اليوم: الجمعة 19 ابريل 2024 , الساعة: 11:50 ص
نموذج مقدمة بحث ديني , نماذج بحوث اسلامية
نموذج مقدمة بحث ديني , نماذج بحوث اسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم*
1. توسع الدراسات الإسلامية في الزمان والمكان والموضوع :
الدراسات الإسلامية واسعة الميدان ؛ من حيث :
الزمان ، على امتداد أربعة عشر قرناً بما ضمَّته من ليالٍ وأيام وشهور وأعوام .
وأما المكان ، فقد شارك في الدراسات الإسلامية عقول ونوابغ من جميع الأرجاء وكل الأنحاء ؛ من الصين شرقا إلى الأطلسي غرباً ، ومن سيبيريا شمالا إلى نهايات إفريقيا جنوباً ، والبقاع التي لم تشارك في الدراسات الإسلامية فيما مضى ، وفاتها ركب الأمس ؛ تتدارك القافلة اليوم ، وسواء أكانت الكتابات صحيحة قويمة أم سقيمة لئيمة ، لا يهم ذلك ، إلا أنها دراسات إسلامية .
وأما الموضوع ، فقد تفتقت في رحاب هذا الدين علوم كثيرة جدا ، ولا زالت في نماء واطراد ، وكلها تستند إليه ، وعلى سبيل المثال قد أحصى حاجي خليفة في كتابه ( كشف الظنون ) 300 فن وعلم .
فإذا أخذا علوم القرآن الكريم المتعلقة بالنص العزيز كمثال ، وجدنا أنها تبلغ ثمانين علما ، وعلم التفسير واحدا منها ، بما ضمه أيضا من أنواع عشرة ، كما ذكره الإمام السيوطي في ( الإتقان ) .
وكذلك علوم السنة التي بلغت أزيد من 90 علما ً ، كل هذا دليل على السعة زمانا ومكاناً وموضوعـاً .
2. مقاصد التأليف ، وغايته :
أي أن البحث ينبغي أن يكون له غاية يرومها وهدف يصبو إليه ، وهي مجموعة في رؤوس سبعة ذكرها الإمام ابن خلدون في المقدمة :
أ- استنباط العلم بموضوعه ، وتقويم أبوابه وفصوله ، واستنباط مسائل تعرض للعالم يحرص على إيصالها لغيره ؛ ومثاله كتاب ( الرسالة ) في أصول الفقه للإمام الشافعي .
ب- أن يقف على تواليف الأولين ، فيجدها مستغلقة ، في حاجة للكشف والإبانة .
ت- العثور على غلط أو خطأ في كلام المتقدم ـ ممن اشتهر فضله ـ فيودعه الكتاب مع الاستيثاق بالبرهان ؛ ليقف الناظر على ذلك ؛ إذ تعذر المحو .
ث- نقصان مسائل أو فصول في فن ، فيقصد المطلَّع عليه إكمال ما نقص ؛ إتماماً للفن .
ج- وقوع مسائل العلم غير مرتبة في أبوابها ، فيقصد المطلع ترتيبها وتهذيبها ، كما وقع في ( المدونة ) من رواية سحنون عن ابن القاسم ، فهذبها ابن أبي زيد القيرواني ؛ بنسبتها لأبوابها.
ح- أن تكون مسائل العلم مفرقة من أبوابها في علوم أخرى ، فيتنبه بعض الأذكياء إلى موضوع ذلك الفن ، فيفعل ذلك ، ويظهر به فنٌّ ينظِمُه من جملة العلوم التي ينتحلها البشر ، مثل كتاب ( البيان والتبيين ) للجاحظ الذي جمع فيه كثيرا من كتابٍ مجموع للمسائل نحوية .
خ- أن يكون مؤلفاً من أمهات الفنون طويلاً ، فيقصد المطلَّع إلى تلخيصه واختصاره ، أو حذف المكرر منه .
وما سوى هذه الأغراض ففعل غير محتاج إليه، قال أرسطو : ( وما سوى ذلك ففضلٌ أو شَرَه ) ؛ بعد أن عدَّد مقاصد التأليف .
فيجب على الباحث يضع نصب عينيه الغية والهدف من كتابته ، و يطرح على نفسه سؤالا مهمَّاً وهو : ماذا سأستفيد من عملي هذا في ديني ودنياي ؟ وماذا سأفيد القرَّاء بعد خروجه إليهم ؟ .
3. خطوات البحث مضموناً وشكلاً :
أولا : المضمون :
أ- الأهلية والاستعداد للبحث :
فالاستعداد والأهلية قائمة على الرغبة والميل لذات البحث ، وهو أساس لا بد منه ، والباحث في علوم الشريعة ؛ يجب عليه أمران :
الأمر الأول : أن يكون على معرفة بأصولها ومفاهيمها الأساسية ـ الكتاب والسنة ـ وذلك في الحد الأدنى من علومهما ، فمن حُرم ذلك أو فاته فلا يتعنَّ ، والأولى له أن يسدَّ على نفسه أبواب القدح والتجريح ،وبمقدار رسوخه فيهما ؛ يكون قد اقترب من الحق والصواب .
وقد ذكر المجربون من العلماء معالم هداية للوصول للمعرفة الصحيحة ، بقولهم :
( فطالب العلم في بدايته شرطه الاستماع والقبول ، ثم التصور والتفهم ، ثم التعليل والاستدلال ، ثم العمل والنشر ) فمتى قد رتبة عن محلِّها حرم الوصول لحقيقة العلم من وجهها .
الأمر الثاني : أن يكون قد رسخ في العلم الذي هو بصدده ، فمن لم يكن متمكنا فيه فماذا سيبدع ؟ أو أي شيء سيستدرك ، وماذا يفهم ليشرح ؟ ..
وإن من تمام الرسوخ في علم ما :
1. معرفة المصطلحات الخاصة به ، ودلالاتها بدقة .
2. التفريق بينها عند تداخلها بمصطلحات علم لآخر .
3. حسن استعمالها فيه : تعبيراً وتحبيراً .
قال الشاطبي في ( الموافقات ) : .. الطريق الثاني مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين ، وهو نافع في بابه بشرطين :
1) أن يحصل به فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب ، ومعرفة اصطلاحات أهله ، ما يتم به النظر في الكتب .
2) أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد ، فإنهم أقعد من غيرهم من المتأخرين .
كما أنه ليس من العلم أن ينقل مصطلحات العلوم الأخرى التي يتشابه لفظها مع مصطلحات هذا العلم ، ويكثر من تعريفها والإشارة إليها .
ب ـ معرفة ميدان البحث ، والتمكن منه :
يجب على الباحث في ميدان أن يُلمَّ بأبعاد ميدانه الذي يخوضه معرفة تامة ، قبل أن يشرع ، وذلك من خلال :
1) الاطلاع على أحوال ذلك العلم ، وأمهات كتبه ، التي شهد لها أهل الاختصاص بالقبول .
2) أن يتناول كتابا جامعاً منها ، فيدرسه بإتقان .
3) ثم يطلع على ما كتبه المعاصرون من أبحاث ورسائل حوله .
4) كثرة التفتيش والمطالعة ، والتحقيق والمراجعة .
5) النظر في كلام مختلف الأئمة ؛ ليعرف المتفق والمختلف ، والواضح والمشكل .
فهذا يجعله من أهل الاختصاص بحق وصدق .
والتمكن هو المَلَـكة ، فمن لم تكن عنده ملكة في تخصصه ، وحذق في مسائل ذلك التخصص على العموم ، فلن يكون في التصنيف والتأليف قادراً على التصرف ، أو تقديم جديد .
ج ـ البحث العلمي ، وفائدته الإنسانية :
يلزم الباحث أن يلاحظ الفائدة التي سيسديها للناس حوله ، وهل سيقدم حلاًّ لمشكلة متوقعة أو قائمة، عامة أو خاصة ، وإلا فلن يكون لعمله أثر ولا فائدة ، بل مضيعة للوقت .
وإننا نسمع اليوم عن أناس يحاضرون عن السبحة ، والقميص ، ولون أصحاب الكهف ، ويبحث عن الإماء والعبيد ؛ وهذا غباء لا مثيل له . ومن هذا المنطلق كان سلفنا عندما يُسألون عن حكم ، يستفسرون : هل هذا كائن ؟ فإن أكّدوا ذلك أجابوا لهم عنه وإلا فلا ؟ .
كما أن هناك مباحث لا صلة لها بالواقع ؛ لأنها مباحث ميتة لن تتحرك أبدا ، إما لأنها في غير زمانها ومكانها ، أو أنها قد قُتلت بحثاً وانتهى الناس منها .
د ـ تقسيم البحث وإحكام خُطته :
بعد هذا ، يبدأ الباحث بوضع تصور شمولي عن بحثه ، فيقسمه إلى أبواب بحب كبره ، وفي الباب الواحد فصول ، وفي الفصل الواحد مباحث ، أو فقرات ؛ بهذا يقدم القضية المطروحة وحلها ، من جميع جوانبها بما لها وعليها .
ويجب أن يراعي في ذلك :
1) تمهيد القضية الداعية إلى إيجاد هذا البحث ، في المقدمة .
2) أهمية الوقوف عليها، ومسوغات ذلك .
3) ثم يقسِّم موضوعه إلى أجزاء سميناها أبوابا وفصولا .
ومن وسائل اكتساب المعارف الحسية ؛ التقسيم والجمع : أي التقسيم الكلي إلى جزئياته و إلى أصنافه ، وجمع الجزئيات المتفرقة في كلياتها ؛ المسماة السبر والتقسيم ؛ وما التقسيم للبحث ألا لتحقيق هذه الغاية المبنية من درس الجزئيات ، ووضعها تحت الكليات .
4) لا بد أن يكون الباب الأخير متناولاً قمة الفكرة وتمام الرأي ، ويكوِّن بذلك ثمرة كاملة لما تقدمه من أبواب وفصول ؛ لأنه خلاصة حَلهِّا ونهايةُ القول فيها .
5) الخاتمة ؛ تأتي لتبين لنا ـ بإيجاز وتركيز ـ القول الفصل والرأي المَرضِي .
ومن أهم أسباب الاهتمام بكتب الإمام الشافعي رحمه الله كما قال البيهقي :
1. حسن التنظيم والترتيب .
2. ذكر الحجج في المسائل مع مراعاة الأصول .
3. تحري الإيجاز والاختصار .
هـ ـ جمع المعلومات بوعي وبصيرة :
بعد وضع المخطط الشمولي للبحث ، يبدأ بالقراءة الهادفة ، وجمع المعلومات التي تنضوي تحت بحثه ، وتتعلق بدراسته من قريب أو بعيد ، ويجب عليه أن :
1. يعرف قيمة كل كتاب على خير وجه .
2. توجهات كل مؤلف ؛ ليتأتى الاستفادة منه .
3. يعرف مواطن القوة والضعف فيه ، ليعتمد هذا ويتجنب ذاك .
4. معرفة ما زاده غيره ، أو تفرد به ، وأصالته أو عدم أصالته في ميدانه ، فإن لم يكن في الكتاب ما ذكرنا فلا يضيع الباحث الوقت فيه ؛ كما قال ابن العربي .
5. أن يجمع المادة بيقظة وحذر ووعي ، فيكتب كل ما يمكنه أن يستفيد منه في البحث ، كما قال المحدِّثون ( إذا كتبت فقمِّش ، وإذا حدَّثت ففتِّش ) ، وللجمع طرق أهمها :
ضم المعلومات في بطاقات صغيرة ، ويضع لها عناوين كبرى عامة ، ثم عناوين صغرى ، أو أن يكتب على أوراق كبيرة يضمها تبعاً الأبواب والفصول ؛ كلٌّ حسب فهمه وإدراكه واستعداده.
و ـ إحكام النظر في المادة العلمية ، و صياغتها ، وترتيبها :
بعد جمع المادة ، وتوثيق ما جمعه ، لا بد له من طول النظر فيه وتجوال الفكر على صفحاته ، وتقليب الرأي في جنباته ، ويدون مع كل فكرة ما يستنبطه ، وغلى جانب كل قول ما يستفيده .
ثم يبدأ بصوغ مادته المتوفرة ، ويبينها بالكيفية التي تحلو له .
ويتوجب عليه أن يراعي عرض الفكرة الواردة ، حسب الأقدم فالقدم ، ممن تعرض لها أو طرحها، من نشأتها إلى نموها واتساعها ، إلى بلوغها غايتها وإحكامها ، على ما اعتراها من معارضة أو مناقضة، أو تأييد أو موافقة ، وما لحق بها من تفسير وتعليل ، وبيان وتفصيل ، مقدما في ذلك أصل المسألة من آي القرآن ، وصحيح السنة النبوية ، قال الإمام النووي : ( فلهذا لا أترك قولا ، ولا وجها ، و نقلا ، ولو
كان ضعيفا أ و واهيا ؛ إلا ذكرته إذا وجدته إن شاء الله تعالى ، مع بيان رجحان ما كان راجحا ، وتضعيف ما كان ضعيفا.. . )
ويجب عند نقل فكرة عن مصنف أن يستوعبها كلها ، ويدرك قائلها من ناقلها ، وصاحبها من منتحلها .
ويعرض لتفسير الآية والحديث من مصادرها المعتمدة ، حسب الأقوى فالأقوى ، أو حسب ما يراه موصلا للهدف . وفائدة طريقة تقديم الأقدم والأقوى :
تبيين مدى تطور الأفكار ، أقدار أهل العلم ومراتبهم منه ، إدراك أثر الزمان والمكان ، بيان موضع الخلل والنقص في الفكرة ؛ ومَن تممّها أو عدَّلها أو أصلحها ، إظهار قيمة عمله هو ، وأهمية تصنيفه ومدى الحاجة إليه .
ز ـ الأمانة في نقل الأفكار وعزوها :
وذلك بنسبة الأقوال والأفكار إلى أصحابها ، دون أدنى غضاضة من صغير وكبير ، من مسلم أو كافر من برٍّ أو فاجر ، من متقدم أو متأخر .
ولقد ضرب علماء المسلمين الأقدمون المثل الأعلى في الأمانة العلمية ؛ لأن القرآن الكريم أرسى ذلك، فقد ذكر القرآن عقائد الملل الضالة كما هي ـ بما فيها ـ وردَّ عليها وفندها .
وانظر إلى كتب الأشعري و الباقلاني والفخر الرازي ، والغزالي وابن تيمية وابن القيم ، الشــافعي و الطحاوي والبغدادي ، وغيرهم ، لتجد هذه النماذج القمم في الصدق والأمانة ، واستيعاب الفكرة ولو كانت ضالة ؛ لبيان وجه الضلال فيها ، وما ذاك إلا ليرفعوا الحرج عن الأمة في الحوار والمناظرة، وليوفُّوا قبل ذلك الأمانة حقها .
ويجب علينا أن تكون على حذر شديد من المعاصرين ممن يعبث بالنصوص نقلا وبتراً ، وحذفا لما لا يعجبه ، أو يتعارض مع أهوائه وتوجيهاته أو يأتي على حججه ودعاواه بالهدم والسقوط بذلك في بعض كتب التراث التي يخرجونها .
وقد وجدنا بعضهم يقحم رأيه الفاسد ، وفكره الخاسر الكاسد ، في نصوص لها قيمة ووزن ، دون تمييز أو إشارة على أنه من المحقق أو الناشر أو الطابع ،ادعاءً منه للفهم ، والاجتهاد العلمي العظيم ؟!
قال الإمام السبكي : ( وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا على أن كَتَبَ شرح صحيح مسلم للشيخ محيي الدين النووي ، وحذَفَ من كلام النووي ما تكلم به على أحاديث الصفات ـ فإن النووي
أشعري العقيدة ـ فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذي صنفه مصنفُه . وهذا عندي من كبائر الذنوب ن فإنه تحريفه للشريعة وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس، وما في أيديهم من المصنفات ، فقبح الله فاعله وأخزاه ، وقد كان في غنية عن كتابة هذا الشرح ، وكان الشرح في غنية عنه) .
ولا بد من التأكيد على أن نقل قول السابق إن أخذه بلفظه تعين العزو لصاحبه ، وكذا إن أخذه بالمعنى المحاذي للفظ من غير زيادة عليه ، بالإشارة لوجه النقل ؛ وإلا كان الناقل مدلِّساً .
ح ـ الفهم الصحيح للنصوص ، وتحديد مدلولاتها :
وذلك بالالتزام بضوابط الفهم الصحيح للنصوص ، وتحديد مدلولاته على هدي هذه الضوابط ، وهي القضية التي نسميها اليوم الموضوعية و النزاهة والإخلاص في فهم مراد كلام الله تعالى وفهم كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن الفهم الحق لمراد الشارع ، إضافة إلى كونه واجبا دينيا ، فإن نتيجته هي صمام الأمان للحياة الإنسانية ، وسر السعادة البشرية .
وأيضا من الموضوعية والنزاهة الاجتهاد المباشر وأخذ الأحكام من نصوص القرآن والسنة مباشرة ؛ بما لا يَلفت معه الزمام ، ويتحلى كل مأفون بحلية الإمام ، مع الحذر الشديد من جعل النص تابعاً لرأيه وهواه ، ورغباته وأفكاره ، بجعله الأصل وجعل النص هو الفرع .
ويلزمه بعدها عدم التعجل في إصدار الأحكام ؛ قبل تمام النظر فيما هو بصدده ، وتجنب التهور.
ط ـ الرجوع في كل علم إلى أهله :
فأهل كل علم مقدمون على غيرهم فيه ، بل لا يلتفت فيه إلى سواهم ؛ لأن أهل كل علم هم الذين جمعوا مسائله وضبطوا أصوله ، وألفوا كتبه وذلَّلوا صعابه .
لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن البسملة قال : ( سلوا عن كل علم أهله ، وإمام الناس في القراءة نافع ) ، وقال جار الله : ( .. أن على كل آخذ علماً أن لا يأخذه إلا مِن أقتل أهله علما ، وأنحرهم دراية ، وأغوصهم على لطائفه وحقائقه ، وإن احتاج أن يضرب إليه أكباد الإبل ، فكم من آخذ عن غير متقن قد ضيع أيامه ، وعض عند لقاء النحارير أنامله ).
وإن ما ينبغي التنبه له مسألة النقل في المذاهب الفقهية والعقدية ، والأديان والفرق والمذاهب السـياسية ، فيجب أن يرجع فيه إلى مصنفاتهم الصادرة عن أهله ، حتى لا يقع البـــاحث في الخطأ
ويرجم بالظنون ، وكثير من الكاتبين عن الإسلام تركوا مصادر العلوم المتقنة ، وتصيدوا الأقوال هنا وهناك ، بقيل ويقال ، ويحكى ويروى ، دون تثبت وتأكد .
ي ـ النقد النزيه المتزن :
إن الباحث الراسخ لا يقف حيال الأفكار والنصوص مكتوف الأيدي ، جامد النظر عديم التدبر ، بل له حق النقد والتقويم لكل نص ـ سوى الكتاب والسنة ـ ، فلا يمر عليه نص في إطار بحثه و يرى فيه ما يستحق التقويم أو بيان الخطأ ، إلا وقوَّم وأصلح بما يراه حقا ، وإن لم يفهم النص أشار إلى ذلك ؛ لئلا يُنسب إليه الرضا به .
وطريق النقد كما قال ابن الهيثم (.. أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه ، ويجيل فكـره في متـنه ، وجميع حواشيه ، ويتهم أيضا نفسه عند خصامه ، فلا يتحامل عليه ولا يتسمح فيه ) لتنكشف له الحقائق حينئذ بجلاء .
ثانيا: الشكل الخارجي :
أ ـ سلامة الأسلوب :
إن الأسلوب هو ثوب المعاني ، وبمقدار توشيه وتحبيره وتجميله ، تقرب المعاني من الأفهام ، وتسرع الدخول إلى القلوب والعقول ، فبحثٌ باللغة العربية ؛ يجب تجنيبه اللحـن ، والأخطاء الصرفية والنحوية والإملائية ، إذ مَن حُرم فهم العربية والتصرَّف فيها لا يتأتَّى له فهم نصوص القرآن والسنة ، وأقوال السلف الصالح ، ولن يستطيع ادّعاء قدرته على التعبير عنها حق التعبير في بحثه .
و لا يعني هذا أن تصب الألفاظ والتراكيب في قوالب السجع الثقيل ، أو تصيُّد حواشي اللغة ومهجور الكلام ، كما لا ينبغي الوقوع في تراكيب العامة ، وأساليب الصحافة السائرة اليوم ـ ولو كانت بمعانٍ سامية ـ لأن ذلك يهبط بقيمة عمله وجهده .
ب ـ ضبط النص بالشكل و الإعجام ، وعلامات الترقيم :
فهذا من تمام معرفة اللغة وحسن الصياغة ، فأما :
1) الشكل والإعجام : فيكون في المواضع التي يحتاج إليها ، وخاصة في الكلمات المُشكِلة والملتبِسة من الأعلام والكنى و الألقاب والأنساب وغيرها ؛ وفيها مؤلفات تهتم بها ـ بجانب المعاجم اللغوية ؛ التي تضبط بنية الكلمة ـ مثل : إصلاح أخطاء المؤلفين لإمام حمْد الخطَّابي.
2) علامات الترقيم : فيجب استعمالها على أدق وأكمل ما يكون ؛ لأنها تبيِّن المراد ، وتوضح الفكرة ، وتسهل القراءة ، وتيسر الفهم ، وفي يذلك كتب مؤلفة ، مثل : الترقيم في اللغة العربية لأحمد زكي باشا .
ج ـ ضبط القراءات القرآنية والأحاديث النبوية :
فيجب على الباحث الاعتماد على قراءة قرآنية معينة ، ويشير للقراءات الأخرى ـ عند المرور بها ـ في حال كون الآية محلَّ استنباط للأحكام أو نظر .
وكذلك نصوص الأحاديث ورواياته ، مع بيان المصدر ؛ ليسهُل الرجوع إليه .
د ـ نفي الاستطراد :
يحسن بالباحث أن يخلي فكرته من الاستطرادات الطويلة ، وإن كانت الاستطرادات ضرورية ـ لا بد منها ـ فلتكن في حاشية الكتاب ، وإن كانت طويلة فليجعلها مضمومةً ملحقة في ختام الباب أو البحث .
هـ ـ حسن الاقتباس :
الاقتباسات لها حالتان :
1) إن كانت طويلة : فإما أن تختصر ويقتصر على فيها على موضع الشاهد ، أو يؤخذ معناهـا؛ ويشار إلى ذلك . وقد صنع هذا العلماء الأقدمون ، فمثلا الإمام البخاري رحمه الله : كان يقطِّع الحديث الواحد في مواضع عديدة من جامعه الصحيح ، مقتصراً على ما له علاقة بذلك الباب فقط ، وكانوا يأخذون المعنى أحيانا أخر وتركوا اللفظ ، وكانوا يقولون: قال فلان : مامعناه .
2) وإن كانت قصيرة : نُقلت كما هي .
وفي العصر الحالي تواطأ الباحثون على أمور ، هي:
• وضع الاقتباس بلفظ بين قوسين .
• عند اقتباس الآيات : لابد من ذكر السورة ، ورقم الآيات في المصحف المتداول .
• عند اقتباس الأحاديث لا بد من إحالة النصوص إلى مصادرها ، الأعلى فالأعلى ، فلا يذكر جامع الترمذي قبل البخاري .
و يجدر بعد توثيقها أن ينقل درجتها عن أحد الأئمة المعتمدين .
• العزو يكون بذكر الكتاب والباب ، وإن أضاف إلى الجزء والصفحة ؛ فحسن .
و ـ التزام المصطلحات المتداولة :
إذا كان للباحث مصطلحات متعلقة ببحثه ، فمن المستحسن أن يصدِّر بها بحثه بعد المقدمة بوضـوح ؛ حتى يكون القارئ على بيَّنة منها قبل أن يدلف إلى القراءة ؛ لأن استعمال الرموز دون توضيحها يُلبس على القارئ ، بل ويجعله يملّ القراءة .
ز ـ كتابة الأسماء الأعجمية :
يستحب للباحث أن يكتب الأسماء الأعجمية بلُغتها الأصلية ـ من فرنسية أو انكليزية أو فارسية ـ ويضعها بين قوسين ، ثم يعرِّبها هو ، و أما ما اقتبسه منها ـ وكان قصيراً ـ وترجمه بنفسه ، فلا حرج أن يضعه في حاشية الكتاب بنصه الأجنبي ؛ فلعله يُخالَف في ترجمته وفهمه .
ح ـ المصادر والمراجع :
التي اقتبس منها قليلا وكثيرا ، والتي أحال عليها ولو مرة واحدة ، فيجب عليه أن يضعها في قائمة كاملة ، في آخر عمله ، موثقة أدق ما يمكن التوثيق ، وذلك بطريقيـن :
1. إن بدأ باستعمال اسم الكتاب ، رتب اللائحة مبتدئا باسم الكتاب .
2. وإن بدأ إحالته باستعمال المؤلف ، رتبها باسم المؤلفين .
وإن رتب قائمة المصادر على حسب الفنون العلمية ، فلا حرج شريطة توثيقٍ كاملٍ وترتيبٍ دقيقٍ .
ط ـ صنع الفهارس والكشافات :
لأنه ضرورة لازمة ، ولها عدة أنواع :
1) الفهرس الخاص بموضوعات البحث : والأفضل أن يكون في صدر الكتاب ، بعد المقدمة .
2) فهرس المتعلق بـ : القرآن الكريم ، الحديث النبوي ، الأعلام الواردة ، المصطلحات الحضارية ، الأديان والفرق ، الأيام والغزوات ، الأماكن ، الأشعار .. ، وبمقدار تنوعها يسهل الرجوع إلى الكتاب والانتفاع به ، وتجاهلها ؛ دليل العجز والتقصير .
ي ـ حسن الإخراج :
قيل قديما (( حسن الخط يزيد الحق وضوحاً )) ، فيجب على الباحث أن يتناول البحث بالتصحيح والتنقيح من الأخطاء المطبعية قبل أن تصل إلى أيدي القراء ؛ لأن بعدم ذلك يكسِف البحث جماله ، ويشين كماله .
ك ـ وضع مختصر ملخص جامع :
من الحسن الجميل أن يتبع الباحث كتابه ـ خاصة الرسائل و الأطاريح ـ بملخص مركَّز جدا في عشر صفحات أو أكثر بقليل ، على نسق الأبواب والفصول ،مركِّزا على النتائج التي وصل إليها ؛ لتكون كخلاصةٍ معرِّفة بعمله وعنوان جهده ، وهو في دراسات " الماجستير والدكتوراه " الملخص الذي ينشر بين يدي اللجنة ، وينشر للتعريف بالعمل في الدوريات والمجلات المتخصصة .
ل ـ ثمرة العلم :
الدراسات الإسلامية هي ميدان الفضيلة ، ولا يجمل بمن وضعه الله في ميدان الفضيلة أن لا يتشبع بـها، ولا تظهر على محيَّاه ، بعيدا عن طيش الطائشين ، ونزق المنحرفين الزائغين .
م ـ العلم جهاد كبير :
وقد قرر علماء الشريعة الإسلامية بدءاً من السلف الصالح ـ استهداءًا بالقرآن الكريم والسنة النبوية ـ أن العلم قمة العبادة ، وأفضل شيء بعد أداء الفرائض .. وبهذا الشعور تقدمت الحضارة الإسلامية وازدهرت ...
فما أحوجنا إلى إعادة هذا المفهوم وتركيزه في قلوب الجيل الصاعد !!؟
عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد ، فقد نقص عقله ) .
والحمد لله على التمام وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا
اخر المشاهدات
- [ رقم تلفون ] شركة سبيل لتكنولوجيا المياه ش.ش.و ..البحرين # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- [ تعرٌف على ] سد إيغيل أمدة # اخر تحديث اليوم 2024-03-26
- ارقام وهواتف عيادة د. ابراهيم السيد الاحمر - ش سعد زغلول اشمون بالمنوفية # اخر تحديث اليوم 2024-03-25
- اميولانت (IMMULANT) دواعي الاستعمال والآثار الجانبية # اخر تحديث اليوم 2024-03-17
- [ مؤسسات البحرين ] مؤسسة البوم للتجارة ... المنطقة الشمالية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل دبي الامارات ] الأنصاري للصرافة ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مطاعم السعودية ] اروما برجر # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تعرٌف على ] قائمة أعضاء مجلس النواب العراقي (2005-2010) # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل دبي الامارات ] بركس بلاس للديكور الداخلى ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ الفاكهة والخضراوات ] فوائد فاكهة التنين # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تعرٌف على ] تمار غوجانسكي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] عمر حمد حمود المقرن ... بريده ... منطقة القصيم # اخر تحديث اليوم 2024-02-14
- [ مؤسسات البحرين ] شركة آرت اكسبرس تاور للمقاولات شركة تضامن لاصحابها علي احمد علي خزعل وشريكه ... المنطقة الجنوبية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ متاجر السعودية ] فوت فيكس ... رجال ألمع ... منطقة عسير # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- حلمت ان طليقتي تزوجت # اخر تحديث اليوم 2024-03-09
- وكالة فرسان للسفر والسياحة (المكتب الرئيسي) # اخر تحديث اليوم 2024-02-20
- هل تمرير الإصبع بشكل أفقي على فتحة المهبل يؤدي إلى فض غشاء البكارة؟ # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- [ دليل دبي الامارات ] مجمع زايد التعليمي ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] بدر محمد حسين المولد ... جدة ... منطقة مكة المكرمة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] عالم الأغذية المصرية ذ.م.م ... المنطقة الجنوبية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ محلات أحذية الامارات ] Cavalo fashion # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] بومبي كمبيوتر ... المنطقة الجنوبية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل الشارقة الامارات ] سوبر ماركت القعدة ... الشارقة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مطاعم الامارات ] حلويات أفرينا جميرا ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ حكمــــــة ] عند كل صباح نحتاج إلى خمس دقائق فقط من التفكير والتخطيط فهذا كاف لزيادة إنتاحية يوم كامل أكثر من 40% جرب ! # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] مركز رؤية الصحراء التجاري ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] إكسلسيس غلوبال ذ.م.م ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات الازياء والموضة قطر ] جولولى glole women clothing ... الدوحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] مؤسسة المرزوق للأيدي العاملة ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مطاعم السعودية ] مطعم زعتر وزيت # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ خذها قاعدة ] لا يُقدر العِلم إلا من تعِبَ حقاً في تحصيله وهم قِلة، أما البقية فكانَ كلُ همهم الحصول على الشهادة فقط. - علي إبراهيم الموسوي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تسوق وملابس الامارات ] ماركس وسبنسر ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] الراحة لمواد الديكور ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تعرٌف على ] الطريق الدائري (القاهرة الكبرى) # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات الاستقدام قطر ] تشام لجلب الايدى العاملة Cham Manpower Solutions ... الدوحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مطاعم السعودية ] مطعم روماوَى # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات الازياء والموضة قطر ] مزايا غير mazzaya ... الدوحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل أبوظبي الامارات ] الجزيرة لتشكيل المعادن ... أبوظبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ حكمــــــة ] ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها : عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال : لا يصيب عبدٌ شيئًا من الدنيا إلا نقص من درجاته عند الله - عزَّ وجلَّ - وإن كان عليه كريمًا. [الزهد لابن أبي الدنيا: 297]. # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مقاولات و مقاولات عامة قطر ] النمر الاسيوي للمقاولات العامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] معاذ عبدالمنعم محمد العبدالمنعم ... الرياض ... منطقة الرياض # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] شركة نور المنى لإدارة وتأجير أثاث الطرق لأغراض الإعلانات تضامن لاصحابها منى ناجي عيسى وشريكها ... المحرق # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات المطاعم العربية والاجنبية قطر ] كافيه الزعفران Zaffran Café ... الدوحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تعرٌف على ] ميناء سوتشو # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مطاعم السعودية ] مطعم روماوَى # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ حكمــــــة ] \"إذا تقرب عبدي مني شبرا تقربت منه ذراعا \" ليس التباين بين الشبر والذراع فحسب. بل تأمل الفوت: بين تقرب وتقربت. # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] الكترونيات جرادة ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] متركس للالكترونيات ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] مزاد المنصوري ... المنطقة الجنوبية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات الاستقدام قطر ] فال لجلب الايدى العاملة Fal Manpower Recruitment ... الدوحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] الحجيات للأدوات الكهربائية ... المحرق # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] البحار للتحصيل ذ.م.م ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تعرٌف على ] سانت بول (مينيسوتا) # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ أمراض الحمل والولادة ] أسباب العقم عند المرأة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ متاجر السعودية ] عطور أروما ... الرس ... منطقة القصيم # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مطاعم الامارات ] مطعم طماطم النباتي ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات طبية السعودية ] مخازن الأحياء العربية الطبية ... الدمام # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- تفسير حلم اصلاح الطريق في المنام # اخر تحديث اليوم 2024-02-10
- تفسير حلم رؤية الميت يشكو من ضرسه في المنام # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- [ تعليم الامارات ] مركز يو شاين التعليمي ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات الازياء والموضة قطر ] ام بي سي للازياء m-b-c ... الدوحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل دبي الامارات ] الأنصاري للصرافة ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] مطعم ومشويات الجبل الأخضر ... المحرق # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ خدمات عامة الامارات ] مبنى الزمردة \"أ\" مدخل بلوك ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ متاجر السعودية ] لاسين لتصميم ... الرياض ... منطقة الرياض # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل دبي الامارات ] ماجلان لقطع غيار السيارات ذ.م.م ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل أبوظبي الامارات ] مسجد مريم غانم الرميثي ... أبوظبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل أبوظبي الامارات ] الرميزان للمجوهرات ... أبوظبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ خدمات عامة الامارات ] قرية ساس النخل ... أبوظبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] فايز احمد صالح بن جبير ... الرياض ... منطقة الرياض # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ المركبات الامارات ] عبد الله مرتضى أنصاري ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات الزراعة والإنتاج الحيواني قطر ] مزرعة الجاسيمة Aljassimya Farm ... الدوحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ حكمــــــة ] قال ابن القيم رحمه الله تعالى: عشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، والمتعوضة بغيره عنه؛ فإذا امتلأ القلب من محبة الله، والشوق إلى لقائه دفع ذلك عنه مرض عشق الصور # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تعرٌف على ] كلية الصيدلة جامعة الأزهر بالقاهرة (بنات) # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] تشكيله للحلويات ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ حكمــــــة ] حب الله حنان ..حب الله أمان..حب الله اطمئنان .فلا أشقى ممن أضاع قلبه بين الأنام..! # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ خذها قاعدة ] حين أنظر إلى الماضي، إلى السنوات التي أضعتها عبثاً وخطأ، ينزف قلبي ألماً، الحياة هبة.. كل دقيقة فيها يمكن أن تكون حياة أبدية مِن السعادة! فقط لو يعرف الأحياء هذا، الآن ستتغيّر حياتي، الآن سأبدأ من جديد. - فيودور دوستويفسكي # اخر تحديث اليوم
- [ تعرٌف على ] العلاقات العراقية التشيلية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل دبي الامارات ] الأنوار ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مطاعم الامارات ] مطعم سانجيثا النباتي ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] أنوار سراج رابع الفهمي ... مكه المكرمه ... منطقة مكة المكرمة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تعرٌف على ] الصورة (درعا) # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] القناع الأزرق لتركيب الأدوات الصحية و تشطيب المباني ... المنطقة الشمالية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل أبوظبي الامارات ] تحصيل الديون والخدمات القانونية ... أبوظبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] نقليات عادل المنصوري ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مطاعم الامارات ] سيجافريدو زانيتي اسبريسو ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تعرٌف على ] الجامعة البريطانية في البحرين # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ محامين السعودية ] ميساء عيد حميد المولد ... جدة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] العاصفة للخياطة ... المنطقة الجنوبية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] مركز استكشاف الطفل ... المنطقة الشمالية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [رقم هاتف] عيادة الطبيب دندشلي فادي صلاح .. لبنان # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- [ مؤسسات البحرين ] بوم للإدارة و الإستشارات ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ تسوق وملابس الامارات ] مجوهرات الرميزان ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مراحل الحمل ] تأخر الحمل بسبب الزوج # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ مؤسسات البحرين ] المركز اللبناني للدلاله ... المنطقة الشمالية # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ شركات الاستقدام قطر ] انترالينك للاستقدام INTRALINK MANPOWER ... الدوحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ خذها قاعدة ] راحة الضمير : مخدة من حرير. - أنيس منصور # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] احمد عبدالله نامي الجابري ... المدينه المنوره ... منطقة المدينة المنورة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ دليل الشارقة الامارات ] الرميزان للذهب والمجوهرات ... الشارقة # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
- [ حكمــــــة ] عَن سَعِيد بن المُسَيَّب قَالَ التقيا سلمان وعبد الله بن سلام فقال أحدهما لصاحبه إن مت قبلي فالقني وأخبرني ما صنع بك ربك وإن أنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك فقال عَبد الله يا أبا عَبد الله كيف هذا أو يكون هذا قَالَ نعم إن أرواح المؤمنين في برزخ م
الأكثر قراءة
- مريم الصايغ في سطور
- سؤال و جواب | ما هى أسباب نزول الدم الاحمر بعد البراز؟ وهل هناك أسباب مرضية؟ وما الحل ؟
- سؤال وجواب | هل يجوز للرجل حلق شعر المؤخرة؟ وهل هناك طريقة محددة لذلك ؟
- سؤال و جواب | حلق شعر المؤخرة بالكامل و الأرداف ماحكمه شرعاً
- هل للحبة السوداء"حبة البركة "فوائد ؟
- كيف أتخلص من الغازات الكريهة التى تخرج مني باستمرار؟
- هناك ألم عندى فى الجانب الأيسر للظهر فهل من الممكن أن يكون بسبب الكلى ؟
- هل هناك علاج للصداع الئى أانيه فى الجانب الأيسر من الدماغ مع العين اليسرى ؟
- تعرٌف على ... مريم فايق الصايغ | مشاهير
- تفسير حلم رؤية القضيب أو العضو الذكري في المنام لابن سيرين
- مبادرة لدعم ترشيح رجل السلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لجائزة «نوبل للسلام»
- [ رقم تلفون ] مستر مندوب ... مع اللوكيشن المملكه العربية السعودية
- أرقام طوارئ الكهرباء بالمملكة العربية السعودية
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- ارقام وهواتف مستشفى الدمرداش عباسية,بالقاهرة
- طرق الاجهاض المنزلية و ماهى افضل ادوية للاجهاض السريع واسقاط الجنين فى الشهر الاول
- تفسير رؤية لبس البدلة في المنام لابن سيرين
- تفسير حلم رؤية النكاح والجماع في المنام لابن سيرين
- [رقم هاتف] مؤسسة قرض الحسن .. لبنان
- نزع شوك السمك في المنام
- عبارات ترحيب قصيرة 40 من أجمل عبارات ترحيب للأحباب والأصدقاء 2021
- رؤية طفل بعيون خضراء في المنام
- ارقام وهواتف عيادة د. فاروق قورة - 3 أ ش يوسف الجندى باب اللوق بالقاهرة
- الحصول على رخصة بسطة في سوق الجمعة بدولة الكويت
- معلومات هامة عن سلالة دجاج الجميزة
- ارقام وهواتف مستشفى الهلال الاحمر 34 ش رمسيس وسط البلد بالقاهرة
- جريمة قتل آمنة الخالدي تفاصيل الجريمة
- رسائل حب ساخنة للمتزوجين +18
- خليفة بخيت الفلاسي حياته
- تعرٌف على ... عائشة العتيبي | مشاهير
- هل توجيه الشطاف للمنطقة الحساسة يعد عادة سرية؟ وهل يؤثر على البكارة؟
- رقم هاتف مكتب النائب العام وكيفية تقديم بلاغ للنائب العام
- [ رقم تلفون و لوكيشن ] شركة متجر كل شششي - المملكه العربية السعودية
- تفسير رؤية شخص اسمه محمد في المنام لابن سيرين
- ارقام وهواتف مطعم الشبراوى 33 ش احمد عرابى المهندسين, بالجيزة
- أسعار الولادة في مستشفيات الإسكندرية
- ارقام وهواتف عيادة د. هشام عبد الغنى - 10 ش مراد الجيزة بالجيزة
- ارقام وهواتف عيادة د. ياسر المليجى - 139 ش التحرير الدقى بالجيزة
- ارقام وهواتف مستشفى النور المحمدى الخيرى التخصصى المطرية, بالقاهرة
- تفسير رؤية الحشرات في المنام لابن سيرين
- [رقم هاتف] مؤسسة مركز اصلاح وتأهيل بيرين .. بالاردن الهاشمية
- قسم رقم 8 (فلم) قصة الفلم
- تفسير حلم رؤية الميت يشكو من ضرسه في المنام
- هل أستطيع الاستحمام بعد فض غشاء البكارة ليلة الدخلة مباشرة؟
- أعشاب تفتح الرحم للإجهاض
- يخرج المني بلون بني قريب من لون الدم، فما نصيحتكم؟!
- قناة تمازيغت برامج القناة
- ارقام وهواتف مكتب صحة - السادس من اكتوبر ميدان الحصرى السادس من اكتوبر, بالجيزة
- سور القران لكل شهر من شهور الحمل
- تفسير رؤية براز الكلاب في المنام لابن سيرين
- زخرفة اسماء تصلح للفيس بوك
- مدرسة ب/ 141 حكومي للبنات بجدة
- إلغ (برمجية) التاريخ
- [ رقم هاتف ] جمعية قرض الحسن، .... لبنان
- أشيقر سكان وقبائل بلدة أشيقر
- تفسير حلم رؤية قلب الخروف في المنام
- تفسير حلم الكلب لابن سيرين
- [ رقم هاتف ] عيادة د. حازم ابو النصر - 20 ش عبد العزيز جاويش عابدين بالقاهرة
- انا بنت عندي 13 سنة لسة مجتليش الدورة الشهرية ......كنت ببات عند خالتي وكل ما
- هل تمرير الإصبع بشكل أفقي على فتحة المهبل يؤدي إلى فض غشاء البكارة؟
- [رقم هاتف] شركة الحراسة و التوظيف و التنظيف.. المغرب
- قبيلة الهزازي أقسام قبيلة الهزازي
- ذا إكس فاكتور آرابيا فكرة البرنامج
- السلام عليكم ، أنا مشكلتي بصراحة الجنس من الخلف مع زوجي الأن صار ويحب حيل
- فتحة المهبل لدي واسعة وليست كما تبدو في الصور.. فهل هو أمر طبيعي؟
- لالة لعروسة (برنامج) الفائزون
- أنا حامل في الشهر الرابع وينزل مني دم .. هل هذا طبيعي؟
- [ رقم هاتف ] عيادة د. عادل الريس .. وعنوانها
- هل إدخال إصبع الزوج في مهبل الزوجة له أضرار؟
- تفسير حلم اصلاح الطريق في المنام
- هل الشهوة الجنسية الكثيرة تؤثر على غشاء البكارة؟ أفيدوني
- تفسير حلم تنظيف البيت في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل والمطلقة
- إيمان ظاظا حياتها ومشوارها المهني
- أهمية وضرورة إزالة الخيط الأسود من ظهر الجمبري
- اسماء فيس بنات مزخرفة | القاب بنات مزخرفه
- لهجة شمالية (سعودية) بعض كلمات ومفردات اللهجة
- تفسير رؤية المشاهير في المنام لابن سيرين
- هل شد الشفرات والمباعدة الشديدة للساقين يمكن أن تفض غشاء البكارة؟
- [بحث جاهز للطباعة] بحث عن حرب 6 اكتوبر 1973 بالصور pdf doc -
- فوائد عشبة الفلية و الكمية المناسبة يوميا
- تفسير رؤية المخدة في المنام لابن سيرين
- [رقم هاتف] شركة الرفق بالحيوان و الطبيعة.. المغرب
- كلمات - انت روحي - حمود السمه
- أعاني من لحمة زائدة في الدبر ، فلدي قطعة لحمية صغيرة في فتحة الشرج من الخارج
- ما الفرق بين الغشاء السليم وغير السليم؟
- تفسير حلم رؤية الإصابة بالرصاص في الكتف بالمنام
- [ رقم هاتف ] مركز المصطفى للاشعة
- أدخلت إصبعي في المهبل وأخرجته وعليه دم، هل فقدت بكارتي؟
- عمر فروخ
- هل الضغط بالفخذين على الفرج يؤذي غشاء البكارة?
- إدمان الزوج للمواقع الإباحية: المشكلة والأسباب والعلاج
- بسبب حكة قويط للمنطقة الحساسة ونزول الدم، أعيش وسواس فض الغشاء.
- ما تفسير رؤية كلمة كهيعص في المنام
- تظهر عندي حبوب في البظر والشفرتين بين حين وآخر.. هل لها مضاعفات، وما علاجها؟
- طريقة إرجاع حساب الفيس بوك المعطل
- الكرة الحديدية قواعد اللعبة
- تفسير رؤية مدرس الرياضيات في المنام لابن سيرين
- [بحث جاهز للطباعة] بحث عن اللغة العربية والكفايات اللغويه -
- تفسير حلم رؤية الكنز فى المنام لابن سيرين
- كيف أصل إلى النشوة مع زوجي أثناء الإيلاج وليس بيده بعد الجماع؟
روابط تهمك
مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [بحث جاهز للطباعة] نموذج مقدمة بحث ديني , نماذج بحوث اسلامية - # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 23/10/2023
[بحث جاهز للطباعة] نموذج مقدمة بحث ديني , نماذج بحوث اسلامية - # اخر تحديث اليوم 2024-04-19
آخر تحديث منذ 5 شهر و 29 يوم
1 مشاهدة
نموذج مقدمة بحث ديني , نماذج بحوث اسلامية
نموذج مقدمة بحث ديني , نماذج بحوث اسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم*
1. توسع الدراسات الإسلامية في الزمان والمكان والموضوع :
الدراسات الإسلامية واسعة الميدان ؛ من حيث :
الزمان ، على امتداد أربعة عشر قرناً بما ضمَّته من ليالٍ وأيام وشهور وأعوام .
وأما المكان ، فقد شارك في الدراسات الإسلامية عقول ونوابغ من جميع الأرجاء وكل الأنحاء ؛ من الصين شرقا إلى الأطلسي غرباً ، ومن سيبيريا شمالا إلى نهايات إفريقيا جنوباً ، والبقاع التي لم تشارك في الدراسات الإسلامية فيما مضى ، وفاتها ركب الأمس ؛ تتدارك القافلة اليوم ، وسواء أكانت الكتابات صحيحة قويمة أم سقيمة لئيمة ، لا يهم ذلك ، إلا أنها دراسات إسلامية .
وأما الموضوع ، فقد تفتقت في رحاب هذا الدين علوم كثيرة جدا ، ولا زالت في نماء واطراد ، وكلها تستند إليه ، وعلى سبيل المثال قد أحصى حاجي خليفة في كتابه ( كشف الظنون ) 300 فن وعلم .
فإذا أخذا علوم القرآن الكريم المتعلقة بالنص العزيز كمثال ، وجدنا أنها تبلغ ثمانين علما ، وعلم التفسير واحدا منها ، بما ضمه أيضا من أنواع عشرة ، كما ذكره الإمام السيوطي في ( الإتقان ) .
وكذلك علوم السنة التي بلغت أزيد من 90 علما ً ، كل هذا دليل على السعة زمانا ومكاناً وموضوعـاً .
2. مقاصد التأليف ، وغايته :
أي أن البحث ينبغي أن يكون له غاية يرومها وهدف يصبو إليه ، وهي مجموعة في رؤوس سبعة ذكرها الإمام ابن خلدون في المقدمة :
أ- استنباط العلم بموضوعه ، وتقويم أبوابه وفصوله ، واستنباط مسائل تعرض للعالم يحرص على إيصالها لغيره ؛ ومثاله كتاب ( الرسالة ) في أصول الفقه للإمام الشافعي .
ب- أن يقف على تواليف الأولين ، فيجدها مستغلقة ، في حاجة للكشف والإبانة .
ت- العثور على غلط أو خطأ في كلام المتقدم ـ ممن اشتهر فضله ـ فيودعه الكتاب مع الاستيثاق بالبرهان ؛ ليقف الناظر على ذلك ؛ إذ تعذر المحو .
ث- نقصان مسائل أو فصول في فن ، فيقصد المطلَّع عليه إكمال ما نقص ؛ إتماماً للفن .
ج- وقوع مسائل العلم غير مرتبة في أبوابها ، فيقصد المطلع ترتيبها وتهذيبها ، كما وقع في ( المدونة ) من رواية سحنون عن ابن القاسم ، فهذبها ابن أبي زيد القيرواني ؛ بنسبتها لأبوابها.
ح- أن تكون مسائل العلم مفرقة من أبوابها في علوم أخرى ، فيتنبه بعض الأذكياء إلى موضوع ذلك الفن ، فيفعل ذلك ، ويظهر به فنٌّ ينظِمُه من جملة العلوم التي ينتحلها البشر ، مثل كتاب ( البيان والتبيين ) للجاحظ الذي جمع فيه كثيرا من كتابٍ مجموع للمسائل نحوية .
خ- أن يكون مؤلفاً من أمهات الفنون طويلاً ، فيقصد المطلَّع إلى تلخيصه واختصاره ، أو حذف المكرر منه .
وما سوى هذه الأغراض ففعل غير محتاج إليه، قال أرسطو : ( وما سوى ذلك ففضلٌ أو شَرَه ) ؛ بعد أن عدَّد مقاصد التأليف .
فيجب على الباحث يضع نصب عينيه الغية والهدف من كتابته ، و يطرح على نفسه سؤالا مهمَّاً وهو : ماذا سأستفيد من عملي هذا في ديني ودنياي ؟ وماذا سأفيد القرَّاء بعد خروجه إليهم ؟ .
3. خطوات البحث مضموناً وشكلاً :
أولا : المضمون :
أ- الأهلية والاستعداد للبحث :
فالاستعداد والأهلية قائمة على الرغبة والميل لذات البحث ، وهو أساس لا بد منه ، والباحث في علوم الشريعة ؛ يجب عليه أمران :
الأمر الأول : أن يكون على معرفة بأصولها ومفاهيمها الأساسية ـ الكتاب والسنة ـ وذلك في الحد الأدنى من علومهما ، فمن حُرم ذلك أو فاته فلا يتعنَّ ، والأولى له أن يسدَّ على نفسه أبواب القدح والتجريح ،وبمقدار رسوخه فيهما ؛ يكون قد اقترب من الحق والصواب .
وقد ذكر المجربون من العلماء معالم هداية للوصول للمعرفة الصحيحة ، بقولهم :
( فطالب العلم في بدايته شرطه الاستماع والقبول ، ثم التصور والتفهم ، ثم التعليل والاستدلال ، ثم العمل والنشر ) فمتى قد رتبة عن محلِّها حرم الوصول لحقيقة العلم من وجهها .
الأمر الثاني : أن يكون قد رسخ في العلم الذي هو بصدده ، فمن لم يكن متمكنا فيه فماذا سيبدع ؟ أو أي شيء سيستدرك ، وماذا يفهم ليشرح ؟ ..
وإن من تمام الرسوخ في علم ما :
1. معرفة المصطلحات الخاصة به ، ودلالاتها بدقة .
2. التفريق بينها عند تداخلها بمصطلحات علم لآخر .
3. حسن استعمالها فيه : تعبيراً وتحبيراً .
قال الشاطبي في ( الموافقات ) : .. الطريق الثاني مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين ، وهو نافع في بابه بشرطين :
1) أن يحصل به فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب ، ومعرفة اصطلاحات أهله ، ما يتم به النظر في الكتب .
2) أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد ، فإنهم أقعد من غيرهم من المتأخرين .
كما أنه ليس من العلم أن ينقل مصطلحات العلوم الأخرى التي يتشابه لفظها مع مصطلحات هذا العلم ، ويكثر من تعريفها والإشارة إليها .
ب ـ معرفة ميدان البحث ، والتمكن منه :
يجب على الباحث في ميدان أن يُلمَّ بأبعاد ميدانه الذي يخوضه معرفة تامة ، قبل أن يشرع ، وذلك من خلال :
1) الاطلاع على أحوال ذلك العلم ، وأمهات كتبه ، التي شهد لها أهل الاختصاص بالقبول .
2) أن يتناول كتابا جامعاً منها ، فيدرسه بإتقان .
3) ثم يطلع على ما كتبه المعاصرون من أبحاث ورسائل حوله .
4) كثرة التفتيش والمطالعة ، والتحقيق والمراجعة .
5) النظر في كلام مختلف الأئمة ؛ ليعرف المتفق والمختلف ، والواضح والمشكل .
فهذا يجعله من أهل الاختصاص بحق وصدق .
والتمكن هو المَلَـكة ، فمن لم تكن عنده ملكة في تخصصه ، وحذق في مسائل ذلك التخصص على العموم ، فلن يكون في التصنيف والتأليف قادراً على التصرف ، أو تقديم جديد .
ج ـ البحث العلمي ، وفائدته الإنسانية :
يلزم الباحث أن يلاحظ الفائدة التي سيسديها للناس حوله ، وهل سيقدم حلاًّ لمشكلة متوقعة أو قائمة، عامة أو خاصة ، وإلا فلن يكون لعمله أثر ولا فائدة ، بل مضيعة للوقت .
وإننا نسمع اليوم عن أناس يحاضرون عن السبحة ، والقميص ، ولون أصحاب الكهف ، ويبحث عن الإماء والعبيد ؛ وهذا غباء لا مثيل له . ومن هذا المنطلق كان سلفنا عندما يُسألون عن حكم ، يستفسرون : هل هذا كائن ؟ فإن أكّدوا ذلك أجابوا لهم عنه وإلا فلا ؟ .
كما أن هناك مباحث لا صلة لها بالواقع ؛ لأنها مباحث ميتة لن تتحرك أبدا ، إما لأنها في غير زمانها ومكانها ، أو أنها قد قُتلت بحثاً وانتهى الناس منها .
د ـ تقسيم البحث وإحكام خُطته :
بعد هذا ، يبدأ الباحث بوضع تصور شمولي عن بحثه ، فيقسمه إلى أبواب بحب كبره ، وفي الباب الواحد فصول ، وفي الفصل الواحد مباحث ، أو فقرات ؛ بهذا يقدم القضية المطروحة وحلها ، من جميع جوانبها بما لها وعليها .
ويجب أن يراعي في ذلك :
1) تمهيد القضية الداعية إلى إيجاد هذا البحث ، في المقدمة .
2) أهمية الوقوف عليها، ومسوغات ذلك .
3) ثم يقسِّم موضوعه إلى أجزاء سميناها أبوابا وفصولا .
ومن وسائل اكتساب المعارف الحسية ؛ التقسيم والجمع : أي التقسيم الكلي إلى جزئياته و إلى أصنافه ، وجمع الجزئيات المتفرقة في كلياتها ؛ المسماة السبر والتقسيم ؛ وما التقسيم للبحث ألا لتحقيق هذه الغاية المبنية من درس الجزئيات ، ووضعها تحت الكليات .
4) لا بد أن يكون الباب الأخير متناولاً قمة الفكرة وتمام الرأي ، ويكوِّن بذلك ثمرة كاملة لما تقدمه من أبواب وفصول ؛ لأنه خلاصة حَلهِّا ونهايةُ القول فيها .
5) الخاتمة ؛ تأتي لتبين لنا ـ بإيجاز وتركيز ـ القول الفصل والرأي المَرضِي .
ومن أهم أسباب الاهتمام بكتب الإمام الشافعي رحمه الله كما قال البيهقي :
1. حسن التنظيم والترتيب .
2. ذكر الحجج في المسائل مع مراعاة الأصول .
3. تحري الإيجاز والاختصار .
هـ ـ جمع المعلومات بوعي وبصيرة :
بعد وضع المخطط الشمولي للبحث ، يبدأ بالقراءة الهادفة ، وجمع المعلومات التي تنضوي تحت بحثه ، وتتعلق بدراسته من قريب أو بعيد ، ويجب عليه أن :
1. يعرف قيمة كل كتاب على خير وجه .
2. توجهات كل مؤلف ؛ ليتأتى الاستفادة منه .
3. يعرف مواطن القوة والضعف فيه ، ليعتمد هذا ويتجنب ذاك .
4. معرفة ما زاده غيره ، أو تفرد به ، وأصالته أو عدم أصالته في ميدانه ، فإن لم يكن في الكتاب ما ذكرنا فلا يضيع الباحث الوقت فيه ؛ كما قال ابن العربي .
5. أن يجمع المادة بيقظة وحذر ووعي ، فيكتب كل ما يمكنه أن يستفيد منه في البحث ، كما قال المحدِّثون ( إذا كتبت فقمِّش ، وإذا حدَّثت ففتِّش ) ، وللجمع طرق أهمها :
ضم المعلومات في بطاقات صغيرة ، ويضع لها عناوين كبرى عامة ، ثم عناوين صغرى ، أو أن يكتب على أوراق كبيرة يضمها تبعاً الأبواب والفصول ؛ كلٌّ حسب فهمه وإدراكه واستعداده.
و ـ إحكام النظر في المادة العلمية ، و صياغتها ، وترتيبها :
بعد جمع المادة ، وتوثيق ما جمعه ، لا بد له من طول النظر فيه وتجوال الفكر على صفحاته ، وتقليب الرأي في جنباته ، ويدون مع كل فكرة ما يستنبطه ، وغلى جانب كل قول ما يستفيده .
ثم يبدأ بصوغ مادته المتوفرة ، ويبينها بالكيفية التي تحلو له .
ويتوجب عليه أن يراعي عرض الفكرة الواردة ، حسب الأقدم فالقدم ، ممن تعرض لها أو طرحها، من نشأتها إلى نموها واتساعها ، إلى بلوغها غايتها وإحكامها ، على ما اعتراها من معارضة أو مناقضة، أو تأييد أو موافقة ، وما لحق بها من تفسير وتعليل ، وبيان وتفصيل ، مقدما في ذلك أصل المسألة من آي القرآن ، وصحيح السنة النبوية ، قال الإمام النووي : ( فلهذا لا أترك قولا ، ولا وجها ، و نقلا ، ولو
كان ضعيفا أ و واهيا ؛ إلا ذكرته إذا وجدته إن شاء الله تعالى ، مع بيان رجحان ما كان راجحا ، وتضعيف ما كان ضعيفا.. . )
ويجب عند نقل فكرة عن مصنف أن يستوعبها كلها ، ويدرك قائلها من ناقلها ، وصاحبها من منتحلها .
ويعرض لتفسير الآية والحديث من مصادرها المعتمدة ، حسب الأقوى فالأقوى ، أو حسب ما يراه موصلا للهدف . وفائدة طريقة تقديم الأقدم والأقوى :
تبيين مدى تطور الأفكار ، أقدار أهل العلم ومراتبهم منه ، إدراك أثر الزمان والمكان ، بيان موضع الخلل والنقص في الفكرة ؛ ومَن تممّها أو عدَّلها أو أصلحها ، إظهار قيمة عمله هو ، وأهمية تصنيفه ومدى الحاجة إليه .
ز ـ الأمانة في نقل الأفكار وعزوها :
وذلك بنسبة الأقوال والأفكار إلى أصحابها ، دون أدنى غضاضة من صغير وكبير ، من مسلم أو كافر من برٍّ أو فاجر ، من متقدم أو متأخر .
ولقد ضرب علماء المسلمين الأقدمون المثل الأعلى في الأمانة العلمية ؛ لأن القرآن الكريم أرسى ذلك، فقد ذكر القرآن عقائد الملل الضالة كما هي ـ بما فيها ـ وردَّ عليها وفندها .
وانظر إلى كتب الأشعري و الباقلاني والفخر الرازي ، والغزالي وابن تيمية وابن القيم ، الشــافعي و الطحاوي والبغدادي ، وغيرهم ، لتجد هذه النماذج القمم في الصدق والأمانة ، واستيعاب الفكرة ولو كانت ضالة ؛ لبيان وجه الضلال فيها ، وما ذاك إلا ليرفعوا الحرج عن الأمة في الحوار والمناظرة، وليوفُّوا قبل ذلك الأمانة حقها .
ويجب علينا أن تكون على حذر شديد من المعاصرين ممن يعبث بالنصوص نقلا وبتراً ، وحذفا لما لا يعجبه ، أو يتعارض مع أهوائه وتوجيهاته أو يأتي على حججه ودعاواه بالهدم والسقوط بذلك في بعض كتب التراث التي يخرجونها .
وقد وجدنا بعضهم يقحم رأيه الفاسد ، وفكره الخاسر الكاسد ، في نصوص لها قيمة ووزن ، دون تمييز أو إشارة على أنه من المحقق أو الناشر أو الطابع ،ادعاءً منه للفهم ، والاجتهاد العلمي العظيم ؟!
قال الإمام السبكي : ( وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا على أن كَتَبَ شرح صحيح مسلم للشيخ محيي الدين النووي ، وحذَفَ من كلام النووي ما تكلم به على أحاديث الصفات ـ فإن النووي
أشعري العقيدة ـ فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذي صنفه مصنفُه . وهذا عندي من كبائر الذنوب ن فإنه تحريفه للشريعة وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس، وما في أيديهم من المصنفات ، فقبح الله فاعله وأخزاه ، وقد كان في غنية عن كتابة هذا الشرح ، وكان الشرح في غنية عنه) .
ولا بد من التأكيد على أن نقل قول السابق إن أخذه بلفظه تعين العزو لصاحبه ، وكذا إن أخذه بالمعنى المحاذي للفظ من غير زيادة عليه ، بالإشارة لوجه النقل ؛ وإلا كان الناقل مدلِّساً .
ح ـ الفهم الصحيح للنصوص ، وتحديد مدلولاتها :
وذلك بالالتزام بضوابط الفهم الصحيح للنصوص ، وتحديد مدلولاته على هدي هذه الضوابط ، وهي القضية التي نسميها اليوم الموضوعية و النزاهة والإخلاص في فهم مراد كلام الله تعالى وفهم كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن الفهم الحق لمراد الشارع ، إضافة إلى كونه واجبا دينيا ، فإن نتيجته هي صمام الأمان للحياة الإنسانية ، وسر السعادة البشرية .
وأيضا من الموضوعية والنزاهة الاجتهاد المباشر وأخذ الأحكام من نصوص القرآن والسنة مباشرة ؛ بما لا يَلفت معه الزمام ، ويتحلى كل مأفون بحلية الإمام ، مع الحذر الشديد من جعل النص تابعاً لرأيه وهواه ، ورغباته وأفكاره ، بجعله الأصل وجعل النص هو الفرع .
ويلزمه بعدها عدم التعجل في إصدار الأحكام ؛ قبل تمام النظر فيما هو بصدده ، وتجنب التهور.
ط ـ الرجوع في كل علم إلى أهله :
فأهل كل علم مقدمون على غيرهم فيه ، بل لا يلتفت فيه إلى سواهم ؛ لأن أهل كل علم هم الذين جمعوا مسائله وضبطوا أصوله ، وألفوا كتبه وذلَّلوا صعابه .
لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن البسملة قال : ( سلوا عن كل علم أهله ، وإمام الناس في القراءة نافع ) ، وقال جار الله : ( .. أن على كل آخذ علماً أن لا يأخذه إلا مِن أقتل أهله علما ، وأنحرهم دراية ، وأغوصهم على لطائفه وحقائقه ، وإن احتاج أن يضرب إليه أكباد الإبل ، فكم من آخذ عن غير متقن قد ضيع أيامه ، وعض عند لقاء النحارير أنامله ).
وإن ما ينبغي التنبه له مسألة النقل في المذاهب الفقهية والعقدية ، والأديان والفرق والمذاهب السـياسية ، فيجب أن يرجع فيه إلى مصنفاتهم الصادرة عن أهله ، حتى لا يقع البـــاحث في الخطأ
ويرجم بالظنون ، وكثير من الكاتبين عن الإسلام تركوا مصادر العلوم المتقنة ، وتصيدوا الأقوال هنا وهناك ، بقيل ويقال ، ويحكى ويروى ، دون تثبت وتأكد .
ي ـ النقد النزيه المتزن :
إن الباحث الراسخ لا يقف حيال الأفكار والنصوص مكتوف الأيدي ، جامد النظر عديم التدبر ، بل له حق النقد والتقويم لكل نص ـ سوى الكتاب والسنة ـ ، فلا يمر عليه نص في إطار بحثه و يرى فيه ما يستحق التقويم أو بيان الخطأ ، إلا وقوَّم وأصلح بما يراه حقا ، وإن لم يفهم النص أشار إلى ذلك ؛ لئلا يُنسب إليه الرضا به .
وطريق النقد كما قال ابن الهيثم (.. أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه ، ويجيل فكـره في متـنه ، وجميع حواشيه ، ويتهم أيضا نفسه عند خصامه ، فلا يتحامل عليه ولا يتسمح فيه ) لتنكشف له الحقائق حينئذ بجلاء .
ثانيا: الشكل الخارجي :
أ ـ سلامة الأسلوب :
إن الأسلوب هو ثوب المعاني ، وبمقدار توشيه وتحبيره وتجميله ، تقرب المعاني من الأفهام ، وتسرع الدخول إلى القلوب والعقول ، فبحثٌ باللغة العربية ؛ يجب تجنيبه اللحـن ، والأخطاء الصرفية والنحوية والإملائية ، إذ مَن حُرم فهم العربية والتصرَّف فيها لا يتأتَّى له فهم نصوص القرآن والسنة ، وأقوال السلف الصالح ، ولن يستطيع ادّعاء قدرته على التعبير عنها حق التعبير في بحثه .
و لا يعني هذا أن تصب الألفاظ والتراكيب في قوالب السجع الثقيل ، أو تصيُّد حواشي اللغة ومهجور الكلام ، كما لا ينبغي الوقوع في تراكيب العامة ، وأساليب الصحافة السائرة اليوم ـ ولو كانت بمعانٍ سامية ـ لأن ذلك يهبط بقيمة عمله وجهده .
ب ـ ضبط النص بالشكل و الإعجام ، وعلامات الترقيم :
فهذا من تمام معرفة اللغة وحسن الصياغة ، فأما :
1) الشكل والإعجام : فيكون في المواضع التي يحتاج إليها ، وخاصة في الكلمات المُشكِلة والملتبِسة من الأعلام والكنى و الألقاب والأنساب وغيرها ؛ وفيها مؤلفات تهتم بها ـ بجانب المعاجم اللغوية ؛ التي تضبط بنية الكلمة ـ مثل : إصلاح أخطاء المؤلفين لإمام حمْد الخطَّابي.
2) علامات الترقيم : فيجب استعمالها على أدق وأكمل ما يكون ؛ لأنها تبيِّن المراد ، وتوضح الفكرة ، وتسهل القراءة ، وتيسر الفهم ، وفي يذلك كتب مؤلفة ، مثل : الترقيم في اللغة العربية لأحمد زكي باشا .
ج ـ ضبط القراءات القرآنية والأحاديث النبوية :
فيجب على الباحث الاعتماد على قراءة قرآنية معينة ، ويشير للقراءات الأخرى ـ عند المرور بها ـ في حال كون الآية محلَّ استنباط للأحكام أو نظر .
وكذلك نصوص الأحاديث ورواياته ، مع بيان المصدر ؛ ليسهُل الرجوع إليه .
د ـ نفي الاستطراد :
يحسن بالباحث أن يخلي فكرته من الاستطرادات الطويلة ، وإن كانت الاستطرادات ضرورية ـ لا بد منها ـ فلتكن في حاشية الكتاب ، وإن كانت طويلة فليجعلها مضمومةً ملحقة في ختام الباب أو البحث .
هـ ـ حسن الاقتباس :
الاقتباسات لها حالتان :
1) إن كانت طويلة : فإما أن تختصر ويقتصر على فيها على موضع الشاهد ، أو يؤخذ معناهـا؛ ويشار إلى ذلك . وقد صنع هذا العلماء الأقدمون ، فمثلا الإمام البخاري رحمه الله : كان يقطِّع الحديث الواحد في مواضع عديدة من جامعه الصحيح ، مقتصراً على ما له علاقة بذلك الباب فقط ، وكانوا يأخذون المعنى أحيانا أخر وتركوا اللفظ ، وكانوا يقولون: قال فلان : مامعناه .
2) وإن كانت قصيرة : نُقلت كما هي .
وفي العصر الحالي تواطأ الباحثون على أمور ، هي:
• وضع الاقتباس بلفظ بين قوسين .
• عند اقتباس الآيات : لابد من ذكر السورة ، ورقم الآيات في المصحف المتداول .
• عند اقتباس الأحاديث لا بد من إحالة النصوص إلى مصادرها ، الأعلى فالأعلى ، فلا يذكر جامع الترمذي قبل البخاري .
و يجدر بعد توثيقها أن ينقل درجتها عن أحد الأئمة المعتمدين .
• العزو يكون بذكر الكتاب والباب ، وإن أضاف إلى الجزء والصفحة ؛ فحسن .
و ـ التزام المصطلحات المتداولة :
إذا كان للباحث مصطلحات متعلقة ببحثه ، فمن المستحسن أن يصدِّر بها بحثه بعد المقدمة بوضـوح ؛ حتى يكون القارئ على بيَّنة منها قبل أن يدلف إلى القراءة ؛ لأن استعمال الرموز دون توضيحها يُلبس على القارئ ، بل ويجعله يملّ القراءة .
ز ـ كتابة الأسماء الأعجمية :
يستحب للباحث أن يكتب الأسماء الأعجمية بلُغتها الأصلية ـ من فرنسية أو انكليزية أو فارسية ـ ويضعها بين قوسين ، ثم يعرِّبها هو ، و أما ما اقتبسه منها ـ وكان قصيراً ـ وترجمه بنفسه ، فلا حرج أن يضعه في حاشية الكتاب بنصه الأجنبي ؛ فلعله يُخالَف في ترجمته وفهمه .
ح ـ المصادر والمراجع :
التي اقتبس منها قليلا وكثيرا ، والتي أحال عليها ولو مرة واحدة ، فيجب عليه أن يضعها في قائمة كاملة ، في آخر عمله ، موثقة أدق ما يمكن التوثيق ، وذلك بطريقيـن :
1. إن بدأ باستعمال اسم الكتاب ، رتب اللائحة مبتدئا باسم الكتاب .
2. وإن بدأ إحالته باستعمال المؤلف ، رتبها باسم المؤلفين .
وإن رتب قائمة المصادر على حسب الفنون العلمية ، فلا حرج شريطة توثيقٍ كاملٍ وترتيبٍ دقيقٍ .
ط ـ صنع الفهارس والكشافات :
لأنه ضرورة لازمة ، ولها عدة أنواع :
1) الفهرس الخاص بموضوعات البحث : والأفضل أن يكون في صدر الكتاب ، بعد المقدمة .
2) فهرس المتعلق بـ : القرآن الكريم ، الحديث النبوي ، الأعلام الواردة ، المصطلحات الحضارية ، الأديان والفرق ، الأيام والغزوات ، الأماكن ، الأشعار .. ، وبمقدار تنوعها يسهل الرجوع إلى الكتاب والانتفاع به ، وتجاهلها ؛ دليل العجز والتقصير .
ي ـ حسن الإخراج :
قيل قديما (( حسن الخط يزيد الحق وضوحاً )) ، فيجب على الباحث أن يتناول البحث بالتصحيح والتنقيح من الأخطاء المطبعية قبل أن تصل إلى أيدي القراء ؛ لأن بعدم ذلك يكسِف البحث جماله ، ويشين كماله .
ك ـ وضع مختصر ملخص جامع :
من الحسن الجميل أن يتبع الباحث كتابه ـ خاصة الرسائل و الأطاريح ـ بملخص مركَّز جدا في عشر صفحات أو أكثر بقليل ، على نسق الأبواب والفصول ،مركِّزا على النتائج التي وصل إليها ؛ لتكون كخلاصةٍ معرِّفة بعمله وعنوان جهده ، وهو في دراسات " الماجستير والدكتوراه " الملخص الذي ينشر بين يدي اللجنة ، وينشر للتعريف بالعمل في الدوريات والمجلات المتخصصة .
ل ـ ثمرة العلم :
الدراسات الإسلامية هي ميدان الفضيلة ، ولا يجمل بمن وضعه الله في ميدان الفضيلة أن لا يتشبع بـها، ولا تظهر على محيَّاه ، بعيدا عن طيش الطائشين ، ونزق المنحرفين الزائغين .
م ـ العلم جهاد كبير :
وقد قرر علماء الشريعة الإسلامية بدءاً من السلف الصالح ـ استهداءًا بالقرآن الكريم والسنة النبوية ـ أن العلم قمة العبادة ، وأفضل شيء بعد أداء الفرائض .. وبهذا الشعور تقدمت الحضارة الإسلامية وازدهرت ...
فما أحوجنا إلى إعادة هذا المفهوم وتركيزه في قلوب الجيل الصاعد !!؟
عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد ، فقد نقص عقله ) .
والحمد لله على التمام وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام
شاركنا رأيك
التعليقات
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا
أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [بحث جاهز للطباعة] نموذج مقدمة بحث ديني , نماذج بحوث اسلامية - # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 23/10/2023
اعلانات العرب الآن