماضية، وأخذت تشكل أخطاراً كبيرةً للبحار.








فلدى تدفق 10000 طن نفط من باخرة عملاقة تتحطم في عمق البحر، ينتشر الزيت الخام بسرعة 5.4 كم في الساعة فوق سطح الماء، ويميت حوالي 50% من الطيور التي تعيش فيها خلال أسبوع، حيث أنّ هذا الزيت الذي لا يمتزج مع الماء، يطفو على سطح البحر، وبينما يتبخّر جزء كبير منه كغاز، يتجمع الجزء الأكبر ، نتيجة الأمواج الهائجة فوق المحيطات والبحار، مكوناً بذلك كتلاً سوداء لزجةً كريهة اللون والشكل والرائحة، تشبه القشدة (mousse , masses) وفي أثناء طفو هذه الكتل الزيتية اللزجة لمدة طويلة فوق سطح المياه، أو ترسبها في أعماق المحيطات، يموت كثير من الكائنات الحية المائية، أو يتأثر معظمها تأثيراً بالغا.ً








ونتيجة لعدم تمكن أشعة الشمس من إختراق الكتل الزيتية، التي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 90%، تتوقف عملية التمثيل الضوئي ونمو الكثير من العوالق، وخاصةً تلك التي توجد أصلاً في مكان ظليل، وبهذا تفقد المياه مصدراً طبيعياً ومهماً من غذاء الأسماك والكائنات الحيّة البحرية الأخرى، مما يؤدي إلى موتها، إضافةً إلى أنّ كثيراً من الطيور المائية الملوثة بالزيوت تفقد قدرتها الطبيعية على صدّ المياه عن جسمها فتموت برداً، أو قد تموت نتيجة تسممها المباشر بالزيوت، وخاصة وهي تحاول تنظيف ريشها الملوث، تبتلغ كميات كبيرة من هذه الزيوت السامة والمشبعة بمادة الكبريت. وقد تزداد هذه المشكلة خطورةً، عندما تبدأ طبقة الزيت المنتشرة فوق سطح الماء بإذابة المواد السامة التي يحملها الهواء، والتي لا تذوب في الماء، مثل ال د.د.ت، وبولي كلور بيفنيل (PCB)، التي تنتقل بدورها إلى الحلقة الغذائية وبالتالي إلى الإنسان نفسه، وتسبب له أضراراً صحية جسيمة.








ومن المصادر الأخرى التي تلوث المياه بالزيوت، والتي لا بد من ذكرها وأخذها بعين الاعتبار، الزيوت الناتجة عن السيارات وورش تصليحها أو صيانتها، والناتجة من محطات البنزنين وتكرير البترول وغيرها، وتتسرب هذه الزيوت عن طريق التربة إلى المياه الجوفية ثم تنتقل معها إلى الأنهار والبحريات، حيث تلوّث مياه الشرب والبحار معاً.

















تلوث الماء الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة








كثير من المصانع تقذف بمخلفاتها من الماء الساخن في الأنهار والبحار، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها وحرارة البيئة المحيطة بها فوق المعدل، وخاصة في أيام الصيف الحارة، مما يؤثر تأثيراً بالغاً على حياة الأسماك والكائنات الحية الأخرى التي تعيش فيها، كما قد يؤدي هذا الإجراء إلى موتها أيضاً.








هذا وقد يتأقلم عدد من هذه الكائنات الحية مع الظروف الجديدة، حتى أنّ انعدام الماء الساخن عنها قد يؤدي إلى موتها، مما دعا علماء البيئة على إطلاق اسم (THERMAL PLUME) على هذه الظاهرة، غير أن مشكلة تغيير حرارة الماء ستبقى قائمة، ما دامت تعرض حياة الأسماك والكائنات المائية الأخرى، لخطر الانقراض.

















3. تلوث التربة الزراعية








في السنوات الأخيرة ظهرت أضراراً كثيرةً على العديد من المحاصيل الزراعية التي نتجت عن تلوث التربة بمواد سامة ثم تساقطها من الجو مع الأمطار على الأراضي الزراعية كأمطار حمضية، حتى أنها أخذت تهدد مياه الشرب والمزروعات للخطر، إلى جانب اضرارها الملحوظة على طبقة التربة الزراعية، فالمواد السامة المتساقطة من الجو لا تؤثر على طبقة التربة الخصبة فحسب، بل إنها تقضي على الكثير من الكائنات الحية المهمة لخصوبة التربة، وذلك على عمق بتراوح بين 25 إلى 30 سم.








فمنذ ملايين السنين والكائنات الحيّة التي تعيش في التربة تحافظ على رطوبتها وتفكك الكتل الترابية فيها، وبذلك تسمح للهواء أن يتخللها، كما أنّها تحلّل المواد العضوية من بواقي النبات والحيوان، وتقدمها كأسمدة للمحاصيل الزراعية، وبالتالي فإنّ فقدان الأرض لهذه الكائنات الحيّة يعني بلا شك افتقاد التربة الزراعية مصدراً رئيسياً مهماً لخصوبتها.








هذا وقد أصبحت كثير من هذه السموم التي تلوّث الجو وتسقط على الأرض كأمطار حمضية مثل أحماض الكبريتيك والنيتريك، إضافةً إلى آيونات المعادن الثقيلة كآيونات الألومنيوم السامة، تهدد حياة العديد من هذه الكائنات الحيّة المفيدة بالانقراض، وخصوبة الأراضي الزراعية بالانهيار.








ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالتربة الزراعية مهددة أيضاً من قبل الأسمدة الكيماوية ومن المياه العادمة والغازات السامة الناتجة عن المصانع والسيارات التي تلوث التربة، ثم تنتقل مع الحلقة الغذائية إلى الإنسان. ولهذا فإن الإستمرار في تلوث الأراضي الزراعية قد يحّول هذه الأراضي إلى قفار قاحلة. فبعض الدول الصناعية أصبحت في الوقت الحاضر تعاني من عدم صلاحية أجزاء كبيرة من أراضيها للزراعة، نظراً لتلوثها بسموم من المعادن الثقيلة، وقد بلغت نسبة هذه الأراضي الملوثة في بعض المناطق من العالم إلى 10% من مجمل أراضيها.








تلوث التربة بالمواد الكيماوية








من المشكلات الأخرى التي تؤثر على نوعية التربة الزراعية هي المبالغة في تقديم كميات كبيرة من الأسمدة الكيماوية لها، إضافة إلى دفن مواد سامة من مخلفات المركبات الكيماوية المختلفة فيها، وهذه لا تلوث التربة فحسب، بل المياه الجوفية أيضاً.








ومما يزيد في تفاقم هذه المشكلة تعمير الحقول الزراعية بالبيوت السكنية وشقها بطرق وأرصفة من الإسفلت والإسمنت، وخاصة في المناطق الآهلة بالسكان، حيث أن هذه الإجراءات تقود، إضافة إلى تقليص حجم الأراضي الصالحة للزراعة، إلى التقليل من منسوب المياه الجوفية، لأن الطرق والشوارع المعبدة تمنع عادةً من امتصاص مياه الأمطار، التي تذهب هدراً مع المجاري بدلاً من تسربها إلى جوف التربة.








من هنا استنتجت بعض الدراسات الأمريكية بأن الخسارة المستمرة للأراضي الزراعية في العالم مع الزيادة المتنامية للأعداد السكانية قد يؤدي إلى كارثة غذائية ، فعلى سبيل المثال كان الهكتار الواحد من الأرض الزراعية بكفي لفر أو فردين من الناس، والآن تضاعف عدد الأفراد كثيرا على نفس المساحة الزراعية.








وربما يعتقد البعض بأنه من الممكن إصلاح الأراضي الزراعية بواسطة تقديم الأسمدة لها، غير أن هؤلاء يتجاهلون أو يتناسون بأن هذه الأسمدة الكيماوية هي سموم من مركبات كلورية أو كبريتية، وهي كفيلة بأن تلوث التربة بشكل مستمر، وربما بلا رجعة. هذا وربما يكون بالإمكان تنقية الهواء من التلوث، إلاّ أنّه من المستحيل تنظيف التربة من غبار معادن ثقيلة أو من آثارها المتبقية. فإذا كانت التربة ملوثة بالثاليوم أو بمبيدات زراعية كالمركبات الكورية، أو بالرصاص والديوكسين، فإنها تنتقل ***وم إلى المواد الغذائية النباتية، وتعرض صحة الإنسان والحيوان للخطر. فقد نفق نتيجة التسمم بمعادن ثقيلة عدد من الأبقار في بعض المراعي الألمانية القريبة من المصانع، كما انتشرت أمراض في الكلى والكبد والعظام في اليابان نتيجة تسمم التربة بمادة الكادميوم، اضافة إلى أن الآثار المتبقية من المواد الكيماوية السامة في التربة تعرض حياة الأطفال والمسنين والمرضى والحوامل لخطر الموت. هذا وبما أنّ هذه السموم تنتقل إلى جسم الإنسان عن طريق الحلقة الغذائية، فإنّ بعض الأطعمة مثل الكلى والكبد، إضافةً إلى التبغ تُعد من أكثر المواد الغذائية التي تتجمع فيها المواد السامة. ويُعد عنصر الكادميوم من أشد المواد سمّية. فقد ذكرت بعض المصادر الألمانية الغربية أن المواد الغذائية التي احتوت على كميات عالية من الكادميوم أدّت إلى تسمم حوالي 1000 شخص وإصابتهم بأمراض خطيرة في الكلى، كما أشارت مصادر غيرها بأن الكادميوم يقود للبلاهة وإلى فقدان الذاكرة، كما يؤدي إلى تغييرات في الجينات الوارثية وإلى تشوّهات في المواليد.








وتزداد كمية الكادميوم في التربة الزراعية كلّما ازداد استعمال الأسمدة الكيماوية، وخاصة الأسمدة الفوسفاتية، ففي كل طن واحد من الفوسفات يوجد 75 غراماً من مادة الكادميوم السامّة، إضافةً إلى أن الأسمدة الكيماوية هذه تلوّث مياه الشرب والمياه الجوفية، بجانب تلويثها للتربة، حيث تنتقل آثارها المتبقية إلى المحاصيل الزراعية ومنها إلى الإنسان.








هذا كما تؤثر الغازات المتطايرة من المصانع والسيارات تأثيراً سلبياً على التربة، حيث ترفع حموضتها، وتخل من توازنها الطبيعي وخاصة بالنسبة لمخزون المياه فيها. فالتربة الملوثة بالغازات السامة غير قادرة على حفظ المياه، حيث تجرفها الرياح والأمطار وتحولها إلى أراضي غير صالحة للزراعة.

















من المخاطر التي تهدد زوال التربة الزراعية








إن حوالي 11% من أراضي هذا العالم تُعد صالحة للزراعة، أما الجزء الباقي فيشمل على أراضٍ جافة أو صحارٍ أو أراضٍ مغطاة بالثلوج والمستنقعات... الخ، غير أن هذه الأراضي الزراعية مهددة بالضياع إذا لم يتم أخذ الإجراءات اللازمة لإيقاف المسببات التي تؤدي إلى تلوثها أو إلى استغلالها لأغراض غير زراعية، ويعتقد بعض علماء البيئة أن انهيار الأراضي الزراعية قد يحدث في السنوات القريبة القادمة إذا استمر الوضع الحالي على ما هو عليه الآن نتيجة التطور الصناعي وزيادة الأعداد السكانية وتحول جزء كبير من الأراضي الزراعية الخصبة في هذا العالم إلى مدن وأرصفة ومصانع وشوارع... ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يتم تحويل 2500 كم2 من خيرة الأراضي الزراعية و 700كم2 من أراضٍ مستصلحة سنوياً لأغراض غير زراعية.








هذا إضافةً إلى أن كثيراً من الأراضي الزراعية في الدول النامية تتعرض لانجراف تربتها الخصبة نتيجة الجفاف والأمطار والرياح، ونتيجة كثافة المرعى، حيث تنتشر الصحاري على مساحات شاسعة، وأصبحت تغطي الآن حوالي 35% من مجموع أراضي هذا العالم، أي حوالي 3.5 مليار هكتار أو ما يعادل مساحة القارة الأمريكية الشمالية.








إن الجفاف الذي اجتاح منطقة الساحل الأفريقي مع مطلع الثمانينات، وأودى بحياة حوالي 100 ألف نسمة وبملايين من أعداد الماشية يعود إلى كثافة المرعى وإلى استنزاف الأراضي الزراعية والمياه. ففي النيجر وحدها ذهب ضحية هذا الجفاف حوالي 8 مليون من قطعان الماعز، وحوالي 300 ألف جمل، حيث كانت أعداد الماشية هذه تفوق بكثير مساحة المراعي وكميات المياه المتوافرة لها، حتى أنّها قضت على كل أخضر. فخسارة الأرض مرة واحدة، تعني خسارتها للأبد، فالطبيعة تحتاج مئات من السنين من أجل تكوين طبقة ترابية لا يتجاوز عمقها 10 سم فقط.








4. تلوّث المواد الغذائية بكيماويات سامّة








إن قائمة المواد الكيماوية السامة التي تلوث المواد الغذائية طويلة، حيث لا تخلو مادة غذائية واحدة في الوقت الحاضر من آثارها المتبقية، حتى أنّها شملت حليب الأمهات وغذاء الرضع، وأصبح الغذاء اليومي من طعامٍ وشراب يحتوي على بقايا من معادن ثقيلة، ومبيدات وأسمدة زراعية، ومضادات حيوية وأدوية وغيرها كثير.








وتنتقل هذه السموم إلى المواد الغذائية من نبات وحيوان عن طريق الماء والهواء والتربة، ثم تتسرّب إلى الإنسان مع الغذاء، حيث تتجمع في أعضاء حساسة من جسمه، وتُعرّض حياته لأمراض خطيرة، وربّما للموت أيضاً.








ويتم تحديد كميات المواد الكيماوية في المواد الغذائية بتركيزات معينة شريطة ألاّ تسبب ضرراً على صحة الإنسان، ويطلق على هذه الكمية، الكمية غير المؤثرة (no-effcet-level)، غير أنّ هذه الكمية كثيراً ما يتم تجاوزها، إضافة إلى أن الكمية غير المؤثرة لمادة غذائية ما، لا يمكن أخذها بعين الاعتبار لمادة غذائية أخرى. فإمكانية تلوّث المادة الغذائية الواحدة قد تشمل جميع الملوّثات الناتجة عن الهواء والماء والتربة، ولهذا فإن الكمية غير المؤثرة مهما كان تركيزها ما هي إلاّ وسيلة من الوسائل لتهدئة الخواطر، ولا يمكن أن تحول دون تجمّعات المواد الكيماوية السامة في جسم الإنسان.

















المخاطر الصحية الناتجة عن تلوث المواد الغذائية








التغذية على أسماك من مياه ملوثة بمواد زئبقية سامة أو بمواد ذات نشاط إشعاعي تعرض صحة الإنسان للخطر، علماً بأنّ عدداً كبيراً من الأسماك لا يحتوي على معادن زئبقية سامة فقء بل على مركبّات كلورية عضوية خطيرة أيضاً، كما أشارت أكثر من دراسة بيئية واحدة في مناطق عديدة من هذا العالم، كما شمل التلوّث بيض السمك أيضاً، حيث وُجد فيه آثار متبقية من الأدوية البيطرية والمضادات الحيوية، وخاصة كلورام فنيكول (Chloramphenicol) وبير كلور أثيلين (Perchlorethylen).








هذا كما يشمل غذاء الأطفال المتكون من الأستروجين والقمح على كثير من الآثار المتبقية من المبيدات الزراعية المختلفة، والغذاء المتكون من الخضروات على مركبات كلورية عضوية وكادميوم، والغذاء المتكون من اللحوم وحليب الأبقار على سترنتيوم 90 وغير ذلك من المواد الكيماوية الشديدة السمية التي تلوث الغذاء وتتجمع في جسم الإنسان، وخاصةً في حليب الأمهات، حيث يتعرض أطفال رضع لأضرار صحية مع أول إشراقة لنور الحياة.








فعلى سبيل المثال تم في عام 1966 اكتشاف المادة السامة بولي كلوربيفنيل (Polychlorinated biphenyl=PCB) ([6]) في سمك البايك (Pike) في اليابان، ولم تسترع هذه المادة النظر إلاّ بعد تسربها، نتيجة خلل في غلاف التبريد، إلى صهريج زيت الأرز لأحد المصانع اليابانية، وقد أدّت التغذية بهذا الزيت الملوّث إلى إصابة عدد كبير من الناس








بأمراض جلدية خطيرة (Chlorakne) وإلى ولادة أطفال ببشرة سوداء، إضافة إلى المعاناة من أمراض في الكبد والكلى والطحال والعقد اللمفية، وظهور أمراض سرطانية خبيثة. وبالرغم من هذا كله لم ينتبه العالم إلى هذه الكارثة إلاّ بعد مضي سنتين من وقوعها، مع العلم بأن مادة بولي بيفنيل ما زالت تستعمل في مجالات عديدة من الصناعات الحديثة كالمبيدات الزراعية، وكمادة ملينة في المواد الصناعية وفي التشحيم ومواد العزل والتبريد والألوان، وفي المصانع الكهربائية، وكموصل للحرارة وغيرها كثير، وما زال خطرها يهدد صحة الإنسان.








ويتسرّب من مادة بولي كلوربيفنيل سنويا آلآف الأطنان في البيئة، فتلوّث المواد الغذائية، وخاصةً المواد الزيتية والأسماك والطيور والبيض. وقد أكدت تجارب عديدة بأنّ هذا المركب السام يشبه إلى حد كبير مادة الـ د.د.ت، حيث يتجمع في أعضاء مهمة من جسم الإنسان كالكبد والغدد التناسلية والأنسجة العصبية وفي عضلات القلب والمخ والمواد الدهنية، وعلى الأخص في حليب الأمهات.








هذا وقد أفادت تجارب من الولايات المتحدة الأمريكية بأن حليب قردة الريسوس الذي احتوى على 0.2 إلى 5 PCB ملغم/ كغم من دهن الحليب أدى إلى أضرار صحية خطيرة للمواليد، علماً بأن الكميات التي تم اكتشافها من هذه المادة السامة في حليب الأمهات البشرية تجاوزت في بعض الأحيان 15 PCB ملغم لكل كغم . ولهذا السبب تقوم بعض مراكز الأبحاث العالمية بتقديم توصيات للأمهات بعدم إرضاع أطفالهن إلاّ بعد مضي ثلاثة أشهر من الولادة، كما أكدت تجارب أخرى بأن حليب الأمهات ملوث أيضاً بمواد سامة أخرى أهمّها مادة الـ د.د.ت، وديلدرين وهبتاكلور وهبتاكلور بنزين.








وتتلوث المواد الغذائية أيضاً بمواد بلاستيكية مثل فنيل كلورايد (VC) وبولي فنيل كلورايد (PVC=Polyvinylchloride) التي تستعمل عادة في التعبئة أو التغليف، حيث تتسرّب إليها نتيجة تبخرها أو عن طريق الهواء أو التربة، وخاصة عند إحراق هذه المواد البلاستيكية مع النفايات. والمعروف عن هذه المواد السامة أنها تسبب أمراضاً سرطانيةً خبيثة وأضراراً خطيرةً للعظام والجلد والكبد والمخ.

















تلوث المواد الغذائية بالكيماويات الزراعية وخاصة المبيدات








لا يتوقف تلوث المواد الغذائية على المركبات الكيماوية التي تستعمل في المجال الصناعي، بل إنّ المبيدات والأسمدة الزراعية تلعب دوراً مهماً في هذا المضمار، فالمبيدات الكلورية العضوية التي تستعمل عادةً في مكافحة الأمراض والآفات الزراعية، تخلف كميات كبيرة من آثارها المتبقية في المحاصيل الزراعية الغذائية والماء والتربة، حيث تنتقل إلى الإنسان وتتجمع في الأنسجة الدهنية والكبد والكلى والطحال والغدد الدرقية وغيرها، وتسبب له أضراراً ملموسةً.








بالرغم من أن الآثار المتبقية من المبيدات الكيماوية الزراعية في المواد الغذائية ما زالت تشكل خطراً كبيراً لصحة الإنسان، إلاّ أن تأثيرها الفسيولوجي في الجسم ما زال غير معروف تماماً حتى الآن، إضافةً إلى ذلك تُظهر النباتات الزراعية تفاوتاً في الحساسية تجاه المبيدات والأسمدة الكيماوية ، فمثلاً تعتبر نباتات العائلة البقولية من أشد النباتات الزراعية حساسية تجاه المبيدات الكلورية، وأنّ خضروات مثل الخس والجزر والبنجر والفجل والسبانخ أكثر عرضةً من غيرها بالتلوث بمركبات النترات (nitrates) التي تتحوّل في الجهاز الهضمي إلى أملاح النتريت (nitrites) وإلى نيتروز أمين (nitrosoamine) وتسبب مرض الإزرقاق (ميتهيموغلوبين إميا methemoglobinemia) الذي يعرّض الأطفال للإختناق وربما الموت.

















إنّ التأثير الفسيولوجي للأثر المتبقي من المبيدات في جسم الإنسان لا يعتمد على الكمية غير المؤثرة (no effect level) من مادة كيماوية واحدة فقء بل على أكثر من عنصر ، لأن هذه الكمية قد تتراوح في مادة غذائية ولمبيد ما بين جزء واحد من المليون ([7]) ppm إلى عشرة أجزاء من المليون وللمبيد نفسه في نبتة غيرها، ومن المحتمل أيضا ألاّ تسبب كمية المبيد المرتفعة أي ضرر ملموس للإنسان،إذا أخذها مع الغذاء مرة واحدة، وقد تؤثر الكمية القليلة على صحته، إذا أخذها باستمرار مع الغذاء.








هذا وقد تم اكتشاف العديد من المبيدات العضوية في اللحوم والحليب ومشتقاته، وفي البيض والأسماك، حتى أنّ آثارها المتبقية تجاوزت في بعض الحالات حوالي 80 جزءاً من مليون، لا بل 2000 جزء من مليون أي أضعافاً مضاعفة من الكمية غير المؤثرة.

















تلوث المواد الغذائية بالأسمدة الزراعية








تسببت المبيدات الزراعية أخطاراً جسيمة لصحة الإنسان، والأسمدة الزراعية لا تقل عنها خطراً، وقد بدأت مشكلات الأسمدة الكيماوية هذه، عندما أخذت تتسرّب إلى المياه الجوفية، ومنها إلى مياه الشرب والمواد الغذائية، فقد تمّ اكتشاف كميات عالية جداً من النيترات في الماء والغذاء، مع العلم أن كمية النيترات غير المؤثرة في مياه الشرب تبلغ حسب تقرير منظمة الصحة العالمية 50 ملغم / ليتر ماء، إلاّ أنّ هذه الكمية قد تم تجاوزها في غير منطقة من مناطق العالم.








وتشكل أملاح النيترات أخطاراً جسيمة على صحة الأطفال والمسنين وبعض الحيوانات الأليفة، وخاصة عندما تتحول إلى نيتريت في التربة، ثم يزداد ذلك في المعدة، إذ تحوّل أنواع من البكتيريا في التربة (Denitrifying bacteria) أملاح النايترات (nitrates) إلى نايتريت (nitrites)، ويزداد نمو هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي عندما تتوافر لها مواد قلوية كافية، كما هو الحال لدى الأطفال الرضع (نتيجة التغذية على الحليب والمعاناة من عسر في الهضم)، حيث تتسارع المحتويات القلوية في المعدة بتخفيض الحموضة، وبذلك يزداد إنتاج مادة النايتريت السامة ، فتتحد مع الهيموغلوبين، تُستهلك كميات الأكسجين في الدم، مّما يؤدي إلى الاختناق أو بدء إزرقاق الطفل (blue baby) والمعروف بإسم (Methemoglobinemia).








هذا كما تتحول كميات كبيرة من النايترات إلى نايتريت في نباتات غذائية، خاصة في السبانخ. فالتغذية على خضروات ملوّثة بالانيترات لا تسبب أضراراً صحية للأطفال فحسب، بل إنّ الحيوانات التي تتغذى على أعلاف محتوية على هذه السموم تتأثر تأثراً بالغاً أيضاً، إضافةً إلى انتقال السموم إلى جسم الإنسان عند التغذية على لحومها أو حليبها.

















مصادر التلوث ونتائجها على الأحياء

















1. التلوث بعناصر النشاط الإشعاعي








من المعروف عن عناصر النشاط الإشعاعي أنها تنتقل مع الرياح إلى مسافات بعيدة، ثم تسقط على الأرض كغبار نووي (fall out)، وتترسب في التربة، حيث تأخذها النباتات التي يتغذى عليها الإنسان والحيوان،ثم تتجمع في الحليب واللحم والعظام، فتسبب للإنسان أمراضاً سرطانية خبيثة، وربما الموت أيضاً.








بالرغم من أن معظم الدول في هذا العالم اتفقت على عدم تفجير عناصر مشعة في الجو، إلاّ أن الكرة الأرضية ما زالت معرضة للخطر نتيجة انفجار المفاعل النووية، كما حدث في مفاعل تشرنوبيل النووي 1986. فبعد انفجار مفاعل تشرنوبيل النووي بدأ نقاش عالمي حاد حول خطورة المفاعلات النووية في العالم بشكل عام، وأخذ الناس يتساءلون عن مدى تأثير النشاط الإشعاعي ([8]) الناتج عنها.








تأثير النشاط الإشعاعي على صحة الإنسان








لا شك أن النشاط الإشعاعي يسبب أمراضاً صحية خطيرة للإنسان، وإن كان بعضها كالأمراض الوراثية لا تظهر عادةً إلاّ بعد فوات 10 إلى 30 سنة من التعرّض للإشعاعات. وقد تُسبب كميات قليلة منها أمراضاً جلدية ووراثية مختلفة تظهر فجأة بعد بضع سنوات على عدد كبير من الناس، بينما تؤدّي الكميات العالية منها إلى فقر الدم والسرطان إضافةً إلى أمراضٍ وراثيةٍ جسيمة.








وتتجلّى خطورة الإشعاعات النشطة بكل وضوح في تجارب الإنفجارات النووية التي أجريت في الخمسينات والستينات، حيث أنّ كميات كبيرة من آثار السازيوم 137 المتبقية ما زالت حتى يومنا هذا تلوّث الجو والمواد الغذائية، وخاصّةً الحليب.








هذا وقد وصل حجم الإشعاعات النشطة بعد انفجار مفاعل تشرنوبيل النووي في بعض المناطق التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات –في جنوب ألمانيا الغربية مثلا- إلى حوالي 2-6 أضعاف ما نتج عن التجارب النووية خلال الثلاثين سنةً الماضية.








وتنتقل الإشعاعات إلى جسم الإنسان بواسطة عملية التنفس، حيث يتم استنشاقها مع الهواء، ثم تدخل الرئة وتجري مع الدم وتتجمّع في بعض أعضاء الجسم الحسّاسة، وخاصةً في الغدة الدرقية، كما تصل أيضاً مواد مشعّة إلى جسم الإنسان عن طريق الجهاز الهضمي مع المواد الغذائية الملوثة من طعام وشراب.








إنّ النشاط الإشعاعي المتساقط على الأرض يتجمع في التربة، حيث يؤخذ من النبات، غذاء الإنسان والحيوان.








ومن المواد المشعة ذات الأثر الطويل الباقي التي يتحلل نشاطها الإشعاعي في فترة نصف القيمة بين 29و30سنة، سازيوم 137 وسترونتيوم 90، حيث تصل إلى جسم الإنسان عن طريق تغذيته على الحليب واللحوم الملوّثة بها، ويتراوح تلوث الجسم حسب الأعضاء المختلفة كما يلي:








الكبد 7 ميلريم








العظام 14 ميلريم








الجسم ككل 4.8 ميلريم








مقارنةً لذلك فإنّ تلوّث الجسم بنشاط إشعاعي يبلغ حوالي 800 ميلريم للإنسان البالغ و 340 ميلريم للطفل، كافية لإحداث أمراض خبيثة له على مدار 70 سنة من حياته، قد تصل بمجموعها من 15000 إلى 60000 حالة مرضية.








هذا وقد يبلغ ترسّب المواد المشعّة من السازيوم 137 وسترنتيوم 90 في التربة إلى حوالي 20 ألف بكريل في المتر المربع الوحد.








تأثير كمية النشاط الإشعاعي بالريم (واحد ريم = 1000 ميلريم) على صحة الإنسان (تأثير آني).


























التأثير بالريم








التأثير في الإنسان








صفر – 50








تغيير طفيف في صورة الدم، ما عدا ذلك لا تأثير يذكر.








80-120








5-10% من حالات الإصابة تتعرض لتقيئ مستمر لمدة يوم واحد ولشعور بعدم الراحة.








130-260








25% من حالات الإصابة تتعرض لتقيؤ مستمر لمدة يوم واحد ولشعور بعدم الراحة، إضافة إلى أعراض مرضية مختلفة تظهر بعد مضي سنوات من الإصابة.








270-330








تقيؤ مستمر في اليوم الأول من الإصابة وشعور بعدم الراحة يلي ذلك أعراض مرضية مختلفة تظهر بعد فترة زمنية، كما تتعرض 20% من الإصابة إلى الموت بعد 2-6 أسابيع من التعرّض للإشعاعات.








400-500








في اليوم الأول من الإصابة يتعرّض الإنسان إلى تقيؤ مستمر وشعور بعدم الراحة، وتتعرض 50% من الحالات إلى الموت في خلال أشهر.








550-770








تقيؤ مستمر وشعور بعدم الراحة خلال الأربع ساعات الأولى من التعرض للإشعاعات، 100% من الحالات ينتابها الموت المباشر. عدد الأحياء قليل جداً ويستمر بالمعاناة لمدة ستة أشهر.








1000








خلال ساعة أو ساعتين تقيؤ متواصل يلي ذلك الموت، حيث لا يتخلف أحياء.








5000








فناء الحياة على الكرة الأرضية في خلال أسبوع.


























أضرار النشاط الإشعاعي








يتوقف ضرر النشاط الإشعاعي على مدى تأثيرة على الخلايا التي تتعرض له، وقد يبلغ الضرر في تمزق أجزاء من الخلية إلى موتها كلياً، ولا يعني هذا الفرق بالنسبة للكائنات الحية أي شيء يذكر، لأن تمزق الخلايا حتى ولو كان جزئياً أو مؤقتاً يسبب في موتها، إضافة إلى أن عطل الخلايا المزمن يقود إلى أمراض خطيرة، كمرض السرطان، الذي يظهر بعد مضي سنوات من الإصابة (Somatic damage)، وإلى أمراض وراثية مثل تشوّهات في المواليد. وقد تكون العواقب وخيمة جداً إذا تعرّض الإنسان إلى كميات عالية من النشاط الإشعاعي وذلك على المدى القصير. فانفجار مفاعل نووي أو قنبلة ذرية مثلاً يؤدي إلى تأثيرات حادة تظهر في وقتها، وربما تكون نتائجها الموت أو ضرر صحي بالغ، في هذه الحالة يتم موت العديد من الخلايا في آن واحد.








هذا وما زال صدى القنبلة الذرية التي ألقيت فوق هيروشيما ونيكازاكي([9]) يدوي في الأذهان، فإضافةً إلى الدمار والفناء الذي خلفته هذه القنبلة المشؤومة، فإنّ تأثيرها وتسببّها بحروق وآهات وتشوهات مختلفة ما زال يشمل العديد من الأحياء حتى يومنا هذا، ولا يزال عدد كبير منهم يعانون من آلام في الرأس وإسهال ودُوار، إضافةً إلى الأورام المختلفة في الجسم وتساقط شعر الرأس، وفقر الدم، وافتقاد المقاومة الطبيعية.


























2. التلوث بمبيدات وأسمدة كيماوية زراعية








لقد غدا من المستحيل في الوقت الحاضر، زراعة محاصيل حقلية دون استعمال مبيدا أو أسمدة كيماوية زراعية، غير أنّ هذه الكيماويات التي تستعمل في مكافحة الأمراض والآفات لزيادة خصوبة التربة من أجل رفع الإنتاج، تخلّف مشكلات بيئية وصحية جمة لا يمكن الاستهانة بها.








ففي الحرب المعلنة ضد الآفات والأمراض الزراعية ازداد عدد المبيدات الكيماوية، وشمل استعمالها الحقول الزراعية ومياه الري والغابات والمنازل والمخازن، وأخذت نظراً لسميتها، تهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات.

















المبيدات الزراعيـــة








إنّ الإجراءات الضخمة التي يقوم بها الإنسان من أجل رفع انتاجه الزراعي، لا تسبب له زيادة في التكاليف فحسب، بل إنّها تؤدّي أيضاً إلى تأثيرات جانبية كثيرة ضارّة، فمع كل زيادة في إنتاج محصول ما، يتطلّب في المقابل زيادة في استعمال المبيدات والأسمدة الكيماوية، وبهذا تتلوّث البيئة وتزيد نسبة إصابة النبات بالأمراض والآفات، كما تُستهلك التربة وتصبح عرضةً للإنجراف، فعلى سبيل المثال تتطلب الزيادة في إنتاج محصول ما نسبته 50% زيادة في الأسمدة الكيماوية بنسبة 350% وفي المبيدات الزراعية بنسبة 1350%، وبهذا تتضاعف المشكلات البيئية ويختل التوازن الطبيعي حيث يتم القضاء على كثير من الأعداء الطبيعية، فيزداد انتشار آفات وأمراض لم تكن معروفة سابقاً، إضافةً إلى إظهار مناعة عند أعداد كثيرة منها وتصبح النباتات معرّضة إلى إصابات وأمراض جديدة وعديدة. ونتيجة لزيادة الأسمدة يتم إجهاض التربة الزراعية، خاصةً وأن كثيراً من الديدان الأرضية المفيدة لخصوبة التربة تتعرض للإنقراض. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنّ كثيراً من آثار هذه الكيماويات المتبقية تتجمع في الماء والغذاء، وتسبب أضراراً صحية ملموسة للإنسان([10]).








هذا وتحتوي أغلبية المبيدات الزراعية على مواد سامة من مركبات كلورية وفسفورية وكربماتية، ويحتوي بعضها على معادن ثقيلة سامة كالرصاص والزئبق والكادميوم والخارصين والانتيمون وغيرها كثير، حيث تتسرب جميع هذه المواد السامة عن طريق الحلقة الغذائية إلى جسم الإنسان. فمثلاً بعد مكافحة البعوض بمادة الـ د.د.ت، يتسرب جزء ليس بقليل منها إلى المياه الجوفية، ومنها إلى الأنهار والبحريات، حيث تأخذها العوالق النباتية والحيوانية (Plankton) التي تتغذى عليها الأسماك، وبهذا تتلوث الأسماك التي تصبح فيما بعد غذاءً للإنسان والطيور والحيوان بمادة الـ د.د.ت.








هذا وقد تم بالفعل اكتشاف كميات كبيرة من المواد السامة في خلايا الأسماك في أكثر من منطقة من مناطق العالم، وخاصة من المواد الكلورية المختلفة والزئبق وغيرها كثير.








لقد أصبحت المبيدات الكيماوية الزراعية تُشكل جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، حيث لا يمكن تصور زراعة حديثة بدونها، إذ أنها تستعمل عادةً في مكافحة الآفات والأمراض الزراعية والأعشاب الضارة من أجل رفع إنتاج المحاصيل الزراعية، غير أنّ استعمالها المتزايد بكميات عالية، يسبّب مشكلات بيئية وصحية متعددة. بجانب تجمعها في الأنسجة الدهنية وأعضاء الجسم الحساسة مثل الكلى والغدة الدرقية وغيرها، كما أنّها تترك آثارها المتبقية الطويلة الأمد في التربة وفي المواد الغذائية.








وتعد المبيدات الكلورية العضوية من أخطر المبيدات الزراعية، خاصةً وأنها تمتاز بتجمعها في المواد الدهنية وفي أعضاء الجسم الحسّاسة، إضافةً إلى تأثيرها الطويل الباقي في التربة وفي النباتات الزراعية التي تحتوي على كميات عالية من الزيوت والبروتينات، كنباتات العائلة البقولية أو في مواد غذائية دهنية كالحليب ومشتقاته.

















لقد تمّ دولياً تحديد الأثر المتبقي من المبيدات الكيماوية في جميع المواد الغذائية بواسطة جزء من مليون (ppm) التي تعني ميلغرام من المادة الكيماوية في كل كيلوغرام أو ليتر من المادة الغذائية، ويطلق على هذه الكمية المحددة بالكمية غير المؤثرة (no effect level)، أي يجب أن لا تؤثر على صحة الإنسان عند تناولها مع المادة الغذائية، غير أنّ هذه الكمية غير المؤثرة كثيراً ما يتم تجاوزها، إضافةً إلى أنها تخلتف اختلافاً واضحاً، ليس مع اختلاف المواد الغذائية فحسب، بل مع اختلاف المبيدات أيضاً.








ومهما يبلغ حجم كمية المواد الكيماوية في المواد الغذائية، فإنّ التسمم الناتج عن أثرها المتبقّي ما زال مشكلة معقّدة، خاصّةً وأن العديد من هذه المواد السامة قادرة على التجمّع في جسم الإنسان، وهذا مّما يجعل تأثيرها الفسيولوجي غير واضح حتى الآن، بالرغم من أنّ التجارب على الحيوانات تحاول أن تنير هذه الطريق.








فتأثير مبيدات كيماوية في حيوانات كالفئران مثلاً، لا يعني بأنّ هذه المبيدات لا تؤثر في الإنسان، ولكن بما أنّ فترة مكوثها (Latent period) في الإنسان تبقى غير معروفة، وبما أنّه من الصعب إجراء تجارب على الإنسان لمعرفة ذلك، لا بد إذاً من العودة إلى التجارب الحيوانية، ووضع الاستنتاجات على ضوئها، فمثالاً على ذلك الطيور التي تتغذى على علف معامل بمادة الـ د. د. ت تضع بيضاً بقشرة رقيقة، بحيث تصبح غير قادرة على الفقس، أي أن مادة الـ د. د. ت تؤثّر تأثيراً مباشراً على المادة الكلسية في البيض، وبهذا من الممكن أن يؤثّر هذا المبيد على العظام في جسم الإنسان أيضاً، خاصةً وأنّ العظام مكونة من مادة كلسية، ولهذا أيضاً قامت معظم الدول في هذا العالم بإصدار حظر على هذه المادة السامة، وعلى مبيدات كلورية عضوية أخرى، خاصةً بعد اكتشاف العديد منها في كثير من المواد الغذائية مثل اللحوم والحليب والبيض والأسماك حتى أنّها بلغت في بعضها 100 أو ما يزيد على 200 جزء من مليون، أي أن أضعافاً مضاعفة عن الكمية غير المؤثرة.

















الأضرار الناتجة عن استعمال المبيدات الزراعية








أشارت تجارب عديدة بأن الحيوانات التي قُدّم لها غذاء معاملاً بجرعات صغيرة من المبيدات لم تُظهر أضراراً ملمومسةً، غير أن أضراراً مباشرةً ظهرت على أجيالها، مثل تغييرات في خلايا الجسم وأمراض سرطانية التي تناقلت وراثياً فيما بعد، ومن هنا تبقى المخاوف من آثار المبيدات الكيماوية في المواد الغذائية قائمةً، مهما بلغت كمياتها.








لا شك أن التعرف على سمّية مبيد ما يمكن التوصل إليه بواسطة الجرعة القاتلة (Dosis Lateralis) (50% التي تعني موت 50% من حيوانات التجربة، غير أن هذه الجرعة القاتلة لا تدلي بأي معلومات عن مدى التأثير الفسيولوجي في جسم الإنسان، ولكن يمكن التمييز بواسطتها بين مبيد قليل، متوسط أو عالي السمّية. فمثلاً يُعد مبيد الكلتان الكلوري –حسب الجرعة القاتلة- قليل السمّية للحيوانات ذات الدم الحار (الثديات)، خلافاً للـ د. د. ت واللندان والكلوردان، غير أنّه من أشد المبيدات الزراعية سمّية للحيوانات اللافقارية. ويسبب للفئران بكميات قليلة لا تتجاوز سبعة أجزاء من المليون تساقطاً للشعر ونمواَ ضعيفاً بالعظام، إضافةًً إلى أضرار جسيمة في المخ والرأس، من هذا المنطلق فإنّ سمّية المبيدات بشكل عام مختلفة تماماً في الشكل والمضمون، ولهذا يجب أخذ الاحتياطات اللازمة عند استعمالها للمحافظة على صحّة الإنسان وسلامته.








إنّ استعمال المبيدات الزراعية على نطاق واسع خلّف وما زال يخلّف مشكلات متعددة للبيئة، حيث أنها تخل بالتوازن الطبيعي وتؤثر تأثيراً بالغاً في الحيوانات وخاصةً الفقرية منها مثل السمك والطيور، كما أنها تُسبب مناعات لدى كثيرٍ من الأمراض والآفات، وتقضي على أعدائها الطبيعيين، مما أدّى إلى ظهور آفات في المزروعات لم تكن معروفة سابقاً، إضافةً إلى تأثيراتها السلبية على خصوبة التربة لقتلها العديد من الحيوانات الدقيقة التي تعيش بداخلها والتي تُعد مهمة جداً للتربة. فخطر المبيدات الكيماوية أمر لا يمكن تجاهله، وخاصةً وأنّها تُسبب في تسمم حوالي 750 ألف شخص كل عام، منهم حوالي 14 ألف شخص يُعدون حالة خطرة.








ويُعتقد بأنّ معظم حالات التسمم تحدث في الدول النامية، لعدم وجود رعاية طبية كافية. فحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية يلاقي حوالي 5000 شخص حتفهم في هذه البلاد، وتتعرض حوالي 50 ألف حالة لأمراض مختلفة نتيجة تسممهم بالمركبات الكلورية العضوية وحدها، كما أثبتت تجارب متعددة وجود علاقة مباشرة بين عدم الانجاب وبين المبيدات الكلورية مثل الـهبثاكلور وديلدرين وهكسا كلوربنزين والـ د. د.ت.








ومما يزيد في وقوع حوادث التسمم هذه أكثر، أنّ كثيراً من المبيدات الشديدة السميّة المحرّمة في الدول الصناعية ما زالت تستعمل بكميات كبيرة في كثير من الدول النامية.








هذا وبعد سنوات عديدة من استعمال المبيدات الكيماوية ظهرت عواقب وخيمة لم تكن في الحسبان أصلاً، مثل تجمّع آثارها المتبقية في المواد الغذائية والماء والتربة وفي جسم الإنسان أيضاً، لا بل في البيئة بشكل عام، فقد أفادت أكثر من تجربة بأنّ كمية الـ د.د.ت التي وجدت في جسم الإنسان تجاوزت في أكثر من حالة أضعافاً مضاعفةً من الكمية غير المؤثرة التي تبلغ عادةً حوالي ستة أجزاء من المليون. وتصل هذه المبيدات إلى جسم الإنسان عن طريق الحلقة الغذائية، فكثيرا ما يستعمل المزارعون في الدول النامية المبيد السام نفسه على








مزروعاتهم بشكل متكرر، أو يقومون برشه دون التقيد بالتوصيات المطلوبة، إضافة إلى أن كثيراً من هذه المبيدات يباع في الأٍسواق العامة، وقد يعود ذلك إلى أن العديد من الناس يجهلون هذه المبيدات السامة.

















التداول بمبيدات محظورة








على الرغم من أن كثيراً من المبيدات السامة يحرم استعمالها في معظم الدول الصناعية، إلاّ أنّها تباع في أسواق الدول النامية، وربما يتجاهل المرء أن هذه المبيدات لا تعرف حدوداًٍٍٍ جغرافية أو سياسية، لأن الرياح تحملها بعد استعمالها إلى مسافات بعيدة جداً، فعلى سبيل المثال تمّ اكتشاف آثار متبقية من مادة الـ د.د.ت في القطب الشمالي، وفي معظم دول العالم، فكيف يكون الحال إذاً وإنتاج المبيدات في العالم يبلغ حوالي 2 مليار كيلوغرام سنوياً، أي حوالي 500 غرام لكل فرد على وجه هذه المعمورة.








ومما يثير الشك والعجب في ضمائر الدول المصنّعة للمبيدات أنّها على علم مسبق بسميّة المبيدات التي تبيعها للبلاد النامية، ففي عام 1977 قامت شركات كيماوية صغيرة من الدول الصناعة بتصدير كمّيات هائلة من مبيد ديبروم كلور بربان (DBCP= Dibromchlorpropan) إلى الدول النامية، رغم معرفتها المسبقة بسمّية هذا المبيد للإنسان، ورغم معرفتها بأنّه سبب عقم ستة وعشرون عاملاً فنياً في معامل شركة اكسدنتال الأمريكية، وايقاف إنتاجه من شركتي دو (Dow) وشل (****l) العالميتين. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنّ البرنامج الإنمائي الأمريكي (Aid) ما زال يستعمل مبيد الفوسفيل السام (Phosvel) من شركة فالسيفول (velsicol) الأمريكية في غير دولة من دول العالم الثالث، على الرغم من أنّ هذا المبيد سبب موت ما يزيد على ألف جاموس في مصر عام 1971، وبعد أربع سنوات فقط سبب تسمم 65 مزارعاً مصرياً أو أكثر، علما أن الحكومة الأمريكية قامت بإيقاف إنتاجه بعد أن سبب خلل في حركة عدد كبير من عمّال الشركة المذكورة، الذين أصبحوا كالأموات المتحركة حتى أطلق عليهم إسم Phosvel Zombies، ولكن شركة فالسيفول استمرت رغم ذلك بتصدير هذا المبيد السام إلى دول نامية مثل كوستاريكا والفلبين وكولومبيا وغواتيمالا.....

















3. التلوث الناتج عن المواد الكيماوية التي تستعمل في المجال الصناعي








إن من أكبر المشكلات البيئية التي يواجهها العالم في الوقت الحاضر هي المواد الكيماوية التي تستعمل في المجال الصناعي على مختلف أنواعه، فمن المركبات الكلورية وحدها يوجد حوالي خمسة آلاف مركب كيماوي تستعمل في جميع أنواع التقنية الحديثة، حيث تشمل








السيارات والطائرات والأثاث والأدوات المنزلية، كما تستعمل أيضاً كمواد حافظة للأخشاب والألوان والملابس وكمبيدات زراعية، حتى أن المواد الغذائية وبودرة الأطفال ومواد التجميل لا تخلو منها. ومهما يكن مصدر هذه المواد الكيماوية، فإنها تُشكل خطراً كبيراً على جميع الكائنات الحية على وجه هذه المعمورة، إذ أنها تلوث الهواء الذي نستنشقه والماء الذي نشربه والطعام الذي نأكله والتربة التي نعيش منها وعليها، وتعرّض صحة الإنسان لأمراض جسيمة لم تتوفر طرق معالجتها حتى يومنا هذا.








فلا يكاد يمر يوم من الأيام دون أن نقرأ أو نسمع من وسائل الإعلام المختلفة عن حوادث تسمم من المواد الكيماوية المختلفة في الأطعمة، أو عن تسرّب غازات سامة من المصانع، أو عن تلوث الجو أو المياه بمواد الإشعاعات النشطة، أو عن تدفق زيوت النفط في البحار، وهذه جميعها تعرّض حياة الملايين من البشر للخطر وإلى فناء أعداد لا تحصى من الكائنات الحية الأخرى.








فمع كل لقمة عيش يتغذى عليها الإنسان، بل مع كل قطرة حليب يرضعها الطفل في أول يوم يبزغ عليه نور الحياة، تبدأ المواد الكيماوية بالتراكم في جسمة، فمع إشراقة كل يوم جديد وحتى آخر يوم من أيام عمره تتسرب الكيماويات اليه مع الغذاء والماء والهواء، فلو كان بئراً لامتلأ منها.








وعلى الرغم من أن مشكلات المواد الكيماوية البيئية والصحية معروفة تماماً، إلاّ أن استعمالها في جميع مجالات هذه الحياة ما زال في تصاعد مستمر، حتى أنها أصبحت بالفعل جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. وأنّه من غير المتوقع الاستغناء عنها بعد مئة سنة قادمة، أو إيجاد بدائل لها على المدى القصير، فمشكلاتها ستبقى قائمةً ما دامت مصادر تلوثها كالمصانع المختلفة ومستوقدات القمامات ومحطات تكرير المجاري والسيارات والطائرات... الخ موجودة.






























































طريقة عمل حلى الكنافه ومانجو ، حلى الكنافه ومانجو ، وصفة حلى الكنافه ومانجو








تسريحات يابانيه ، صور تسريحات يابانيه ، تسريحات يابانيه ناعمه








احدث سيارات هيونداى 2013 ، صور سيارات هيونداى الجديدة 2013








ديكورات بالاسود والوردي غرف نوم بناتي 2014 ، اروع ديكورات اللاسود والوردي لغرف نوم البنات 2014








تحميل مسلسل رومانتيكا الحلقة 7 ، تنزيل مشاهدة مسلسل رومانتيكا الحلقة 7 يوتيوب اون لاين رمضان 2012








ملابس شبابية جميلة 2014 ، اشيك ملابس شباب 2014 ، ملابس شبابية جديدة 2014








صور سيارة تويوتا لاند كروزر 2014 - اجمل خلفيات صور عربية تويوتا لاند كروزر 2014 - Toyota Land Cruiser Photos

















2








Salah Hamouda

















لهذا فإن التلوث الناتج عن المواد الكيماوية لا يعد من أكبر مشكلات العصر الحديث فحسب، بل ربما من أخطر المصادر التي تهدد حياة الإنسان وأجياله القادمة بالهلاك، ولا غرابة أن تشير جميع الدلائل بأن التلوّث البيئي سيكون في السنين القادمة مخيفاً حقاً، إذ أنه وبدون أدنى شك، سيؤثر على تركيبة الحياة بشكل عام، وربما على طبيعة هذا الكون.








ومن هذه المواد الكيماوية العديدة التي تلوث الماء والغذاء والهواء وحتى الملبس، وتسبب أضراراً صحيةً بالغةً للإنسان، عناصر المعادن الثقيلة ومركبات كيماوية اصطناعية مختلفة وأهمها:








1. السم القاتل ديوكسين (Dioxin)








تُعد مادة الديوكسين من أخطر المواد الكيماوية التي صنعها الإنسان على وجه الإطلاق، حيث أن كمية قليلة جداً منها قد لا تتجاوز واحداً بالمليون، لا بل واحداً من البليون من الغرام تعرّض حياة الإنسان للخطر وربما للموت.








فمنذ أكثر من ثلاثين عاماً تم اكتشاف هذه المادة الخطيرة كمركب كيماوي جانبي غير مرغوب فيه في صناعة المبيدات الزراعية، كما أنها تتطاير من مستوقدات القمامة حتى بدأت تلوّث بوجودها الماء والهواء وشملت حتى حليب الأمهات.








وبعد الكارثة التي حلت في مدينة سوفيسو الإيطالية عام 1976 والعواقب الوخيمة التي خلفتها هذه المادة وما نتج عنها من تشوهات في المواليد ونفوق العديد من الحيوانات الأليفة، بدأ العالم يشعر بخطورتها. حيث أن هذه المادة الخطيرة تسبب أمراضاً سرطانية خبيثة في الأنسجة العصبية وفي الكبد والرحم، إضافةً إلى تغييرات في الجينات الوراثية وإلى تشوهات في الأجنة والمواليد، كما تسبب أيضاً حساسية شديدة في العيون والأنف والحلق، وألم كبير في الرأس، بجانب شعور بالقلق والغثيان والتقيؤ، وبعد عدة أسابيع من الإصابة تظهر أعراض مرضية في وظائف الكبد والأجهزة البولية والتنفسية والغدة اللعابية، اضافة الى فقدان المخ والعضلات القدرة على التنسيق، وفقدان حواس النظر والذوق والشم.








هذا وقد تمكنت مجموعة كبيرة من مركبات الديوكسين من الوصول إلى جسم الإنسان عن طريق الهواء والغذاء.








ويشارك الديوكسين في السمية مركبات الفيوران (Furane). وفي الوقت الحاضر يوجد حوالي 75 مركباً من الديوكسين و 135 مركب من الـفيوران، حيث يحتوي العديد من المبيدات الحشائشية على هذه المركبات السامة، مثل 2،4، دي، و 2،4،5، تي ،كما يوجد الديوكسين أيضاً في مادة الـبنتاكلور فنول (Pentachlor) الحافظة للأخشاب، التي كانت السبب بموت بعض الناس في مصانع النجارة.








ومن المواد الكيماوية الشبيهة بسميتها مركب الديوكسين مادة بولي كلوربيفنيل (PCB=Ploychlorinatted biphenyl)، حيث تم اكتشاف خطورة هذه المادة بعد تسربها من جهاز تبريد (نتيجة خلل فني) إلى صهريج زيت في اليابان، وسبب تسرب الزيت الملوّث نفوق حوالي 700 ألف دجاجة وإصابة حوالي 1000 شخص بمرض خطير، كما تغيّر لون بشرتهم إلى اللون الأسود، إضافة إلى معاناتهم من أمراض في الكبد والكلى وتعرضهم لمرض السرطان الخبيث.








وقد دلت العديد من التجارب على احتواء هذه المادة على مادة بولي كلور ديبنزوفيوران =FCDF (Polychlorinated dibenzofurance) القريبة من الديوكسين.








هذا وقد سببت مادة بولي كلور بيفنيل التي تستعمل عادةً في المصانع الكهربائية والكهرومائية كموصل حراري في صناعة الألوان والحبر وأوراق آلات التصوير إلى القضاء على حياة كثير من الأنهار في الدول الصناعية.








ولهذه المادة تشابه كبير مع مادة الـ د. د. ت، إذ أنها تتجمع في أعضاء الإنسان وأنسجته الدهنية، والعصبية والمخ والكبد وفي عضلات القلب، وأصبح وجودها يشمل الماء والهواء والنبات والطيور والأسماك والثدييات.


























2. مواد كيماوية خطيرة








فنيل كلورايد ( VC=Vinylchloride








بولي فنيل (PVC-Polyvinylchloride):








لقد أصبحت هذه المواد في الوقت الحاضر مصدراً لتساؤلات كثيرةٍ نظراً لسميتها والأضرار الصحية الخطيرة التي تسببها، وخاصةً بعد اكتشاف آثارها المتبقية في العديد من المواد الغذائية المختلفة.








فكثيرا من المواد الغذائية المغلفة بمواد بلاستيكية تحتوي على هذه المواد السامة، حيث تسبب مادة فنيل كلوريد مرض السرطان الخبيث في المخ والعظام والجلد، كما تؤدي مادة بولي فنيل كلورايد إلى تغييرات في شرايين الدم، مما ينتج عن ذلك خلل في جريان الدم وتصلب في الجلد والأطراف، وإلى تغييرات في العظام، وخاصة عظام اليد والقدم، إضافةً إلى أمراض سرطانية في الكبد التي قد تؤدي إلى الموت.








3. هكسا كلورفين (HCP=Heaxchlorophen)








توجد هذه المادة في المطهرات والصابون وفي معاجين مواد التجميل ومساحيقها، وتسبب أمراضاً للأعصاب وإلى ولادة مبكرة، وربما إلى موت الأطفال. \

















4. ألدهايد فورمالين








كثيراً ما يقرأ المرء على بعض الأقمشة بأنهاتحتوي على 100% من القطن، ولكن قلّ ما يكون هذا القطن طبيعياً، فبواسطة طرق صناعية مختلفة تتم تقوية الخيوط القطنية الطبيعية بمادة الدهايد فورمالين، حيث تصبح الأقمشة القطنية مشبعة بها، ورمبا تتجاوز 150 جزء من مليون، هذا مما دفع بعض الدول الصناعية، كاليابان في عام 1974، إلى تحديد كمية هذه المادة السامة في الأقمشة، وخاصة القطنية منها. ويستعمل الألدهايد فورمالين في الأقمشة على شكل مركب N-Methyl compound، وذلك لتحسين أو تقوية الخيوط القطنية، وعند البلل يتحلل الألدهايد فورمالين ويثبت على الخيوط كجزء منها.








ويسبب الألدهايد فورمالين حساسية شديدة للجلد، وخاصةً مرض النملة الأكزيما، حيث تكفي منه كمية 500 جزء من مليون لإثارة هذا المرض.

















5. مركبات كلورية عضوية








تستعمل المواد الكيماوية الكلورية العضوية في جميع أوجه الحياة الحديثة، حيث لا يمكن تصور تكنولوجيا العصر دون هذه المواد التي يوجد منها الآن حوالي 5000 مركب كيماوي.








وتستعمل هذه المواد في السيارات والطائرات والتلفزيونات، كما تستعمل كمواد حافظة في الأخشاب والمواد الغذائية وفي المبيدات الزراعية إلى جانب مجالات صناعية عديدة أخرى.








وفي بادئ الأمر خيّل للدول الصناعية بأنها حلّت بواسطة هذه المركبات لغزاً من ألغاز الحياة، وكأنها وجدت معها إكسير الحياة، غير أن هذه الدول بدأت تصحوا من نشوتها بعد أن اكتشفت خطورة هذة المواد، وما تسببه من أضرار صحية قاتلة للبشرية جمعاء.








ومن أخطر هذه المواد الكلورية مركبات الديوكسين والفيوران التي سبق ذكرها. وقد يكفي الوقوف على إحدى هذه المواد لمعرفة الخطر الناتج عنها.








فالتطور الصناعي الذي نشط بعد الحرب العالمية الثانية بشكل كبير ، لم يؤدِي إلى صناعة منتجات حديثة حملت كل وسائل الراحة للإنسان فحسب، بل خلّف ورائه كثيراً من المشكلات البيئية التي بدأت تهدد الحياة على وجه هذا الكون.

















6. عناصر معدنية ثقيلة








تُعد عناصر المعادن الثقيلة من المواد الضارة التي تلوث البيئة بالتدريج، ومن أهم هذه العناصر الزئبق والكادميوم والرصاص والخارصين والزنك والكوبالت والكروم والأنتمون والبلوتونيوم وغيرها كثير.








وتجمع هذه العناصر بكميات كبيرة في البيئة يؤدي إلى تسممات مختلفة للإنسان والحيوان والنبات. ففي السنوات الأخيرة الماضية ازدادت، على سبيل المثال، كميات الكادميوم إلى أكثر من 60 ضعفاً، والرصاص إلى 12 ضعفاً، والزئبق إلى 10 أضعاف وذلك عما كانت عليه سابقاً.








فمن كميات الزئبق التي يتم انتاجها سنوياً والتي تستعمل في المصانع الكهربائية وفي تحضير المبيدات الزراعية، يتسرب جزء ليس بالقليل منها إلى المياه الجوفية فتلوث الأنهار والبحار، حيث تتحول في الماء إلى مثيل الزئبق الذي يُعد أشد سمّية من مركب الزئبق نفسه.

















ففي كل عام تتلوث بحار العالم بحوالي 10 آلاف طن بمادة الزئبق التي تتراكم في الأسماك على شكل مثيل الزئبق،ثم ينتقل مع المواد الغذائية إلى جسم الإنسان، ويسبب له أمراضاً خطيرة كالعميان وربما الموت أيضاً.








ويعد سمك التونا من أكثر الأسماك تسمماً بهذه المادة السامة.








ولا يمكن ايضا تجاهل الأخطار الناتجة عن المبيدات الزراعية المحتوية على مادة الزئبق، ففي عام 1972 عندما قام العراق باستيراد حوالي 100 ألف طن من الحبوب المعاملة بمثيل الزئبق، تعرض حوالي 6000 ألف شخص لحالات تسمم شديدة، كما توفي أكثر من 500 فرد، ولا غرابة بذلك، وخاصة وأن 25 ملغرام من هذه المادة تكفي لتسبب شللاً تاماً للإنسان، و 55 ملغرام لإبطال حركته، بينما تكفي كميات منها بين 90-170 ملغرام لتجعل منه أبكم وأصم.








الإنسان فيسبب آلاماً وأمراضاً شديدة، كما أنه يذيب مادة العظام الكلسية تدريجياً، ويؤدي بذلك إلى اختفاء الهيكل العظمي وإلى الموت.








هذا وقد سبب عنصر الكادميوم الذي تسرّب من إحدى المناجم المهجورة في اليابان إلى الحقول الزراعية، ومنها إلى النباتات الغذائية، وفاة آلاف من اليابانيين واصابة عدد كبير بآلام لا تحتمل في جميع أجزاء الجسم، حتى أطلق عليها لشدتها بمرض أوا-أوا (أو إتاي – إتاي). ويوجد عنصر الكادميوم في الأسمدة والمبيدات الزراعية كالفوسفات، وفي كثير من المصانع، وخاصة مصانع الحديد والبطاريات والألوان وغيرها.








ويعتقد بأن عنصر الكادميوم من المصادر المهمة التي تثير مرض السرطان الخبيث، غير أن هذه النتائج لا تظهر عادةً إلا بعد 20 إلى 30 سنة، ويميل كثير من علماء البيئة إلى الاعتقاد بأن عدد المصابين بأمراض السرطان، نتيجة التغذية على مواد غذائية ملوثة بالكادميوم سيزداد مع السنوات القادمة، ويعود ذلك إلى ارتفاع حموضة التربة الزراعية، نتيجة تلوث الجو بغازات سامة وتساقط الأمطار الحمضية، حيث تساعد الحموضة النباتات على أخذ كميات عالية من الكادميوم، فتتجاوز في بعض الحالات إلى عشرة أضعاف معدلها الطبيعي. ومن العناصر المعدنية الثقيلة التي تسبب أمراضاً خطيرة جداً كسرطان الرئة للإنسان، عنصر البولتونيوم.








يعد هذا العنصر ساماً جداً على أشكال متعددة، إضافةً إلى أنه من المواد النشطة إشعاعياً، حيث يتسرب إلى الماء والهواء من المفاعل النووية، وينتقل إلى جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق أو من المواد الغذائية الملوثة، وبشكل عام فإن عناصر المعادن الثقيلة أصبحت اليوم من أكبر المشكلات البيئية التي تهدد الحياة لوجودها في كل مكان، ولعل الأمثلة القليلة السابقة تظهر مدى هذه الخطورة.

















7. مادة الأسبست الخطيرة








يعتقد العديد من الأطباء بأن الأمراض السرطانية الخبيثة الناتجة عن مادة الاسبست، وخاصة عن خيوطها المتناثرة في الجو، في تزايد مستمر، ويعود ذلك إلى استعمال هذه المادة بشكل واسع .








وكما يبدو فإن أمراض السرطان هذه تتطور في صدر الإنسان خلال ثلاثين سنةً دون أن يتمكن الأطباء من تشخيصها، ولا يتم اكتشافها إلاّ بعد موت المصابين بها، ولهذا فإن احتمال حدوث وفيات بشكل متزايد نتيجة خيوط الاسبست سيبقى قائماً، ما دام الهواء ملوثاً بها.








وبناءاً على دراسات عملية حديثة فإن كميات قليلة جداً من مادة الاسبست كافيةً لتعرض الإنسان لمرض السرطان الخبيث، ولهذا أيضاً يُعد الناس العاملون بمصانع الاسبست أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بهاذ المرض الخبيث.

















8.الرذاذات اليروسيلية وتأثيرها على طبقة الأوزون الجوية

















إن الرذاذات Sprays اليدوية التي تحتوي على مواد الفلور –الكلور- كاربون كمواد طاردة أو مواد ضبابية لا تُعد سامة جداً لصحة الإنسان فحسب، حيث تثير مرض السرطان الخبيث، بل إنها تمزق طبقة الأوزون الجوية أيضاً. هذه الطبقة الأوزونية التي تحيط بالكرة الأرضية على شكل حزامٍ واقٍ تمنع أشعة الشمس فوق البنفسجية (UV) من الوصول إلى سطح الأرض بكميات عالية (أي أنها تقوم بعملية المصفاة في تخفيف أشعة الشمس فوق البنفسجية). فالكميات المرتفعة من هذه الأشعة تؤدي إلى إحراق أوراق النبات والبشرة الجلدية للإنسان والحيوان، وتسبب في هلاك كثيرٍ من الكائنات الحية على سطح الأرض ، وربما إلى انعدام الحياة عليها بشكل عام. ففي السنوات الأخيرة القليلة الماضية لوحظ أن طبقة الأوزون أظهرت فراغات مختلفة الحجم في غلافها المحيط بالكرة الأرضية، فعزا العلماء ذلك إلى استعمال الرذاذات اليدوية المتزايدة لاحتوائها على مواد –فلور-كلور- كاربون الطاردة، إذ تخترق هذه الغازات طبقة الأوزون الجوية، وتتسرب إلى الأشعة فوق البنفسجية، ونظراً لاحتواء هذه على طاقة قوية مكثفة –تُفرغ ذرات جديدة من الكلور التي تقوم بتزيقها للأوزون، ويعتقد أن ذرة واحدة من الكلور قادرة على تمزيق أكثر من 1000 جزء من الأوزون.








وتستعمل هذه الرذاذات في مكافحة الحشرات المنزلية وفي تحضير مواد التجميل والعطور. وما دامت هذه الرذاذات المحتوية على الفلور كلور كاربون، فائنها ستلعب دوراً أساسياً في حرب الحزيئات بين الكلور والأوزون، وسيستمر تمزيق طبقة الأوزون الوقائية من الأشعة فوق البنفسجية.

















وفي الوقت الحاضر يتم إنتاج حوالي 800 ألف طن سنوياً من مواد فلور كلور كاربون الطاردة في العالم، حيث لا تستعمل هذه المواد في الرذاذات فحسب، بل إنها تشمل المواد الموجودة في أجهزة التبريد مثل فريون وكالترون وفريجين (Kaltrom, Frigen, Freon) كما تستعمل أيضاً في مصانع الاسفنج لتعبئة الفراغات الهوائية في الاسفنج الذي يستعمل في البناء كمواد عازلة. وعلى الرغم من أن كثيراً من الدول الصناعية تحاول تبديل غاز الفلور-كلور- كاربون بغازات أقل خطورة للبيئة مثل بروبان وبوثان أو استعمال رذاذات بضغط يدوي، غير أن غاز فلور-كلور- كاربون ما يزال يستعمل في اجهزة التبريد المختلفة، ويتسرب منه سنوياً كميات ليست قليلة، وخاصة من أجهزة التبريد التالفة التي يتم التخلص منها بطرق عشوائية، إضافةً إلى أن الغاز ما زال يستعمل كمحلول كيماوي ويعد من أفضل المحاليل الكيماوية المعروفة وغير السامة كما يستعمل أيضاً في أجهزة الكمبيوتر الحديثة (وخاصة في جيبس الكمبيوتر)، التي يلقى بها بكميات كبيرة سنوياً مع القمامة. هذا وبما أن الانتاج العالمي لهذه المواد السامة يبلغ 800 ألف طن سنوياً، فإن 650 ألف طن منها تكفي لتمزيق حوالي 5-9% من طبقة الأوزون الجوي لمائة سنة قادمة. اضافة لذلك فإن علماء البيئة يعتقدون بأن الزيادة في إنتاج غاز فلور –كلور-كاربون بنسبة 3% فقء كافية لاضمحلال أكثر من عُشر طبقة الأوزون حتى عام 2020، مما سيخلف عواقب وخيمة على هذا الكون ويهدد الحياة عليه.








إن الفجوات الشاسعة التي تم اكتشافها أخيراً في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي لهي دليل واضح على استمرار اضمحلال هذا الحزام الواقي من الأشعة فوق البنفسجية، كما أن انتشار أمراض الجلد السرطانية، وتغييرات في الطقس التي تنتاب العالم في الوقت الحاضر، برهان على أن التمزق لطبقة الأوزون نتيجة استعمال لم يتوقف بعد، بل إنه في تزايد مستمر.








وفي السنوات الأخيرة أخذ التقلص الذي يحدث لطبقة الأوزون الجوية على ارتفاع 15-50 كم يأخذ شكلاً مروعاً، وخاصةً بعد اكتشاف فجوة فيه فوق القطب الجنوبي تعادل مساحة أمريكا الشمالية، علماً بأن ذلك لا يشكل إلاّ جزءاً من المشكلة الرئيسية التي تهدد الحياة على الأرض، وأما المشكلة الكبرى فتمكن في إحداث تغيير جذري في درجات الحرارة الجوية والأرضية معاَ وما يرافق ذلك من زيادة في كميات ثاني أكسيد الكربون في الجو نتيجة التلوث البيئي الحاصل في الوقت الحاضر.


























التلوّث الناتج عن مستوقدات القمامات والنفايات

















كانت مستوقدات القمامات في يوم من الأيام تُعد من أهم الوسائل التي يمكن بواسطتها التخلص من النفايات بطرق محافظة على البيئة، غير أن إحراق القمامة والنفايات يولد غازات ومواد سامة مثل ثاني أكسيد الكربون وحمض الكلوريك والزئبق والكادميوم والديوكسين التي تسبب مشكلات بيئية وأضراراً صحية لا يستهان بها، وخاصةً بعد أن بدأت هذه المواد السامة في تلويث الأراضي الزراعية ومياه الشرب، وبالتالي الإضرار بحياة الإنسان.








ففني عام 1984 أظهرت الدلائل بأن ولادة عدد من الأطفال المشوهين في ألمانيا الغربية يعود إلى تطاير الغازات السامة من مستوقدات القمامامة، وخاصةً من غبار بواقي مركبات الديوكسين، ودلت الفحوصات في ذلك الوقت على أن الدخان المتصاعد من المستوقدات احتوى على 0.7 نانو غرام من مادة الديوكسين السامة، أي ما يزيد على سبعة أضعاف من الكمية غير المؤثرة والتي تبلغ 0.001 نانو غرام.








والغريب في الأمر أن سمية المركبات الكيماوية بشكل عام كان يتم تجاهلها أو يقلل من أهيمتها حتى حلت الكارثة في مدينة سوفسيو الإيطالية عام 1976، والعواقب الوخيمة التي خلفتها مركبات الديوكسين التي سبق ذكرها، ونتيجة هذه الكارثة أرغمت الحكومة الإيطالية على إجلاء السكان عن المنطقة، كما اتخذت الإجراءات نفسها في العديد من المناطق السكنية في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تم اكتشاف تلوثها بالديوكسين.








هذا وما زال كثير من الجنود الأمريكيين الذي اشتركوا في حرب فيتنام بعانون من أضرار صحية خطيرة وتشوهات في مواليدهم، تعود إلى المواد الكيماوية المحتوية على الديوكسين (Agent Orange) التي كانت تستعمل في إبادة أوراق أشجار الغابات فوق فيتنام آنذاك، كما خلفت هذه المواد العديد من المواليد المشوهة في فيتنام. ولهذا فإن مركبات الديوكسين من أخطر المواد الكيماوية التي صنعها الإنسان، وخاصةً وأن كميات منها لا تتجاوز واحد على البليون من الغرام تعرض حياة الإنسان وصحته للخطر.








وفي الوقت الحاضر غدا هذا السم القاتل، والناتج عن مستوقدات القمامات والمصانع الكيماوية في كل مكان، حتى في حليب الأمهات.








وتحتوي القمامات أيضاً على مركبات ومواد كيماوية عديدة تتطاير في الجو بعد إحراقها، ثم تسقط على الأرض وتلوث التربة الزراعية والماء والهواء.

















فبجانب الديوكسين تحتوي القمامات على عناصر معادن ثقيلة كالرصاص والكروم والزئبق والكادميوم، حيث تنتج عن إحراق مخلفات مصانع المعادن والألوان والأسمدة والمواد البلاستيكية والبطاريات، كما تحتوي أيضاً مواد اصطناعية مثل بولي كلورايد الموجودة في الأكياس البلاستيكية ومواد التغليف، وتكون هذه المواد لدى إحراقها مركبات هكساكلوربنزين (HCB) المسببة للسرطان، وبولي كلور بيفنيل الناتجة عن المصانع الكهربمائية، وتستعمل أيضاً في صناعة الألوان وأفلام التصوير حيث تسبب أمراضاً جلدية خطيرة وتسبب موت الأجنة في الأرحام.








ولم يتوقف الحال على تطاير هذه المواد السامة في الجو، بل أن جزءاً كبيراً منها يتراكم في الرماد بعد إحراقها، وغالباً ما يستعمل هذا الرماد –وخاصة في البلاد الصناعية في تعبيد الشرواع والملاعب الرياضية والأرصفة وغيرها، حيث تتسرب مع الأمطار الى باطن الأرض، وتلوث المياه الجوفية، أو تتطاير مع الهواء في الجو. هذا مع العلم إن القسم الأكبر الذي يلوث الجو ينتج عن مداخن مستوقدات القمامة، سواء جاء ذلك من إحراق البطاريات أو بقايا المواد الكيماوية المختلفة التي تستعمل في الألوان أو المواد الحافظة للأخشاب.








ومهما تكن وسائل انتشار المواد السامة، فإن مستوقدات القمامات تُعد من المصادر الرئيسية التي تلعب دوراً مهماً في تراكم هذه المواد في المياه الجوفية والأراضي الزراعية، ومن ثم في المواد الغذائية والأعلاف، وأخيراً وليس آخراً في جسم الإنسان، وتسبب له أمراضاً سرطانية خطيرة، وأمراضاً في الكلى وإن كانت هذه الأمراض لا تظهر إلاّ بعد عدة سنوات من الإصابة.

















ولا تزال مشكلة تنقية المستوقدات من المواد والغازات السامة مشكلة بيئية كبيرة فعند إبادة مخلفات مركبات الديوكسين التي يتم إحراقها على درجة حرارية عالية تتراوح بين 800 إلى 1200 درجة مئوية، يتطاير جزءا كبيرا منها في الجو ومن بقايا المعادن الثقيلة السامة الموجودة في القمامات أيضا.

















تقطيـع أشجـار الغـابـات

















لقد كانت الغابات في العصور الأولى تغطي مساحات شاسعة من الكرة الأرضية، وتلعب دوراً أساسياً في حياة الإنسان وفي الحضارات الإنسانية عامةً، فلم تكن آنذاك تستعمل في الوقود فقط بل أيضاً في بناء السفن وتشييد المنازل وبناء العمار والمدن.








فالغابات تحافظ على التربة من الانجراف، وتقوم بعملية خزن المياه الجوفية الضرورية للشرب والري.








ومنذ أن انتقل الإنسان من حياة الصيد إلى الزراعة بدأ في قطع أشجارا الغابات بدون حساب، فانقرض جزء كبير منها وتحوّل إلى حقول زراعية أو إلى جبال جرداء وفقدت التربة حماية الأشجار الطبيعية لها، فتبخرت مياهها، وانجرفت تربتها الزراعية، مما ساعد على انتشار القفار والصحارى، واختفت مع امتداداتها الحضارات.








وتهدد الغازات والمواد الكيماوية السامة تهدد بالقضاء على ما تبقى من هذه الغابات، حيث تتفاعل الكيماويات الناتجة عن المصانع وعن المواد السامة الناتجة عن مستوقدات القمامة مع الماء، فتتساقط على الأرض كأمطار حمضية، وتميت الكثير من أشجار غابات هذا العالم، وتتفاقم هذه المشكلة عند تقطيع أشجار الغابات من أجل قيام المدن الضخمة وحاجاتها لتوفير مناطق سكنية للأعداد السكانية المتزايدة عاماً بعد عام.








كانت الغاباتتتعرض دائماً لخطر الانقراض، وذلك نتيجة عوامل طبيعية كإشعال النيران فيها وإصابتها بأمراض وآفات مختلفة، وعوامل غير طبيعية مثل تقطيع أشجارها لشق حقول زراعية أو لتعمير المدن والشوارع، أو لاستعمال أشجارها كوقود،غير أن الأخطار التي تهدد بفنائها اليوم تفوق كل تصور، وأكثر من أي وقتٍ مضى، وذلك لاستهلاك أخشابها بكميات كبيرة في صناعة الورق والأثاث المنزلي، إضافةً إلى تحويل أجزاء كبيرة منها إلى مساحات شاسعة كمزارع للأبقار، وخاصة في أمريكا الجنوبية،








وتتعرض الغابات أيضاً إلى خطر التسمم بغازات سامة،وبعناصر معادن ثقيلة كالرصاص، والكادميوم والخارصين الناتجة عن المصانع ومستوقدات القمامة، والفحم، حيث تنتقل كغبار ناعم مع الرياح، وتتساقط على أوراق النبات، أو تترسب مع الأمطار الحمضية على سطح التربة، وخاصة في منطقة الجذور. كما تتأثر الغابات أيضا تأثيراً شديداً بالمواد النشطة إشعاعياً والناتجة عن المفاعل النووية، حيث لاحظ علماء البيئة أضراراً جسيمة على الغابات القريبة منها، وخاصة تلك التي كانت تقع باتجاه تطايرها.








فموت الغابات يعني هلاك الإنسان نفسه، لارتباط مصيره بمصيرها، إذ أن الغابات تلعب دوراً رئيسياً في المحافظة على النظام والتوازن الطبيعيين،فالدور المميز الذي تلعبه الغابات في هذه الحياة يستحق كل اعتبار، ويتطلب جميع كل الطاقات، مهما بلغت التكاليف. فالغابات تؤثر تأثيراً كبيراً على الجو بشكل عام، وعلى درجات الحرارة الجوية بشكل خاص، حيث أنها تخفف من سرعة الرياح العاتية، وتحافظ على نسبة الرطوبة في أيام البرد أو الحر معاً، وبذلك تلعب دوراً أساسياً في تلطيف الجو، كما أن للغابات دوراً لا يمكن أن يستهان به في التقليل من تبخر المياه وفي انجرافات التربة، بجانب محافظتها على مخزون المياه الجوفية. فبعكس ما يحدث في المناطق غير المشجرة، تحفظ أشجار الغابات مياه الأمطار، وبهذا تساعد على توافر الماء في أيام الصيف الحارة، وبهذا تُحافظ الأنهار والينابيع على مستوى مياهها الطبيعية، وهذا أمر مهم جداً في المناطق الحارة.








وتقوم الغابات أيضاً بوظيفة مرشح للهواء من السموم والغازات الضارة قبل سقوطها على الأرض، وأخيراً وليس آخراً تلعب الغابات دوراٍ رئيسياً كمناطق استجمام وراحة للناس.








فبدون الغابات تجرف الأمطار التربة، وما يتبقى منها تدفعه الرياح، فتتحول الجبال إلى أراضي قاحلة جرداء مخلّفة الصخور العارية أو الصحارى والقفار، وبالتالي، تحل المجاعة وتُهجر الأرض وتفنى الحضارات والشعوب. وقد حدث هذا بالفعل، وما زال يحدث في مناطق متعددة من العالم.

















1. الأضرار الناتجة عن قطع أشجار الغابات








في كل عام يتم القضاء على مساحات شاسعة من غابات المناطق الاستوائية تُقدر بحوالي 200 ألف كيلومتر مربع. ومن شأن هذا الدمار إذا استمر على وضعه الحالي أن يقود الكرة الأرضية إل كارثة جفاف ربما تفوق كارثة انفجار قنبلة نووية، ويعود ذلك إلى طلب الدول الصناعية المتزايد على الأخشاب، وخاصة اليابان وألمانيا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.








ففي منطقة الأمازون وحدها تتم إبادة أكثر من مليون هكتار سنوياً من الغابات، وفي غرب أفريقيا الاستوائية تقلصت مساحة الغابات من 700 إلى 190 ألف هكتار، أي أن جمهورية ساحل العاج ستفقد آخر شجرة فيها قبل نهاية القرن الحالي.

















إن غابات المناطق الاستوائية التي كانت في يوم من الأيام تحيط بالكرة الأرضية كحزام بلغ حوالي 12% من المساحة الكلية للكرة الأرضية، ما زالت في تقلص مستمر، ويتوقع علماء البيئة بأن إبادة الغابات هذه ستكون حتمية حتى منتصف القرن القادم، إن لم تؤخذ إجراءات جدية لإيقاف الكارثة. فمجرد التطرق إلى العواقب الوخيمة التي تخلفها إبادة الغابات يبين إمكانية وقوع كارثة بيئية، فعلى سبيل المثال قامت الهند بتقطيع خمسة ملايين هكتار من أشجار غاباتها على سفوح جبال الهيمالايا، فأصبحت المناطق الجبلية الجرداء عاجزةٍ تماماً عن استيعاب مياه الأمطار الموسمية Monsoon العاتية، هذا ما جعلها تجرف معها كل عام ما يقارب ستة ملايين طن من خيرة أرض الهند، التي تنصب كرواسب بنية اللون في نهر الغانج (Ganges)، كما يموت تحت موجات هذا النهر الصاخبة، ونتيجة الفيضانات العارمة، مئات من الهنود، ويفقد ملايين منهم مأواهم.








لقد حوّلت أمريكا الوسطى نصف غاباتها إلى مراعي للأبقار تنتهي لحومها في مطاعم الهامبورغر مثل ماكدونالد وفاندي وبورغر كنغ وغيرها، وذلك لإشباع رغبات دول صناعية، لا تعرف من القيم سوى ملايين الدولارات على ظهور الفقراء من بلاد هذا العالم، الذين يخسرون كل شيء وحتى أرضهم.








فنتيجة تحويل الغابات إلى مراعٍ، تأكل الأبقار كل عشب أخضر عليها، ثم تفكك بأظلافها التربة التي تتحول بعدئذ إلى غبار تحمله الرياح مخلفةً وراءها البوادي والقفار.








إن الإبادة الجماعية لغابات العالم قد قادت في السنوات الأخيرة الماضية إلى تغييرات جوهرية في حالة الطقس في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية، فقد أشارت الأرصاد الجوية في أكثر من مكان إلى هطول أمطار غزيرة وثلوج في الصحارى، وإلى جفاف مناطق اعتادت على سقوط الأمطار أو الثلوج. ففي منطقة بوليقنوداس (Poligono***) البرازيلية التي حوّلت غاباتها في القرنين السابع والثامن عشر إلى مزارع شاسعة من قصب السكر لم تسقط عليها حتى الآن قطرة ماء واحدة، ونتيجة هذا الجفاف الشديد ما زال سكانها البالغ تعدادهم حوالي ثلاثة عشر مليون نسمة يعانون من خطر المجاعة. ولا شك أن انقراض هذه الغابات لا يؤثر على منطقة واحدة من العالم، بل إنه يهدد الكون أجمع، وكما يعتقد علماء البيئة فإن وجه الكرة الأرضية الأخضر، سيتحول إلى صحارٍ حمراء قاحلة، وذلك لأن خلل التوازن الطبيعي نتيجة تقطيع الغابات، سيغير موازين الجو الطبيعية، حيث إن الحقول الزراعية المستصلحة من اراضي الغابات تتحول فيما بعد الى مناطق جرداء، وخاصة بعد أن ترتفع كميات ثاني أكسيد الكربون بشكل مخيف، مما يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وهنا يحل الجفاف وتبدأ الكارثة.








إن وجود الغابات على سطح الكرة الأرضية لا يؤثر على الجو فحسب، بل إنه يلعب دوراً مهماً في ضبط مجرى الرياح، فأشجار الغابات تحتفظ ببرودة نسبية فوقها، بينما تغطي سماء المناطق السكنية طبقة من الهواء الساخن، ونتيجة هذا الاختلاف المتباين في درجات الحرارة، تتولد تيارات هوائية عمودية حاملة معها غازات المواد السامة وغبارها، حيث تقوم الغابات بتنقية الهواء منها، إضافةً إلى الأدوار الحيوية الأخرى التي تقوم بتأديتها، مثل التخفيف من إزعاجات الضجيج الناتجة عن الطائرات والسيارات وغيرها، واستهلاك كميات غاز ثاني أكسيد الكربون الكبيرة’، وتعويض ذلك بالأكسجين الضروري لكل ما هو حي على هذا الوجود.

















2. عواقب الأضرار الناتجة عن قطع أشجار الغابات على الحياة العامة








على الرغم من كل المميزات الإيجابية التي تتمتع بها الغابات والتي يمكن اعتبارها العود الفقري لهذه الحياة، لا تزال الأخطار تحدق بها في كل مكان، فماكينات العصر الحديثة من مناشير كهربائية وجرافات وناقلات عملاقة مصرة بلا تردد على قطع آخر شجرة من أشجار الغابات في المناطق الاستوائية وغيرها من بلاد العالم، وعلى نقلها إلى مصانع الأخشاب والأوراق، لكي تتحول إلى صحيفة يومية، يلقى بها في سلة المهملات بعد الانتهاء من قراءتها، أو لتتحول إلى قطعة أثاث لُيزين بها مكتب أو منزل، وما يتبقى من هذه الغابات تميته السموم المنبثقة من المصانع والطائرات والسيارات، أو تحوّل إلى مزارع ومراعٍ تجرف تربتها الأمطار والرياح لتصبح صحاري قاحلة.








هذا وإذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، فإن انقراض الغابات فوق وجه هذه المعمورة مرهون بمسألة الوقت فقط وما يلي ذلك، فهو فناء محقق للوجود.

















.

















التلوث في المناطق السكنية








1. وسائـل النـقل الحديثـة








لا ة يتوقف تلوث المدن أو المناطق السكانية على القمامة ومجاري المياه العادمة فحسب، بل إن جميع وسائل النقل الحديثة من سيارات وطائرات تلوث الهواء سنوياً بغازات سامة وخطيرة مثل أكسيد الكربون وأكسيد النيتريك وأكسيد النيتروجين ، إضافةً إلى الملوثات الناتجة عن مواد النشاط الإشعاعي.








الغازات السامة لا تؤثر على صحة الإنسان فحسب، بل أنها تلعب دورا رئيسياً في التأثير على درجات الحرارة الجوية، كما أنها تسقط كأمطار حمضية مع الأمطار، وتلوث الأرض والماء والغذاء، وتعرض حياة كثير من الكائنات الحية للخطر، هذا إذا لم تقضِ على عدد كبير منها. وتقود إلى حالات من الضبخن فوق كثير من المدن، وخاصة في الدول الصناعية.








في عام 1952 مات بضعة آلاف من الناس في مدينة لندن نتيجة الضبخن الذي استمر عدة ايام فوق سماء المدينة، التي كانت مشبعة بغاز ثاني أكسيد الكبريت السام. وحتى يومنا هذا ما زال العديد من سكان المدن الصناعية يعانون من أمراض صدرية كالأكزيما، نتيجة الغازات السامة .

















2. التضخم السكاني وزيادة العمران








ومن المشكلات البيئية الأخرى التي تعاني منها المدن، زيادة أعدادها السكانية، ففي خلال المائة سنة الماضية ارتفع عدد السكان في المدن المزدحمة أصلاً بالسكان، بشكل ملحوظ لم يسبق له مثيل في التاريخ، ففي بعض المناطق ازداد عدد السكان 23 ضعفاً عما كانت عليه سابقاً، كما يُتوقع بأن السكان في بعض المدن الرئيسية في العالم سيتجاوز عددها أكثر من 50%، مما يعني بأن حوالي 3 مليار نسمة من الكرة الأرضية سيصبحون من سكان المدن، حيث أن هذا سيخلف تأثيراً بالغاً على البيئية بشكل عام.








وبما أن المدينة المعمرة بسكانها بيئة قائمة بحد ذاتها، وأن معظم سكان الكرة الأرضية أصبحوا الآن من سكان المدن، فإن تغييرات جذرية لا بد أن تحل بالعوامل الطبيعية كالهواء والماء ودرجات الحرارة أيضاً. فعلى سبيل المثال لوحظ أن درجات حرارة الجو وعدد أيام الضباب فوق المناطق المزدحمة بالسكان تفوق بمعدلها السنوي المناطق الريفية، ويعود ذلك إلى تعمير المدن بالمنازل والمكاتب والأسواق والشوارع المعبدة، وإلى غير ذلك من معطيات العصر الحديث، وخاصة وأن هذا العمران يؤثر على مجرى تيارات الهواء الطبيعية، بحيث يقف عائقاً أمام الهواء البارد من تنقية الجو من الهواء الملوث، وبهذا يتلبد الهواء الملوث فوق سماء المدن، ويعرض سكانها لأمراض صدرية ورئوية خطيرة، هذا الهواء يتساقط مع الأمطار ويزيد في تلوث المدن، ويمنع وصول أشعة الشمس إلى الأرض بشكلها الطبيعي. ونتيجة وجود الشوارع المعبدة وتجمعات البناء والعمران لا تتسرب مياه الأمطار إلى التربة، حيث تذهب هدراً مع المجاري او تتجمع كبرك فوق الشوارع والأرصفة، مما يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية، وبالتالي مياه الشرب.

















3. الضجيـــج








يعاني سكان المدن الحديثة وبشكل مستمر من الإزعاجات الناتجة عن ضجيج الطائرات والسيارات، وغير ذلك من وسائل العصر الحديث ([11])، حيث يؤثر الضجيج على الراحة البدنية والنفسية، كما يسبب آلاماً في الرأس ويؤثر على الأعصاب، وعلى الحالة الصحية والنفسية للإنسان بشكل عام. وقد يقود الضجيج إلى الموت إذا وصل إلى الحد الذي لا يمكن تحمله، ففي الصين مثلا كان يتم معاقبة من يخالف الدين في سنة ألفين قبل الميلاد، بوضعه تحت ناقوس كبير ثم يبدأ بقرع الناقوس ، وغالباً ما كان يموت المتهم بعد أربعين ضربة فقط على الناقوس.

















هذا وقد ثبت علمياً وجود علاقة مباشرة بين ارتفاع في ضغط الدم وبين الضجيج، وإلى وجود أعراض من الأمراض النفسية وبين ضجيج الطائرات، أي بأعراض يطلق عليها إسم (Jet-Syndrom)، ويعاني المريض من حالة عصبية شديدة، وشعور بالخوف وبانكماش نفسي، بجانب إفرازات عرقية مستمرة وآلام في الرأس، إضافة إلى عدم المقدرة على التركيز، وقلق في النوم الخ...












































أخطار تكنولوجيا الجينات الحديثة

















لا يتوقف الأمر على تلوث الجينات الوراثية بالمواد الكيماوية فحسب، بل أن المشكلة الحقيقية تكمن في محاولة بعض علماء الوراثة، وخاصة في بعض الدول الصناعية، تغيير أو تبديل الجينات الوراثية الطبيعية في كائنات حية مختلفة بجينات مصطنعة، حيث يطلقون على تجاربهم العلمية والمخبرية إسم التكنولوجيا الحديثة للجينات. ويوجد لدى هؤلاء العلماء قناعة شخصية تامة بإمكانية الوصول إلى خلق جديد، وذلك للتشابه الكبير للمعلومات الوراثية والمحتوية على الـ دي. أن. إيه (Desoxiribonukleinacid) في جميع الكائنات الحية، وخاصة من الناحية الكيماوية. فجزيئات الـ دي. أن. إيه (DNA) مفتاح الجينات الوراثية، تتبع ترتيباً معيناً في تكوين السلسلة الوراثية التي تُشكل مضمون الكائن الحي وشكله من إنسان وحيوان ونبات، ولهذا فإن أي تغيير في هذه السلسلة الوراثية أو إضافة جزيئات الـ دي. أن. إيه (DNA) جديدة عليها، يقود بلا شك إلى تغيير في الكائن الحي شكلا ومضموناً.








وقد حاول بالفعل بعض علماء الجينات إضافة جزيئات جديدة من الـ دي. أن. أيه (DNA) محملة بمعلومات وراثية معينة إلى سلسلة (DNA) الطبيعية في الكائنات الحية، حتى أنها شملت الإنسان أيضاً.








ويتم نقل هذه الجزيئات الوراثية الجديدة بواسطة بلاسميدات ( Plasmides)، أو ربما فيروسات إلى الكائن الحي، حيث تتخذ أو تضاف إلى سلسلة جزيئات الـ دي. أن. إيه (DNA) الوراثية، أو ربما تحل محل بعض جزيئات منها، وبهذا يصبح هذا الكائن الحي معبئاً بمعلومات وراثية جديدة لم تكن فيه أصلاً، أي بكلام آخر صناعة كائن حي جديد حسب الطلب، وتلبيةً لرغبات أناس فقدوا جميع قيم هذه الحياة، متحدين بذلك صناعة الخالق سبحانه وتعالى وعابثين بخلقه.








هذا ولم يكتف هؤلاء العلماء بما توصلوا إليه في علم الوراثة حتى الآن، بل أنهم يأسفون بكل فخر وغرور بعدم قدرتهم على إنتاج كميات كبيرة أو بشكل متواصل من هذه البلاسميدات.








ولا عجب في ذلك وخاصةً وأن التكنولوجيا الحديثة للجينات تجد صدى واسعاً في دوائر سياسية ومالية عديدة لدى بعض الدول الصناعية حيث تعتقد هذه الأطراف بإمكانية استخدام هذه التكنولوجيا في المجالات الإنسانية، وخاصة في القضاء على المجاعة والأمراض المستعصية.

















كما يعتقد القائمون على صناعة التكنولوجيا الحديثة للجينات أن يإمكانهم إنتاج حيوانات ونباتات عملاقة لتوفير الغذاء للدول الفقيرة من هذا العالم، علماً أن تفكيرهم هذا لا يدل إلاّ على أنانية صرفة، لأنهم حتى لو تمكنوا من إنتاج هذه المواد الغذائية المفترضة، سيقومون ببيعها إلى دول فقيرة لا تملك السيولة المادية، على شكل قروض، وبهذا يصبح مصيرها أكثر فقرا مما هو عليه الآن، ومعلقاً بأيادي الدول الصناعية.








ويحاول صناع التكنولوجيا الحديثة للجينات القيام بوضع إمكانياتهم التكنولوجية هذه بواسطة تغييرات وراثية في كائنات حية ذات خلية واحدة كالبكتيريا مثلاً في مكافحة التلوث البيئي من السموم وفي التغلب على أمراض خطيرة كالسرطان والجلطة القلبية والأيدز، كما يأملون بالتعرف ومعالجة الكثير من الأمراض الوراثية التي لم تتوفر لحد الآن طرق العلاج السليمة لها، مثل مرض فقر الدم، واختفاء العضلات و وغيرها. هذا وقد تم بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة هذه الطريقة صناعة مستحضر بكتيري جيد، يستعمل في مكافحة الصقيع على النباتات الزراعية.








ومهما تكن دوافع التكنولوجيا الحديثة للجينات فإنها بالشكل والمضمون تعرض الحياة بشكل عام لخطر كبير، وخاصةً لخطر انتشار كائنات حية جديدة وربما سيطرتها على الوجود فوق الكرة الأرضية، إضافةً إلى ذلك فإن ما يدور في خلد بعض صناع التكنولوجيا الحديثة للجينات ليقشعر له البدن، وربما يفوق أبشع منظر في فلم رعب رهيب، إذ أنهم يفكرون جدياً بصناعة أجيال من الجبابرة للقيام بأعمال معينة، وربما كآلات بشرية حربية لا تحمل إلاّ الفتك والدمار إلى كل ما هو حي على هذا الوجود، وهذا الأمر سيكون محتماً لو تمكن هؤلاء وأمثالهم من أخذ مسالك تطور الحياة والخلق بأيديهم.

















تلوث الحياة البرية








يعطي الإنسان لنفسه حق القضاء على الملايين من الكائنات الحية من نبات وحيوان على وجه هذه المعمورة لاعتبارها أعداء له ولمحاصيله الزراعية، حيث يجمع لذلك جميع الطاقات التي توفرها له تكنولوجيا العصر الحديث، وقد يتغافل الإنسان من أن اختفاء نوع واحد من الكائنات الحية من فوق ظهر هذا الكون، كافٍ ليقرع ناقوس الخطر، وعادةً ما تأخذ الطبيعة حقها، ويدفع الإنسان وأجياله ثمناً غالياً لذلك.








فلدى اكتشاف مادة الـ د.د.ت على سبيل المثال في منتصف القرن العشرين، صفق العالم لها فرحاً في بداية الأمر، ولكن بدلاً لمكافحتها لآفات كالذباب والبعوض والعناكب، ساعدت على انتشار أعدادها، وذلك نتيجة المناعة التي اكتسبتها هذه الآفات اتجاه مادة الـ د.د.ت ونتيجة القضاء على العديد من أعدائها الطبيعية، هذا إضافةً إلى المشكلات العديدة التي تخلفها هذه المادة في البيئة بشكل عام، والحياة البرية بشكل خاص، بجانب الأضرار الصحية للإنسان، الأسباب التي دفعت إلى حظر هذه المادة السامة في معظم دول العالم.








وتشارك كثير من المواد الكيماوية الأخرى مادة الـ د.د.ت حيث أدت هذه المواد الكيماوية إلى ظهور مفاجئ أو انتشار أعداد ضخمة من آفات وقوارض، مثل انتشار العناكب وحشرات المن والفئران في أكثر من بلد من بلاد العالم، وذلك نتيجة القضاء على أعدائها الطبيعيين،أو نتيجة إجراءات متعددة أحدثها الإنسان، كبناء السدود والمدن، وغير ذلك من التغييرات البيئية المختلفة. جميع هذه الإجراءات من شأنها أن تقود إلى خلل في التوازن الطبيعي، وإلى القضاء على بيئات نباتية وحيوانية مختلفة وإلى تعرض حياة معظم الكائنات الحية البرية لخطر شديد. هذا وعندما بدأ الإنسان بالتدخل في طبيعة هذا الكون، أحدث فيها تغييرات ومشكلات بيئية متعددة، فانقرض العديد من الحيوانات والنباتات البرية في الماضي، وما زالت حياة العديد منها معرضة للإنقراض حتى يومنا هذا، وربما سيأتي اليوم الذي نتمنى أن نسمع فيه تغريد الطيور، أو أن نجد شجرة لنستظل تحت أغصانها، فما دامت الملوثات البيئية المختلفة كأعمدة أفران المصانع التي تقذف بغازاتها السامة في الهواء، والمواد الكيماوية المختلفة تقوم بتلويث الماء والهواء والتربة، إضافة إلى آلات العصر الحديث التي تقوم بقطع آخر شجرة من الغابة، فإن هذا اليوم ليس ببعيد.

















(([1] يتكون المحيط الحيوي من بيئات حيوية مختلفة (Ecosystems)، فلكل كائن حي بيئة خاصة به، غير أن البيئات الحيوية على هذا الكون مرتبط بعضها مع بعض مما تعكس تأثيرها على بيئة أخرى.

















([2]) يزيد الضباب فوق المدن عن الريف بحوالي 30% في أيام الصيف وحوالي 100% في أيام الشتاء، كما إنّ الحجاب الضبابي يمنع وصول كميات كبيرة من أشعة الشمس فوق البنفسجية إلى الأرض ولذا فهي تقل عن الريف بحوالي 6% في الصيف و 30% في الشتاء.

















([3]) لأن ثاني أكسيد الكربون يمنع تسرّب الأشعة تحت الحمراء (Infrared ray) المنبعثة من سطح التربة إلى الفضاء، وبتدونه فإن

















درجة الحرارة على وجه الأرض ستصل إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر، وستتحوّل الكرة الأرضية إلى عصر جليدي.

















([4]) كانت رواسب المجاري تُعد في يوم ما أسمدة عضوية ممتازة للتربة، حتى أطلق عليها في الصين اسم "عسل الليل" ولكن نظراً لاحتوائها في الوقت الحاضر على أطنان ضخمة من مواد سامة كالخارصين والزئبق والرصاص، فإنها لم تعد صالحة للإستعمال كأسمدة، فمثلاً استنتج من تجارب حقلية تم تسميدها برواسب المجاري في مدينة هامبورغ الألمانية، بأن 45 عينة من أصل 99، كانت تحتوي على 0.1 ملغم من مادة الكادميوم في كل كيلوغرام واحد من الحبوب المزروعة في التجربة، وكانت هذه أعلى نسبة تم الحصول عليها من الكادميوم. إضافة إلى ذلك كانت الرواسب تحتوي على سموم خطيرة أخرى مثل الزئبق.

















([5]) تحويل الغذاء إلى ثاني أكسيد الكاربون والماء وإلى مركبات نيتروجينية دقيقة مختلفة

















([6]) يمكن فناء مركب بولي كلور بيفنيل (PCB) بواسطة الحرق على درجة حرارة 1100 درجة مئوية.

















([7]) جزء من مليون (ppm) يعني ملغرام مبيد في كل كيلوغرام أو ليتر من المادة الغذائية

















([8]) النشاط الإشعاعي ينتج عن عنصر عديم الثبات بمادة قوية الإشعاع –مادة مشعة طبيعية-، حيث تتحلل النوات مكوذة بذلك أشعّة نشطة، ويستمر التحرر اللحظي للنواة بمعدل مميز لكل نظير نشيط معين، وحتى الوصول إلى إشعاعات نشطة ذات طاقة عالية، ويمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الأشعة هي:








1. أشعة الفا: وهي الأجزاء الموجبة من ذرات الهيليوم، وتتحرك بسهولة كبيرة ولكنها ذات أطوال موجبة قصيرة جداً لا تتجاوز بعض السنتمرات في الجو وبعض المليمترات في جسم الإنسان، غير أنها تفرغ طاقتها بسرعة وعلى مسافات قليلة جداً.








2. أشعة بيتا: شحناتها سالبة وهي عبارة عن الكترونات تتحرك بسرعة فائقة، يمكنها أن تخترق جسم الإنسان على مسافة بعض السنتمرات القليلة وتصل الجو على ارتفاع قليل من الأمتار.








3. أشعة جاما: وهي عبارة عن أطوال موجبة قصيرة كهربية مشبعة بالطاقة ولا تتأثر عند مرورها بالمواد، وتماثل الأشعة السينية، ويمكن الحماية منها بواسطة جدار من الاسمنت أو الرصاص.








هذا ويتم التحلل النووي اللحظي لنظائر المشعة عشوائياً، أي دون تأثير الحرارة أو البرودة أو أي تأثيرات أخرى، وسبب هذا التحلل هو عدم ثبات نواة الذرة، وكلما زادت ثبوتية النواة تزداد قوة تفكك الذرات، ولهذا فإن عدد الذرات التي يعتريها التفكك في وحدة الزمن هو كسر ثابت من عدد الذرات الموجودة في ذلك الوقت، ويطلق على الوقت الذي فيه يمحل النشاط إلى نصف قيمته المبدئية نصف الحياة، أو فترة نصف القيمة، وهذه تختلف بدرجة كبيرة للنظائر المشعة المختلفة، وتُعد فترة نصف القيمة هذه مهمة جداً للنشاط الإشعاعي.








قائمة بتحلل النشاط الإشعاعي في فترة نصف القيمة لبعض العناصر

















اسم العنصـــــــر








فترة نصف القيمة للنشاط الإشعاعي








تريتيوم Tritium








12.3 سنة








كربون (Carbon)








5700 سنة








سترونيوم 89 (Strontium 89)








54 يوماًً








روثنيوم (Ruthenium)








40 يوماً








يود 129 (Iodine 129)








16 مليون سنة








يود 131 (Iodine 131)








8 أيام








يود 132 (2Iodine 132)








2.3 ساعت








ثلور 132 (Tellur 132)








78 ساعة








سيزيوم 134 (Caesium)








2.1 سنة








سيزيوم 137 (Caesium)








30 سنة








نبتونيوم 239 (Neptunium 239)








24400 سنة








بلاتونيوم 239 (Plutonium239)


























=هذا ويتم قياس النشاط الإشعاعي بواسطة بكريل (Bequerl=Bq)، وهي عبارة عن عدد الذرات التي يتم حصرها من التجربة والتي تفكك في الثانية الواحدة (atom/sec). فمثصلاً عدد الدقات من جهاز جايجر (Geiger-Muller) 100 بكريل، تعني 100 ذرة تفككت = في الثانية الواحدة، وعادةً ما يتم القياس على متر مكعب (1م3) من الهواء، أو واحد متر مربع (1م2) من الأرض، أو كيلوغرام من المادة الغذائية (1كغم).








كما يتم قياس كمية (تركيز) النشاط الإشعاعي بواسطة ريم (Rem) أو ميلريم (1 Rem-1000mrem, Millirem)، وهي عبارة عن النشاط الإشعاعي الذي يتم امتصاصه من 1 كغم من مادة ما.








ومن الإشعاعات الطبيعية:

















الأشعة الكونية








-مستوى سطح البحر-








حوالي 30 ميلريم








تغيير طفيف في صورة الدم








الأشعة الأرضية








-على سطح البحر-








حوالي 50 ميلريم








لا تأثير يذكر


























إشعاعات طبيعية








هذه الإشعاعات الطبيعية لا تسبب أضراراً للإنسان ما دامت كمياتها محدودة، ولكن من الممكن أن تسبب أضراراً صحية كمرض السرطان وفقر في الدم وغيرها من الأمراض الخطيرة. إذا ارتفعت كمياتها.

















([9]) في السادس من اغسطس عام 1945 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق قنبلة ذرية فوق هيروشيما، حيث سقط في الدقيقة الأولى من انفجارها 70 ألف ضحية، تلاها في الأيام والأشهر والسنوات المتتابعة ما يزيد على ضعف هذا العدد. هذا وقد عمّ الدمار والفناء بشكل مروّع ومخيف المدينة التي مسحت من الوجود وفي أقل من لمح البصر اندلعت الحمم النارية التي فاقت سرعتها سرعة الصوء، حيث جرفت معها كميات هائلة من الدمار والغبار المشبّع بنشاط إشعاعي، تناثرت في الجو ثم سقطت على الأرض بعد ساعات أو أيام قليلة من وقوع الكارثة، وقد حدث كل هذا مع العلم أن زنة هذه القنبلة لم تتجاوز 20 ألف طن من مادة الـ تي.أن.تي (TNT)، أي 20 كيلو طن (KT) وكيف يكون ذلك في حالة إطلاق الصواريخ العابرة للقارات والتي تبلغ زنتها النووية بضعة ميغاطن، أي ملايين من الأطنان من مادة تي.أن.تي (كل ميغاطن واحد يساوي مليوناً واحداً من أطنان تي . أن . تي (Megatonn=Mt=1Mill.tonn TNT) . والأدهى من ذلك أنّه يوجد الآن فوق الكرة الأرضية حوالي 50ألف رأس نووي، كل منها يزيد على أكثر من ميغاطن، اليست هذه كارثة كافية لتهدد الحياة فوق هذا الوجود؟.

















([10]) إنّ العديد من المبيدات الزراعية، وخاصة الحشائشية منها، بجانب الأسمدة الكيماوية تقضي على الحيوانات الأرضية المفيدة لخصوبة التربة مثل دودة الأرض (الخرطون)، حيث يوجد من هذه الدودة حوالي 400 نوع. وتقوم هذه الدودة بتفكيك التربة بواسطة لعابها الذي يحتوي على الكالسيوم، كما تقدم للتربة مواد عضوية أيضاً، وهذا ما يساعد على خصوبتها. وتحتوي مخلّفات هذه الدود على أفضل أنواع الأسمدة إطلاقاً، حيث تعادل نوعيتها 7 أضعاف عناصر الكالسيوم والفوسفات وستة اضعاف المغنيزيوم وخمسة أضعاف =النيتروجين، وهي التي تقدم كأسمدة اصطناعية للتربة، كما دلت بعض التجارب الأمريكية على ذلك ولهذا تُعد التربة التي تعيش فيها الدودة الأرضية خصبة جداً، ومن خيرة الأراضي التي يمكن استغلالها كبساتين للخضروات. وأفادت نفس التجارب بأن البذور المزروعة في مخلفات دودة الأرض تنمو بشكل جيد، وتظهر مقاومة ممتازة باتجاه الأمراض الفطرية.

















([11]) في الوقت الحاضر وخاصة في الدول الصناعية تُعد الوقاية من الضجيج الناتج عن السيارات والطائرات من مبادئ المحافظة على البيئة الأساسية.








والضجيج عبارة عن الصدى الذي يسبب إزعاجاً لدى انتقاله مع الذبذبات الهوائية التي يتم قياسها بواسطة هارتس (Hz=Hertz) وتتراوح قدرة سماع الأصوات لدى الشباب بذبذبات هوائية بين 10 إلى 1600 هارتس، غير أن هذه المقدرة على السمع تضعف كلما تقدم الإنسان في السن.








ويقع سماع الأصوات التي تقاس بواسطة الديزبل (dB-Dezibel) بين سماع صوت عادي إلى سماع صوت مثير للألم.








أمثلة على الأصوات التي تقاس بالديزبل:

















صفر – 20








ديزبل








سماع صوت عادي








20-30








ديزبل








صوت حركة المرور بالشوارع








50-70








ديزبل








صوت المذياع العالي








40-80








ديزبل








مكالمة بجانب صوت حركة المرور بالشوارع








80-100








ديزبل








صوت من الديسكوتيك








100-1000








ديزبل








صوت طائرة جت على بعد 100 متر


















































شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [بحث جاهز للطباعة] بحث علمي جاهز عن التلوث البيئي - # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 15/10/2023


اعلانات العرب الآن