كلما أقوم بعمل فنجان من القهوة تفور وتقع مني على الأرض # اخر تحديث اليوم 2024-04-19

السؤال :







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة عمري 29 عاماً، وكلما أقوم بعمل فنجان من القهوة تفور وتقع مني على الأرض، أو كلما أنتهي من عملها وأذهب لأضعها على الصينية تقع بعضاً منها على الأرض - أي تقع من الركوة أو إبريق القهوة -، فما تفسير ذلك؟ هل هو خير أم ماذا؟















الجواب :







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ظاهر سؤالك الكريم أن هذا الذي يحصل لك من فوران القهوة وانصبابها ليس هو في الرؤيا المنامية، وإنما هو في الواقع المشهود الذي تعيشينه كما تدل على ذلك كلماتك الكريمة، وسنذكر كلا الاحتمالين.

فالاحتمال الأول الذي أردتيه: وهو أن هذا يقع لك في الواقع، وهو أن القهوة تفور منك ويصب سواء وضعتيها على الطبق أو كانت على النار، فهذا أمر لا علاقة له أبداً بأي خير أو شر، فهو أمر يعود إلى كيفية صنع القهوة التي تقومين بها، وراجع إليك أنت وإلى تصرفك معها وليس هنالك أي علاقة ولا أي إشارة إلى أمر يقع لك لا في المستقبل ولا في الماضي، فاعرفي ذلك واحرصي عليه، فإن كثيراً من الناس قد يقعون في أوهام من هذا المعنى لاسيما في القهوة، ولاسيما فيما يدّعون قراءة الفنجان، فربما وقع في نفسك لأجل ذلك شيء من هذا المعنى، فلا تلتفتي إلى هذا المعنى واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، واقرئي على نفسك قول الله تعالى: (( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))[التوبة:51]، فلا أثر لانكباب القهوة ولا انصبابها في أي أمر من الطعام أو الشراب على الشؤم أو على الخير أو على الفأل أو غير ذلك، فلتعرفي ذلك ولتحرصي عليه.

وإننا نوصيك وصية خارجة عن سؤالك، وهي أن تكوني صانعة قهوتك على نارٍ هادئة وأن تكوني بجانبها قبل أن تفور فهذا هو الذي يحفظك من أن تنسكب، وأما إن وضعتيها على الطبق فحاولي ألا يكون الفنجان مملوءاً فينسكب؛ فهذه نصيحة والدٍ لابنته وإن كانت خارجة عن سؤالك الكريم.

وأما عن الاحتمال الثاني: فهو أن تكوني ترين هذا الأمر في منامك؛ فإن كانت رؤيا ترينها بمعنى أنك ترين نفسك ترفعين القهوة وأنها تنسكب منك فهذا يدل على أن لك أموراً تسعين فيها وتريدين تحقيقها، وربما حصل هناك بعد ذلك شيء من العراقيل فيها ولم تتم عن المراد الذي تريدينه، وإن كان في الرؤيا أيضاً إشارة إلى أنك - بحمد الله عز وجل – ستحققين ما تأملينه بعد ذلك.

ونسأل الله في جميع الأحوال أن يحفظك وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

وبالله التوفيق والسداد.